تزايد إنتاج الغاز يعوض عن تراجع النفط السوري
أكد المهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية خلال زيارته الميدانية أمس الأول لمواقع العمل والإنتاج في حقول النفط والغاز في محافظة الحسكة أن مساحة التفاؤل كبيرة بالحفاظ على السوية الإنتاجية اعتماداً على المؤشرات الاحتياطية للنفط والغاز من ناحية واستخدام تقنيات متطورة من قبل الشركات الاستثمارية في الاستكشاف وتأهيل الحقول المستنزفة من ناحية أخرى.
وأشار السيد الوزير إلى أن حقول النفط في محافظة الحسكة هي من أهم المواقع في سورية وتأتي هذه الزيارة الميدانية للوقوف على واقع ومتطلبات تطوير العمل واللقاء بالعاملين والقيادات الفنية في الحقول والتباحث معهم حول سبل زيادة الإنتاج وتطوير الكفاءات وتأهيل وتدريب الكوادر للعمل على حل المشاكل ميدانياً بما يخدم سير العملية الإنتاجية وفق الخطط والبرامج الوطنية وتحقيق الأهداف المرجوة اقتصادياً.
وفي حديث لمراسل /البعث/ على هامش الجولة أكد المهندس العلاو: أن الإنتاج النفطي بشكل أساسي تقوم به الشركة السورية للنفط وقد حققت إنتاجاً متزايداً سنة بعد سنة لكن هناك مواقع كثيرة تصعب تغطيتها من قبل الشركة من الناحية التمويلية والاستثمارية، لذلك يجري عرض بعض المواقع على الشركات العالمية بهدف توظيف استثمارات مالية واستخدام تقنيات حديثة ونقل الخبرات العالمية إلى الكوادر الوطنية، وتقوم الحكومة باستقبال طلبات عروض الشركات العالمية الراغبة بالحصول على امتيازات في أعمال التنقيب والاستكشاف في مناطق البلوكات المحددة ضمن مدة زمنية متفق عليها وفي تحقيق اكتشافات نفطية بإنتاج تجاري تتحول العلاقة إلى شركة مشتركة حسب حصص المشاركة المحددة بالعقود، وفي حال عدم تحقيق اكتشافات نفطية تنهي الشركة الأجنبية أعمالها دون المطالبة باسترداد استثماراتها.
وأشار إلى أن ثمة أسلوباً آخر الآن في صيغة التعامل يجري اتباعه في عدد من الحقول التي استنزفت من قبل الشركة السورية للنفط وتتطلب استمرارية إنتاجها استخدام تقنيات عالية جداً حيث تم التعاقد مع شركة /دبلن/ وشركة /سي ان بي سي/ لتطوير حقول عودة وتشرين والشيخ منصور وكبيبة بما تملك من خبرات وتقنيات متطورة، ووفق ما علمناه من هذه الشركات أنها حققت نتائج جيدة وهي تتوقع المزيد من النجاحات ، ففي حقل عودة تمكنت شركة دبلن من زيادة الإنتاج من /1500/ برميل يومياً في عام 2006 إلى /2700/ برميل يومياً الآن وهناك مؤشرات ايجابية لمزيد من النتائج بناء على التجارب الجديدة التي تنفذ مثل الحفر بالبخار الحديثة التطبيق، ولدينا حالياً /11/ شركة أجنبية تعمل في الاستكشاف والإنتاج في سورية.
وحول مؤشرات الإنتاج وعائديته أوضح السيد الوزير أن الشركة السورية للنفط تبقى هي الأساسية في هذا المجال وقد حققت انتاجاً يومياً بحدود /2000/ ألف برميل سنوياً خلال العام الماضي، والشركات الأخرى هي شركات مشتركة عاملة مع الشركة السورية في مجال الاستكشاف والانتاج ، فشركة الفرات مثلاً انتجت خلال العام الماضي /157/ ألف برميل باليوم، وأنتجت شركة دير الزور بالتعاون مع شركة توتال بحدود 31 ألف برميل يومياً، وانتجت شركة حيان بالتعاون مع شركة /إينا/ الكوراتية بحدود /1230/ برميلاً باليوم ، وهناك شركتان للتطوير في حقول عودة وكبيبة بالرميلان والجبسة، وهناك /10/ شركات أخرى عربية وأجنبية تقوم بعمليات الاستكشاف العميق في بلوكات جديدة في مناطق القطر وتجري دراسة عقود جديدة أخرى وهناك /6/ بلوكات جديدة قيد الاعلان ستعرض قريباً إضافة لعروض تجري دراستها للاستكشاف في البحر المتوسط ولدينا مؤشرات جيدة على وجود ثروة نفطية. وأضاف المهندس العلاو أن مساحة التفاؤل كبيرة بالحفاظ على السوية الإنتاجية اعتماداً على المؤشرات الاحتياطية مبيناً أن الذروة الإنتاجية في سورية تحققت عام 1996 بإنتاج /600/ ألف برميل يومياً، انخفضت إلى /400/ ألف برميل يومياً عام 2006 وهناك انخفاض تدريجي بطيء وتعمل وزارة النفط وفق برامجها للحفاظ على أعلى سوية إنتاجية ممكنة بحيث لا تنخفض إلى ما دون /300/ ألف برميل يومياً عام /2020/.
وحول إنتاج القطر من الغاز أكد وزير النفط أنه في تزايد مستمر والمعطيات أقوى بكثير من النفط لتعويض النقص الحاصل من تراجع الإنتاج النفطي فكل مليار متر معكب من الغاز سنوياً تعني /1700/ برميل نفط في اليوم، وننتج حالياً /8/ مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، يستهلك القطر منها حوالى خمسة مليارات سنوياً من قبل المواطنين وفي محطات توليد الكهرباء وصناعة الأسمدة والمنشآت الأخرى، ووفقاً للخطط الوطنية ستتم زيادة كمية الغاز المستهلك وطنياً إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات الثلاث القادمة.
عبد الله الحمد
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد