سرقوا منزله وسيارته في وضح النهار.. والجيران قدموا لهم الشاي
عاد مدرس الرياضيات المتقاعد يوسف عامر إلى بلده بعد زيارة أبنائه في ألمانيا، ليجد بيته الذي أسسه بتعبه وعرقه قد سرق بطريقة محترفة، لكن الضربة الكبرى التي أصابته بعد اكتشافه أن سيارته الجميلة التي اشتراها بثمن باهض قد سرقت أيضاً، رغم احتياطاته العديدة، ليبدأ رحلة البحث وحيداً عن الجناة بعد أن أصابه اليأس من الإجراءات الروتينية التي باتت متبعة في عدم مداهمة الشرطة لأوكار اللصوص الذين لم يكونوا بعيدين عن مكان السرقة.
بعد أن قام عامر بإبلاغ شرطة المدينة في شهبا ونظم الضبط اللازم بكل المسروقات، بدأ يفكر في كل الطريق التي دخل إليها اللصوص منزله، واكتشف أنهم قاموا بقص أحد شبابيك الحماية، والدخول إلى المنزل، وسرقة الأدوات الكهربائية الجديدة التي لم تكن قد فتحت بعد، وعندما قرر أن يعاين كراج السيارة اكتشف أن اللصوص قد أخذوا مفاتيح الكراج والسيارة، والبطارية من المنزل، وركبوا الدواليب أمام الجيران الذين لم يشكوا للحظة واحدة أنهم لصوص، حتى أن أحد الجيران قد جلب لهم الشاي لأنهم بكل بساطة مكلفين ببيعها من قبل صاحبها؟!.
وبعد أن بدأ البحث، سمع بأن أحد اللصوص المعروفين، والخارج حديثاً من السجن، يعرض أدوات كهربائية في منزل والده للبيع، وحتى لا يشك اللصوص به، استعان بصديق لكي يستدل على بيت أهل اللص في ريف المحافظة، وهكذا وصل إلى أول خيط، حيث اشترى خلاطه الكهربائي مرة ثانية من اللص بثمن أغلى مما اشتراه في الأساس لكي يتابع خطته في كشفهم ومعرفة مكان السيارة.
يقول “عامر” أنه قرر مواجهة اللصوص بعد أن اتفق معهم على ثمن كافة المسروقات واجتمع معهم في بيت أحد اللصوص، وسجل لهم كل كلمة بعد أن اعترفوا له بتفاصيل السرقة، ووعدوا بإرجاع كل شيء والمساعدة في إرجاع السيارة، غير أنه وقع مرة جديدة ضحية لهم بعد أن طلب اللصوص مليون ليرة لإرجاع السيارة من درعا، فسحب كل ما ادخره في حياته من البنك، واستدان مئتي ألف ليرة فوق المبلغ وانتظر عودة سيارته التي يبلغ ثمنها ستة ملايين ليرة حالياً دون جدوى.
عاد عامر مرة أخرى لتعديل الضبط الذي قيد ضد مجهولين، وأخبر الشرطة بما توصل إليه، ووضع في الضبط أسماء اللصوص جميعاً دون فائدة. ومع البحث المتواصل عن مكان تواجد السيارة، خاطب أحد الأصدقاء القدامى في محافظة درعا، وأخبره عن السيارة وتفاصيلها، ليكتشف صديقه أنها مباعة في إحدى القرى الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، وأن الرجل طلب مبلغ أربعة ملايين ليرة لكي يتنازل عنها، وقد حصل فعلاً على صورة لسيارته مركونة أمام أحد البيوت بدون لوحتها الأساسية.
واكتشف أن اللصوص قد باعوها بمليون و800 ألف، غير المليون الذي نصبوه عليه، وهناك باع اللصوص السيارة بأربعة ملايين لرجل مقتدر، ورغم كل المحاولات التي قام بها مع شيوخ العشائر والوجهاء من المحافظتين، إلا أنه لم يستطع الحصول عليها إلى الآن، ويبدو أنه لن يستطيع ذلك الآن بسبب بدء العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في المنطقة، ولم يستطع معرفة ما إذا كان مشتري السيارة ما زال في مكانه.
قصة المدرس يوسف عامر قد تكون عادية بعد الذي جرى في سوريا، ولكن الشيء غير العادي هو في عدم القدرة على إلقاء القبض على اللصوص الذين تمادوا كثيراً، حتى أن اللص الأساسي الذي كان يبيع المسروقات قد حاول في وضح النهار قتل رجل وسلبه ممتلكاته قبل أيام قليلة.
ويقول أحد أضلع العدالة أن الشرطة عاجزة عن المداهمات لكثير من الأسباب، أهمها التدخلات الاجتماعية بحجج واهية، وانتشار السلاح العشوائي بين أفراد المجتمع يجعل مهمة الشرطة محفوفة بالمخاطر، وقد تسبب الموت. ولذلك تبقى غالبية القضايا الجنائية متوقفة حتى يستتب الأمن، لأن عمل الشرطة هو الأساس في إقامة العدالة كون المجرمين طلقاء، والأحكام تبقى غيبية.
وكالات
إضافة تعليق جديد