مشكلة الإنسان في فكر ألبير كامو.. كتاب يغوص في فلسفة العبث والتمرد
يقدم كتاب “مشكلة الإنسان في فكر ألبير كامو” قراءة معاصرة في فلسفة ورؤى أحد أهم أدباء وفلاسفة القرن العشرين ونزوعه الدائم إلى التمرد.
وتحاول مؤلفة الكتاب سوزان عبد الله إدريس أن تقارب بين الفترة الزمنية التي عاشها الأديب الفرنسي كامو بين ولادته في الجزائر والحروب العالمية التي عاصرها وظهور وانحسار تيارات فكرية سياسية كالشيوعية والبراغماتية وبين أثر كل ذلك على نفسه القلقة المتمردة.
وقسمت إدريس كتابها إلى ثلاثة فصول تتضمن عدة محاور فرأت أن أزمة الإنسان الأوروبي في القرن العشرين تركت أثرا عظيما على الفلسفة في القارة العجوز وانعكس ذلك على كامو فأظهر التزامه بقضايا الإنسان انطلاقا من تجربته الحية ومعايشته لظروف بائسة في طفولته مرورا بشبابه وشعوره بالظلم وبالمشكلات الكبرى التي يعانيها الإنسان في القرن العشرين لذلك حاول أن يؤكد المعايير الأخلاقية في نشاطه السياسي وأن يدعو لتطبيقها.
وتوضح الكاتبة مفهوم العبث لدى كامو باعتباره شكل محورا في فلسفته ولا سيما عبر كتابه “أسطورة سيزيف” مبينة أن العبث لدى الأديب الفرنسي نشأ من الحياة التي عاشها منذ أيام طفولته المبكرة ما بين اليتم والفقر والغربة والمرض والترحال وألوان من الشقاء زرعت فيه إحساسا أليما بان لا معنى للحياة وجعلته يرى أن ثمة أسبابا عديدة تدفع الانسان للعبث .
وحول ارتباط كامو بالتمرد رأت إدريس أنه كان الحل الوحيد برأيه لمواجهة التجربة العبثية حتى لقب بفيلسوف التمرد فربط الانتقال من العبث إلى التمرد بالوعي الذي يدفع إلى مقاومة العبث ليأخذ التمرد لديه بعدا قائما على الرفض والتحدي مع رفضه المطلق للقتل والعنف حتى أنه وصف القرن العشرين بقرن العدمية لما حل به من قتل وتعذيب.
ولكن كامو كما جاء في الكتاب آمن بالتمرد المعتدل الذي يضع حدودا يلتزم بها ولا يتجاوزها كما طرح ذلك في مسرحيته الشهيرة “العادلون” عندما دافع عن مجموعة من الثوريين الاشتراكيين الروس الذين يرفضون اغتيال أحد الأمراء بسبب اصطحابه للأطفال.
وترى الكاتبة مشروعية استعادة أفكار كامو لما لها من أثر بعيد على أهمية الإنسان ومعناه في هذا الوجود المضطرب محاولا أن يعيد الأمل إلى هذا الإنسان المهمش المحطم بعيدا عن الأمل بحلول ميتافيزيقية.
يشار إلى أن كتاب مشكلة الإنسان في فكر ألبير كامو من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 222 صفحة من القطع الكبير.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد