عماد شعبان يستنكر الاسفاف في رد مدير الآثار ويحيله إلى هوى المناصب
*عماد شعبان: لاأدري لماذا شعرت بأنني معني تماما بالاساءة التي تعرض لها الزميل نبيل صالح عندما قرأت رد المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور بسام جاموس على مقالة(تزييف التاريخ ممهوراً بتوقيع السيد المدير المهذب الطيب القلب) الى نشرت في موقع الجمل رغم أنني لم التق صالح ابدا اللهم إلا اذا كنت جلست بجانبه في احد سرافيس دمشق (الحضارية جدا ) دون أن أعرف .
طبعا وتحسبا من أن ينزل بي رد كالرد (السبور ) على المقالة السابقة اوضح بانني التقيت السيد جاموس أكثر من مرة وأعترف بأنه رجل دمث ومهذب ولكن هذا لايعني أبدا بأن مديرية الآثار والمتاحف هي محراب الإحتراف والنقاء في مجال العمل الآثاري في بلادنا والذي أقل مايقال فيه إنه عمل مخجل والدليل اننا لانستعين على اكتشاف آثارنا الا بالألمان والروس والطليان والسويديين واليابانيين والأميركيين وقريبا انشاء الله سنستعين ببعثات أثرية من جزر الباهاماس بعد ان يترك رجال االاعمال والمستثمرون هناك عمل المصارف ويتوجهوا للتنقيب عن الآثار .
أعتقد ان الرد المتحامل على المقال وعلى موقع الجمل (بالمناسبة كان هناك فيما مضى عندما كان يوجد صحافة في بلادنا جريدة سورية ساخرة ذائعة الصيت اسمها الكلب ) سببه هو الخوف على المنصب لا أكثر ولاأقل خصوصا مع ترسخ ثقافة لدى كثيرين ممن هم في مواقع المسؤولية في بلدنا فحواها ان كل من يوجه نقدا هو عدو طبعا سيتحول الى (عدو للنجاح ) حسب تزيينات وتهويمات المقربين والمنتفعين ولاسيما بالسيارات وقسائم البنزين (الحكومية وبدون ضريبة على القيمة المضافة او انفاق استهلاكي).
استغرب ان يصل الرد على مجرد مقال إلى مثل هذا المستوى من (التهجم الشخصي)مهما بلغت درجة النقد ففي النهاية لكل مهنة معايير وكان يمكن للسيد المدير العام للآثار والمتاحف بصفته الاعتبارية وليس الشخصية ان يرد ويوضح الحقائق ويقنعنا بأن الكاتب مخطىء وعلى الناس أن تحكم أما أن يختلق وقائع أو يوحي بها ويتحدث عن اسباب شخصية فهذه أمور فعلا تثير الدهشة والإستغراب لابل إن الأمر يصل إلى حد التساؤل عن مدى مشروعية وقوع الأستاذ الاكاديمي(بشكل عام وليس الدكتور جاموس تحديدا) في هوى المناصب والمعايير التي يضعها لنفسه بعيدا عن الضوابط التي تحكم عمله .
وأكثر ما أغاظني في رد المدير العام للآثار هو حديثه عن طلب توظيف قريبة الزميل نبيل وكأن تقديم مثل هذا الطلب عيبا او حراما علما أنه بحسب القوانين من ضمن اختصاصه وليس له الا ان يوافق او يرفض معللا الأسباب وليس له الحق ان يشهّر بمن يقدم هذا الطلب الذي نحيله بدورنا الى النائب الاقتصادي الذي يتحدث مثل كونفوشيوس احيانا محلقا في فضاءات فلسفية عن انخفاض مستوى البطالة (اسجل هنا احترامي لعدم ردح الدردري على منتقديه الكثر ...و ربما لانه يعرف ضوابط الصحافة بحكم كونه صحفي سابق ومسؤول لاحق).
وفي الحقيقة لاأفهم ماذا تفعل المديرية العامة للآثار و(لاأريد أن أعرف ) لان معظم الاخبار التي أقرأها في الاعلام تتحدث عن ان البعثات الأجنبية اكتشفت وأن البروفيسور الفلاني من جامعة فيينا قال كذا وإن الباحث العلاني من جامعة باريس أفتى بكذا فيما يسرح ويمرح في المديرية العامة للآثار كل من هب ودب ممن لاعلاقة له لا بالآثار أعتبارا من آثار العصر الحجري وصولا الى ساحة الامويين ولااستبعد أن يكون قد تم تعيين مهندسين زراعيين او حتى خريجي هندسة آلات نسيج في المديرية –طبعا- ليس مدير عام الأثار الحالي مسؤولا الا عن الفترة التي شغل فيها هذا المنصب ولااعتقد بأنه يفتخر بأن مسابقة تقدم إليها ربما آلاف خريجي كليتي الآثار والتاريخ نجح منهم ربما عشرين متقدما او اقل لم يعيّن احد منهم حتى الان وربما من الملائم تذكيره بأنه هو المسؤول عن تشغيل الكفاءات السورية في مجال الآثار فقد (نطف قلبنا ) شوقا لسماع أن بعثة أثرية (سورية خالصة ) اكتشفت اكتشافا مهما ونذكّر بان بلادنا تضم اكثر من ثلاثة آلاف موقع اثري ونعتقد بأنه من أضعف الإيمان أن يشرف على كل عشرة مواقع مختص في اللآثار وليس في(الوقود الحيوي او الأحفوري).
لست خبيرا في الاثار ولكنني أدعي بانني زرت الكثير من المواقع الاثرية في بلادنا وأجزم بأن ما شاهدته في الغالب الأعم منها يدمي القلب ولايسر صديقا ومن الواجب والملح على من يتسلم مسؤولية هذه المواقع ان ينشغل بالأهتمام بها وعدم تضييع الوقت في توجيه السباب وكان لزاما عليه ان يشعر بالهلع لحال الكثير من الاثار السورية الغائبة التي تدور العالم من اقصاه الى اقصاه وليس بسبب مقال نشر في صحيفة الكترونية (تحمل اسم حيوان ما ).
ماهكذا تورد الإبل ولا(الجمال) يادكتور بسام وليتك لم ترد لانك بدل ان تكحلها عميتها .
*صحفي سوري
إضافة تعليق جديد