ابتكار محلول لكشف الآثار السورية المسروقة
كشفت تقارير صحفية أن شركة «سمارت ووتر» لمكافحة الجريمة تمكنت مؤخراً من تطوير محلول يساعد العلماء في تقصي إثر القطع الأثرية المسروقة، خاصة في سورية والعراق التي عانى التراث من النهب والتدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي وعصابات مجرمة على مدى ست سنوات من الحرب.
ونشر موقع محطة (BBC) البريطانية تقريراً، أكد أن شركة «سمارت ووتر لمكافحة الجريمة» تمكنت مؤخراً من تطوير محلول يساعد علماء الآثار في تقصي إثر القطع الأثرية، وأنه تم اختباره من قبل علماء في جامعة ريدينغ وجامعة ولاية شوني في الولايات المتحدة الأميركية.
ويشرف على المشروع عالم الآثار السوري عمر العزم الذي قال: إن المحلول الذي أنتجته «سمارت ووتر» والذي صمّم خصيصاً لعدم إلحاق الضرر بالخزف والمواد القديمة الأخرى، تم إيصاله إلى تركيا في شهر كانون الثاني وشُحن بعد شهر من ذلك عبر الحدود إلى سورية.
وبدأ علماء الآثار السوريون العمل سراً في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية، حيث يطلون القطع الأثرية الثمينة بالمحلول، لكونه غير مرئي بالعين المجردة، لكنه قابل للكشف تحت الأشعة فوق البنفسجية، حيث إن الهدف من هذه العملية هو ردع جامعي المقتنيات الأثرية والمهربين ومكافحة سرقة القطع الأثرية ومحاكمتهم جنائياً نظراً لكون كل قطعة أثرية مسجلة برقم خاص بها يمكن تحديده.
وحسب التقرير، فإن العلماء يعالجون قطع الفسيفساء الرومانية والفخار البيزنطي والمنحوتات القديمة جميعها بهذا السائل في محاولة يائسة منهم لوقف نهب التراث السوري من الإرهابيين والعصابات الإجرامية.
وأشار العزم إلى أن هذا المحلول لم يستخدم حتى الآن سوى في الأماكن الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية، مؤكداً أن التراث السوري معرض للخطر حيثما كان، وقال: «إن هذا الإرث التاريخي يجمعنا ويوحدنا».
وحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، فإن تهريب القطع الأثرية القيمة إلى خارج الشرق الأوسط يصنّف كأحد أهم الصناعات العالمية غير المشروعة، إلى جانب تجارة الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر، كما أشارت إلى أن مكاسب التجارة المحظورة تقدّر بملايين الدولارات.
ووفقاً للتقرير، فإن كمية كبيرة، لكنها مجهولة، من القطع الأثرية تم تحويلها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، حيث يحاول السماسرة بيعها إلى جامعي الآثار من القطاع الخاص.
وإلى الآن لم يتمكن العراق، الذي عانى من مشكلة مشابهة من النهب، من إبصار المشروع ممتداً عبر حدودها.
وقد تم توثيق عمليات نهب داعش لمثل هذه المواقع الشهيرة مثل نينوى القريبة من الموصل في العراق، حيث حمل مقاتلو التنظيم كل ما يمكنهم بيعه وقاموا بتحطيم ما لم يمكنهم تحريكه. على الرغم من ذلك، يأمل العزم أن ينتشر الأمل من مشروعهم سريعاً بين المهربين وجامعي الآثار على حد سواء، حيث يمكن أن يلقى كل من تعامل مع التراث المسروق من المنطقة محاكمة جنائية.
وكان مقاتلو تنظيم داعش، بعد ستة أعوام من الحرب، قد نهبوا معظم الكنوز السورية وتعاونوا مع مهربين وعصابات إجرامية، فضلاً عن قيامهم في الشهر الأول من العام الجاري بتفخيخ واجهة المسرح الروماني والمصلبة (التترابيلون) المؤلفة من 16 عمودا في الشارع الرئيسي بالمدينة الأثرية بتدمر وتفجيرها ما أدى إلى تدميرها، قبل أن يحررها الجيش العربي السوري.
وسبق للتنظيم أن دمر في شهر آب من عام 2015 المدافن التدمرية البرجية والتي يعود بناؤها لفترات مختلفة تمتد من سنة 44 إلى 103 ميلادي وذلك باستخدام كميات كبيرة من المتفجرات وأجزاء كبيرة من معبد بل الأثري الذي يعود إلى عام 32 ميلادي ومعبد بعل شمين داخل المدينة الأثرية.
وكالات
إضافة تعليق جديد