آخر تطورات الحرب على الأرض السورية
يبدو أن «قوات سوريا الديموقراطية» تستعجل إنهاء معركة منبج، بعد اقترابها من إتمام الشهرين، وتتجنّب الدخول في معركة استنزاف طويلة في مواجهة تنظيم «داعش». وفي هذا الإطار تأتي مهلة الـ48 ساعة التي وضعتها «قسد» لخروج مسلحي «داعش» من المدينة، لحسم المعركة بأي سبيل.
وجاءت المهلة ملفوفة برداء إنسانيّ، لتكون «حفاظاً على أرواح المدنيين»، بحسب البيان الصادر عن «المجلس العسكري لمنبج وريفها»، التابع لـ«قسد». وأضاف البيان «حفاظاً على المدينة من الدمار، نعلن أننا نقبل بمبادرة خروج عناصر داعش المحاصرين داخل المدينة، بأسلحتهم الفردية، إلى جهة يتم اختيارها، وأن مدة خروجهم هي 48 ساعة». وأكّد البيان أنّ «المبادرة هي الفرصة الوحيدة، والأخيرة، أمام عناصر داعش»، مشيراً إلى أن «المجلس قرر التحرك استجابةً لنداء الفعاليات الاجتماعية المتكررة في المدينة».
ونقلت «فرانس برس» عن أحد قياديي «المجلس العسكري» أن المجلس «رفض في مرحلة أولى هذا الاقتراح، لكنه عاد واتخذ القرار»، مرجعاً سبب ذلك إلى «استخدام داعش المدنيين كدروعٍ بشرية في المواجهات الدائرة».
أما في حلب، وتحديداً في شمالي المدينة، فيسود هدوءٌ حذر جبهة مزارع الملاح ــ «الكاستيلو»، بعد أن فشلت المجموعات المسلحة في التقدّم هناك. وبلغت، حتى مساء أمس، خسائر المسلحين من الآليات المدمّرة، خلال الأسابيع الماضية، في محور مزارع الملاح ــ «الكاستيلو» حوالى 40 آلية بين دبابة وbmp، إضافةً إلى آليات مزودة برشاشات ثقيلة وراجمات صواريخ. أمّا على صعيد الخسائر البشرية، فقد سقط أكثر من 300 قتيل من الفصائل المختلفة، والعاملة في الشمال السوري.
ولم يسرِ الهدوء على جبهة حندرات، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقواته الرديفة من جهة، ومسلحي «حركة نور الدين الزنكي» و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، أدّت إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، بحسب مصدر ميداني. أما «لواء صقور الجبل»، أحد فصائل «الجيش الحر»، فقد نعى أحد مسؤوليه العسكريين، محمد مهنا، خلال الاشتباكات الدائرة في حندرات.
وفي السياق، تصدّت وحدات الجيش لهجوم شنّه المسلحون في محيط منطقة سوق الهال، في مدينة حلب، عقب تفجيرهم لنفقٍ في المنطقة، وأدّت المواجهات إلى وقوع عددٍ من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين. بدورها، أعلنت «كتائب ثوار الشام»، أمس، «نسف مبنى فرع المرور وسط حلب»، بوصفه «معقلاً من معاقل النظام، ومقرّاً لتمركز قواته ومرتزقته، عبر نفق تم حفره تحت مبنى الفرع، قبل تلغيمه وتفجيره».
في غضون ذلك، دارت مواجهات عنيفة بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» على محاور عدّة في غوطة دمشق الشرقية، وتحديداً على أطراف مدينة دوما، لجهة كرم الرصاص، إضافةً إلى جبهة بلدة المحمدية، وسط قصف مدفعي طال نقاط المسلحين في بلدة بيت سوى.
أما في ريف حمص الشرقي، فقد دارت مواجهات عنيفة جدّاً بين الجيش ومسلحي «داعش»، بحسب حسابات مؤيّدة للتنظيم، في محيط منطقة الصوامع، شرقي مدينة تدمر، إلى جانب اشتباكاتٍ مماثلة في محيط منطقتي شاعر وجزل شمال غربي المدينة الأثرية، وسط غارات جوية لسلاحَي الجو الروسي والسوري استهدفت نقاط المسلحين. في موازاة ذلك، أعلنت «تنسيقيات» المسلحين «استعادة سيطرة الفصائل على قرية شلف، في جبل الأكراد، في ريف اللاذقية الشمالي»، في حين أحبط الجيش هجوماً لمسلحي «داعش» باتجاه نقاطه على خط البترول، شرقي مدينة السلمية، في ريف حماه الشرقي. إلى ذلك، قتل 6 مسلحين من «ألوية العمري»، التابع لـ«الحر»، إثر تفجير الجيش عدداً من العبوات الناسفة بهم، على الطريق الواصل بين منطقتي كريم شمالي ــ كريم جنوبي، في ريف درعا الشمالي.
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد