14-03-2018
تركيا أكدت أنها اتفقت مع واشنطن بشأن منبج … و«حماية الشعب» تنفي تطويق عفرين
نفت «وحدات حماية الشعب» الكردية ما أعلنه النظام التركي عن تطويق مدينة عفرين، وأكدت أن أنقرة «تنشر أخبارا كاذبة لأغراض معنوية»، وأن العدوان التركي يقصف جميع الطرق المؤدية إلى عفرين. كما نفت علمها بما أعلنته أنقرة عن اتفاق مع واشنطن على تنظيم انسحاب القوات الكردية من منبج.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن المتحدث باسم «حماية الشعب» نوري محمود قوله أمس: «إنه ما من سبيل للذهاب إلى عفرين»، مشيراً إلى أن كل الطرق تشهد قصفاً من جانب العدوان التركي.
وردا على سؤال عن بيان الأركان التركية الذي أشار إلى تطويق المدينة، قال محمود: «إن عفرين محاصرة منذ فترة طويلة من جميع الجهات»، وأضاف: إن تركيا تنشر أخبارا كاذبة لأغراض معنوية.
وفي السياق، قال مسؤول العلاقات الخارجية في «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، ريدور خليل التي تشكل الوحدات عمودها الفقري في رسالة نقلتها «رويترز»: إن «تركيا تنتهج سياسة تغيير سكاني في المنطقة».
وأضاف: «الحكومة التركية توطن أسرا تركمانية وعربية في قرى عفرين التي احتلتها بعد أن أجبرت سكانها على النزوح منها وتوزع ممتلكات سكان عفرين على المستوطنين الجدد».
واعتبر خليل أن دور تركيا في شمال سورية «يمهد الطريق لصراع عرقي ونزاع بين العرب والأكراد والتركمان».
وفي وقت سابق من يوم أمس أعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «نتيجة للعمليات ضمن «غصن الزيتون»، تمت محاصرة مركز مدينة عفرين اعتبارا من 12 آذار 2018 (الاثنين) والسيطرة على مناطق ذات أهمية بالغة للعمليات التي ستعقبها»، دون إعطاء إيضاحات.
وتشن تركيا وميليشيات سورية مسلحة مدعومة منها، عدواناً غاشماً على عفرين منذ 20 كانون الثاني، بحجة محاربة الميليشيات الكردية التي تسيطر عليها، على حين أسفر العدوان عن استشهاد الكثير من المدنيين وتدمير منازلهم، فضلاً عن تدمير البنى التحتية للمدينة وآثارها التاريخية.
وسيطرت القوات التركية على نحو 60 بالمئة من المنطقة، ووصلت السبت إلى مشارف مدينة عفرين، التي تشهد اكتظاظاً سكانياً جراء حركة النزوح الكبيرة منها.
وبحسب وكالة «الأناضول» للأنباء، زعمت الأركان التركية في بيانها، أن «العملية مستمرة لضمان الأمن والاستقرار في الحدود والمنطقة».
وأضافت إنه تم قتل 3393 من المسلحين الكرد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين منذ انطلاق عدوانها على عفرين.
وزعمت، أن العدوان يرمي «إلى تخليص أهالي عفرين الصديقة والشقيقة من اضطهاد وإرهاب تنظيمي «حزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا»، «حزب العمال الكردستاني- بي كا كا» المصنفين لدى أنقرة كمنظمتين إرهابيتين، وتنظيم داعش الإرهابي. وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، سيطرت القوات التركية وميليشيا «الجيش الحر» أمس على قرى معصر جق التابعة لناحية معبطلي، وقره باش التابعة لناحية جندريس، وكفردلي التحتاني التابعة لمركز عفرين.
وذكرت الوكالة، أنه مع السيطرة على القرى الثلاث يصل عدد القرى التي احتلتها تركيا في عفرين يوم أمس إلى 5 قرى، حيث تم الإعلان في وقت سابق عن السيطرة على قريتي مغارجق ودرمشكانلي، التابعتين لناحية شيخ الحديد.
وبذلك يرتفع عدد المناطق المحتلة في عفرين، إجمالا، إلى 217 منطقة، بينهم 180 قرية و37 نقطة هامة، بحسب «الأناضول».
إلى ذلك، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو قوله لوسائل الإعلام التركية، وهو في طريقه إلى موسكو أمس: إن «خريطة الطريق» بخصوص مدينة منبج، جيب آخر لميليشيا «وحدات حماية الشعب» قرب الحدود التركية، ستحدد في 19 من الشهر الجاري، موضحاً أن أنقرة وواشنطن سوف تؤمنان منبج، وإلا فإن أنقرة ستطلق عملية عسكرية في المنطقة.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن أنقرة وواشنطن ستتعاونان في تنظيم انسحاب الميليشيات الكردية من منبج، مضيفاً: أن تركيا ستتابع أيضاً عملية إعادة الأسلحة التي سبق أن حصل عليها المسلحون الأكراد من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».
وبحسب «رويترز» قال جاويش أوغلو: «إن تركيا لم تتقدم بأي طلبات بعد للحكومة السورية فيما يتعلق بمنبج».
بدوره قال مسؤول في «قسد» في تصريحات نقلها موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري أمس، إن الميليشيا «لا تعلم بأي اتفاق تركي أميركي يتعلق بمدينة منبج»، مشيراً إلى أن «وحدات الحماية» انسحبت من منبج في شهر آب 2016 وتم تسليم أمور الدفاع والحماية والإدارة إلى ما يسمى «مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي ومجلس منبج المدني».
بموازاة ذلك، ندد مواطنون سوريون وتشيك خلال وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية التشيكية بالعدوان الذي يشنه النظام التركي على شمال سورية، مؤكدين أن القصف البربري التركي على مدينة عفرين يتسبب بسقوط المئات من الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية للمدينة، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وطالب المشاركون في الوقفة التي نظمها نشطاء من مبادرة «لا للعنصرية.. ومن أجل التضامن الاشتراكي» بالتعاون مع حزب الخضر التشيكي تحت شعار «لنوقف الاعتداء التركي على عفرين» الحكومة التشيكية باستخدام جميع الوسائل السياسية التي لديها للإسهام في إنهاء عدوان النظام التركي وعدم السماح بتصدير السلاح التشيكي إلى أنقرة.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد