الصحافة الأمريكية اليوم الأربعاء
الشكوك في التوصل إلى وحدة وطنية فلسطينية لأسباب داخلية وخارجية، وتحويل المسلحين الإسلاميين وجهتهم إلى باكستان، فضلا عن تكريم أميركا لمسلمات في يوم المرأة، كانت أهم ما تطرقت إليه الصحف الأميركية اليوم الأربعاء.
ففي الشأن الفلسطيني كتبت مجلة تايم مقالا بقلم مراسليها جميل حمد وفيل زابريسكي في القدس يشكك في قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومته إسماعيل هنية على تحقيق الوحدة لما يعصف بها من عوائق داخلية (جماعات في حماس وفتح) وخارجية (الرئيس الأميركي جورج بوش والرباعية والظواهري).
وقالت المجلة إن الصراع الداخلي كثيرا ما يظهر على أنه معركة بين فتح وحماس ولكن الحقيقة أكثر تعقيدا، حيث يمتد صراع إلى أبعاد قبلية ونقابية وعداوات سابقة.
فعلى المستوى الداخلي تشهد حركة فتح انقسامات كبيرة منها ما تعرض له الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح بعد اتفاق مكة وزيارته لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، حيث واجه انتقادات من داخل حركته لما يرونه انخراطا في لعبة العلاقات العامة التي تخدم أولمرت دون الحصول على شيء.
ثم إن هناك تيارا برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع ارتفعت معارضته لعباس خشية من أن ظهوره مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس يفقد فتح الكثير مما تحتاجه من "دعم الشارع"، وفقا لعضو في اللجنة.
وعرجت تايم على اختطاف مراسل شبكة بي بي سي البريطانية، قائلة إن ثمة جماعة تسعى لتقويض ما توصل إليه عباس وهنية إن لم يكن بالخطف فإنه بوسائل أخرى، حسب أحد القادة المسلحين التابعين لحركة حماس الذي أكد أن لا علاقة لجماعته بخطف المراسل.
ونوهت المجلة بأن التيار الجهادي المسلح في حماس قد يكتسب شجاعة وجرأة بسبب انتقاد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لحماس وتوصلها إلى اتفاق مكة.
وانتهت إلى أن محمود عباس وإسماعيل هنية ربما يتمكنان من حل جميع المشاكل وإعلان الحكومة، غير أن ثمة العديد من المؤشرات التي تدل على أن الوحدة ما زالت بعيدة المنال.
حاولت صحيفة نيويورك تايمز أن تسلط الضوء على فتح المسلحين المسلمين جبهة جديدة من الحرب تستهدف باكستان بعد أن كانت موجهة ضد القوات الأميركية والناتو.
وقالت الصحيفة إن المسلحين الإسلاميين كانوا يتخذون من منطقة الحدود مع أفغانستان جنوب غربي مدينة بشاور، مقرا لتدريب وإرسال المفجرين لاستهداف قوات الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان.
غير أن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا آخر حيث استهدفوا باكستان نفسها ونفذوا 6 هجمات وقتلوا 35 شخصا، وقد هدد قادتهم بتنفيذ العشرات من تلك الهجمات.
ويرى الدبلوماسيون والمواطنون المهتمون بما يجري هناك أن تلك الهجمات دليل على انتشار "الطلبنة" (نسبة إلى طالبان)، حيث اندفع المسلحون من المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان نحو المناطق الآمنة في باكستان.
واستشهدت الصحيفة بما قاله المواطنون في بشاور وأجزاء أخرى من المناطق الجنوبية الغربية الحدودية التي تحاذي المناطق القبلية، حول تلقي المدارس الأجنبية عدة تهديدات وأمر البنات بارتداء الخمار وحظر الموسيقى وتحذير الرجال من حلق لحاهم.
أما صحيفة كريستيان سيانس مونيتور فقد خصصت افتتاحيتها تحت عنوان "المسلمات يستطعن إعادة تشكيل الإسلام" لتسلط الضوء فيها على تكريم الولايات المتحدة لـ8 نساء من بينهن خمسة من الدول الإسلامية ومنحهن جائزة "نساء الشجاعة" في يوم المرأة العالمي الذي صادف الثامن من هذا الشهر.
وقالت الصحيفة في مقدمتها إن شيئا مميزا مر الأسبوع الماضي دون أن يلتفت إليه أحد وهو منح وزارة الخارجية أول جوائزها لـ10 نساء من الدول الأخرى، خمس منهن أظهرن شجاعة في الدول الإسلامية.
وتساءلت الصحيفة قائلة: هل هذه الجوائز تأتي ضمن جهود أخرى تقوم بها الولايات المتحدة لإصلاح الإسلام؟ لتجيب: ربما. غير أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أثنت على هؤلاء النسوة لمكافحتهن المحاولات الرامية لإذلال المرأة.
وقالت كريسيتان سيانس مونيتور إن الفائزات اللواتي تم اختيارهن من بين 82 رشحتهن السفارات الأميركية، أتين من ثماني دول خمسة منها إسلامية (أفغانستان وإندونيسيا والعراق وجزر المالديف والسعودية)، مشيرة إلى أن ذلك يحمل رسالة حول مخاض التغيير في أوساط المسلمين.
واختتمت بالقول إن الدين يخاطب القلب، وإن القلب هو الذي يحتاج إلى التغيير إذا ما أرادت النساء المسلمات الفوز في المساواة بين الرجل والمرأة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد