قضية الوعر على أبواب الحل: ضمانات أقوى للتسوية
دخل الوفد المفاوض... خرج الوفد المفاوض، هكذا يقضي حي الوعر الحمصي أيام الحرب السورية، باعتباره آخر الأحياء الحمصية الخارجة عن سيطرة الدولة، ريثما يتم إنجاز الاتفاق السياسي الهادف إلى خروج الحي من خارطة الصراع نهائياً. عند العاشرة صباحاً، يدخل وفد المصالحة إلى الحي، فيتوقف إطلاق النار، حتى يخرج الوفد مع تجاوز ساعات الظهيرة، فتعود رحى الحرب لتطحن ما بقي من أحلام السلام في الحي.
دخول الطرف الروسي على خط المفاوضات، باعتباره ضامناً لإنجاز الملف الشائك، جعل حظوظ التسوية السياسية أقوى هذه المرة، بحسب قول أحد العسكريين الواقفين على مشارف الحي في انتظار الأوامر. «يشارك الروس في المفاوضات هذه المرة، بشكل فعال. ويشكلون ضمان جميع الأطراف من أجل سير العملية. لكن هُناك من لا يريد لهذه التسوية أن تنقضي»، يقول الضابط. ويضيف: «يجري العمل على أكثر من مسار لإنجاز الاتفاق. وفد المصالحة والوجهاء يعقدون مفاوضات متسارعة في الحي، فيما يعمل المحافظ بطريقته لإتمام رحلة طويلة بدأها منذ مدة لإنهاء التوتر في الحي». ويتابع: «نراقب ما يجري من روتين يومي في محيط الحي. يدعو المحافظ إلى اجتماع يومي في الفرن الآلي، مقابل الكليات العسكرية، وتحت أعين المسؤولين عن حماية المنطقة، بهدف استقطاب أي شخص يرغب في الخروج من الحي وتسوية وضعه». لا يطّلع العسكريون المشرفون على حماية الحي على تفاصيل الاجتماعات التي تُجرى، غير أنهم غير متفائلين بقرب انتهاء العمل العسكري في الحي لاعتبارات عديدة، ولا سيما بعد عراقيل اللحظات الأخيرة، كل مرة.
مأساة عشرات الآلاف من المدنيين في الحي تتزايد مع استمرار حياتهم اليومية في عمق الحرب، في ظل وجود ما يقارب 1500 مسلح يتحكمون في مصير الحي. وإذ يربط المسلحون ووسائل إعلامهم، بين ملفّي حصار الوعر ومضايا، وحصار الفوعة وكفريا، فإن قضية تهريب البضائع والمواد الاستهلاكية إلى داخل الحي تشكّل مصلحة كبرى للمستفيدين من حصار الحي، تقف في وجه الحل أيضاً.
ولدى محافظ حمص طلال البرازي الإجابات عن جميع النقاط المطروحة، إذ يعلق على العراقيل المذكورة بدبلوماسية، فيبرر الأمر بضرورة الصبر لمعالجة كل المشكلات التي تواجه الحل، في ظل إنجاز أكثر من 90% من بنود الاتفاق. ويضيف أن بعض الفصائل في الحي يتمنون تخريب الاتفاق ليتمكنوا من تشكيل عامل ضغط على الدولة السورية، بهدف التنازل عن بعض الشروط، وهذا ما لن يحصل، حسب تعبيره. وقبيل توجهه إلى اجتماع مسائي، بشأن تطورات ملف المفاوضات حول الحي، يرى المحافظ أن إنجاز الملف لا يتطلب أكثر من ساعات، إذ إن ما لم ينجز بعد متعلق بالزمن اللازم لتطبيق كافة البنود، إضافة إلى الوقت الذي يتطلبه إنجاز التسويات. ويحدد عدد المسلحين داخل الحي بما لا يقل عن 1500، وفي حال حدوث مفاجآت، فهم لا يتجاوزون 2000، على حدّ قوله. ويضيف: «لم تتحدد وجهة خروجهم النهائية، إذ ما زالت الخيارات مطروحة حول خروجهم نحو الريف الشمالي أو ريف إدلب أو حتى مدينة جرابلس الحدودية. ويرى أن حظوظ نجاح الاتفاق هذه المرة أقوى من السابق، لأسباب تتعلق بضمانات عديدة، من بينها: تسلم الشرطة كل مرافق الحي، إضافة إلى كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية سيكون موجوداً عناصر منها على حواجز الحي، بمجرد خروج المسلحين. ومن بين الضمانات أيضاً، بحسب محافظ حمص، تشكيل لجان محلية من غير المسلحين، تضم وجهاء من الحي، ويستمر وجودها لمدة 6 أشهر، إضافة إلى تبنّي مرجعيات من جميع الأطراف في الوعر وجواره ومن الحكومة السورية وحلفائها، مسؤوليتها عن عدم التصعيد لاحقاً. وبالضمانات الجديدة يبدو المحافظ أكثر راحة للاجتماعات الأخيرة، بوصفها مقدمة لإعلان الحي سريعاً آمناً، وخلال وقت قصير.
مرح ماشي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد