كواليس مفاوضات ريف حمص الشمالي.. من القاهرة الى خيمة معبر الدارة
جلس الضابط الروسي خلف الطاولة وتحت العلم السوري بنود التسوية مع ممثلي الفصائل واللجان المحلية في الريف الشمالي لحمص. مما قاله الضابط الروسي “سوف أعطيكم الوقت الكافي لنقل أمتعتكم والخروج بشكل محترم والذين كانوا هنا البارحة يعرفون المدة التي أعطيتكم أياها، سوف أرسل عند كل مرحلة ما يتيسر لدي من باصات لنقلكم ونقل من يرغب وفي حال كان عدد الباصات المليئة بالركاب أقل من العدد المرسل سوف اعتبر الاتفاق لاغياً، واليوم عند غروب الشمس يجب أن تكون عشرات الأسلحة الثقيلة لدي حتى أخبر القيادة ببدء تطبيق الاتفاق”.
هذا الاتفاق المذل للفصائل المسلحة في الريف الشمالي لحمص والتي طالما علت أصواتها منادية بالقتال حتى الرمق الأخير تعبر عن حالة عامة من انعدام الرغبة في القتال تسود جمع الفصائل المسلحة فيما تبقى من مناطق سورية تقع تحت سيطرتها. وتفيد مصادر أن البند الوحيد الذي تغير والذي بسببه أعلنت الفصائل رفضها للاتفاق مساء الإثنين هو ضمانة الجانب الروسي لطريق خروج المسلحين من الريف الشمالي لحمص الى جرابلس أو إدلب كل حسب خياره. فالموقف الروسي مساء الإثنين لم يكن ضامناً لطريق الذهاب، لكن تم تعديل الموقف يوم الثلاثاء، وبناء عليه سوف يتم نشر الشرطة العسكرية الروسية على الطريق من الريف الشمالي الى قلعة المضيق كما سيرافق كل باص يخرج من الريف الشمالي لحمص الى الشمال السوري فرد من الشرطة العسكرية الروسية”.
وقد حضر المفاوضون عن “المعارضة” وهم 32 شخصا يمثلون كافة الفصائل المسلحة في الريف الشمالي لحمص ولجان الأهالي في المدن والبلدات، وضمن ممثلي الفصائل حضر ستة ضباط منشقون عن الجيش السوري. وقد حصل الاجتماع عند معبر الدارة الكبيرة في خيمة تقع ضمن مناطق سيطرة المسلحين عند الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الإثنين، وقد استمر الاجتماع حتى الساعة الخامسة عصرا انتهى بالتوقيع على الاتفاق النهائي للتسوية في ريف حمص الشمالي.
مصادر متابعة لملف المفاوضات حول ريف حمص الشمالي كشفت لموقع “العهد” الإخباري أن “التفاوض بدأ منذ عدة أشهر وحصل اجتماع في القاهرة بعدما طلبت الفصائل وساطة وضمانة مصرية لكن الجانب المصري قال للوفد خلال عدة اجتماعات عقدت في القاهرة مع وفد ضم بعض الممثلين للفصائل واللجان المحلية في ريف حمص الشمالي أننا يمكن أن نلعب دور المراقب وليس الضامن وبعد الفشل في القاهرة تم اللجوء إلى خيار إجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الروسي، وجرت محاولات لإدخال تركيا كجهة ضامنة للإتفاق وانتقل الوفد من مصر إلى تركيا وحصلت عدة لقاءات بين ممثلين عن هيئة التفاوض في ريف حمص الشمالي وضباط أتراك حول هذا الموضوع لكن الدولة السورية رفضت رفضا قاطعا أي دور لتركيا في هذه التسوية وانعكس الموقف السوري على روسيا التي احتجت به وبالتالي لم يتم إشراك تركيا في هذه التسوية.
بنود الاتفاق:
1 – وقف شامل لإطلاق النار
2 – الموافقة على فتح المعابر الإنسانية المقررة وهي خمسة ( الرستن- جنان- تلبيسة – دير معلا- الحولة)
3 – يتم فتح الطريق السريع بين حمص وحماه والذي يمر عبر الرستن
4- تقوم الفصائل المسلحة بتسليم السلاح الثقيل خلال ثلاثة أيام
5 – تسلم الفصائل كافة السلاح المتوسط ومستودعات الذخائر
6 – يخرج المسلح بسلاحه الفردي مع ثلاثة مخازن فيها تسعون طلقة.
7- تسلم الفصائل خرائط كاملة عن الألغام التي زرعتها في المنطقة
8 – تدخل الشرطة العسكرية الروسية برفقتها شرطة مدنية سورية الى المدن والبلدات
9 – يتم تطبيق بنود الإتفاق بضمانة الشرطة العسكرية الروسية التي ستبقى في المنطقة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد لمدة سنتين
الى ذلك، قالت فيه لجنة التفاوض التي تمثل الفصائل المسلحة في ريف حمص الشمالي انها قدمت طلبا لبحث ملف الموقوفين دون الحصول على أية ضمانات من الجانب الروسي.
نضال حمادة - العهد
إضافة تعليق جديد