أزمة النخبة الأمريكية الحاكمة في خطاب بوش

25-01-2007

أزمة النخبة الأمريكية الحاكمة في خطاب بوش

الجمل:   خطاب حالة الاتحاد الذي قدمه الرئيس جورج دبليو بوش يوم الأربعاء –الماضي- جاء ضمن مناخ –سادت فيه- الأزمة وحالة الإرباك وضعف المعنويات والفساد الأخلاقي التي قبضت ليس على خناق إدارة الرئيس –بوش- الجمهورية، وإنما على كامل المنشأة والمؤسسة السياسية الأمريكية.
روّج الإعلام إلى الحقيقة القائلة: إن بوش يقوم لأول مرة بإلقاء خطاب في مواجهة كونغرس يقوده الديمقراطيون، إلا أن المزاج والجو السائد ليس متضمناً لحالة المواجهة السياسية الكبيرة، كما تطرح وتعكس حالة الذهول والفهم والإدراك العامة، فالحزبان يواجهان معاً كارثة عسكرية وسياسية في العراق والتي يعتبر الاثنان متورطان فيها.
إن الرئيس، والذي أشارت استطلاعات الرأي المتعددة والمزدوجة بأنه قد نقصت شعبيته في هذا الأسبوع، باعتباره يمثل النزيل الأكثر احتقاراً واستخفافاً في البيت الأبيض منذ فترة ريتشارد نيكسون خلال تصاعد فضيحة أزمة ووترغيت، هو –أي بوش- رئيس تمت مقابلته ومعاملته ضمن وقفة استقبال احتفائي تزعمتها سيدة وزعيمة مجلس النواب الأمريكي الجديدة، وعضوة الكونغرس: نانسي بيلوزي.
على أية حال، فقد أصبحت عمليات الإطراء والتصفيق والاستحسان والانحدار الخلقي وتفاهة العاطفة من بين معايير هذه الشعائر والطقوس السياسية الدولية -وهي شعائر- ليس بإمكانها أن تخفي حقيقة أن المنشأة والمؤسسة السياسية الأمريكية قد تمزقت بالانقسامات العميقة والتجريمات والاتهامات المضادة القاسية، على خلفية المعارضة الشديدة التي أصبحت تواجهها سياسات بوش، ليس من الديمقراطيين القادمين الجدد، وإنما من أعضاء -حزبه الجمهوري- نفسه.
يوجد اعتراف عام بأن الحرب الاستعمارية الامريكية في العراق لم تفشل فحسب، بل إن السنوات الست –التي انصرمت- من إدارة بوش قد أنتجت وأسفرت عن انحدار واسع هائل بمركز ومكانة امبريالية الولايات المتحدة في العالم.
-إن عبارة- (السبيل الجديد للمضي قدماً) التي نطق بها بوش في حديثه قبل أقل من أسبوعين مضيا قد أدت إلى مخاوف متصاعدة باحتمال –اللجوء- إلى تصعيد عسكري في العراق، يكون متزاوجاً مع التهديدات ضد إيران وسوريا -وذلك- على النحو الذي يعمق الكارثة. وبعد فإن رد فعل وتجاوب الكونغرس أصبح يتشابه ويتماثل مع حالة الشلل والعجز التي تصيب المسافرين الذين يواجهون قطاراً يوشك أن يتحطم: وهم يعرفون ما سوف يحدث، ولكن في الوقت نفسه ليس بمقدورهم القيام بأي شيء لتفادي ذلك.
الخوف من تداعيات ومضاعفات تصعيد بوش أصبحت مزدوجة بفزع أكبر حول دلالات أن يتم العامل مع الامبريالية الأمريكية باعتبارها قد انهزمت بشكل حاسم في العراق.
لقد انعكس الارتباك واليأس العام ضمن عناصر لاواقعية وسخافة حديث –الرئيس- جورج بوش. فقد فشل القائد الأعلى حتى في الإشارة إلى الحرب في العراق (والتي يعرف كل واحد بأنها القضية التي تواجه البلاد) حتى أكمل أكثر من ثلاثة أخماس ملاحظات خطابه.
المعلم الأكثر وضوحاً وبروزاً في (حالة الاتحاد) الراهنة يتمثل في القرار غير المسبوق لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بتصعيد الحرب التي ظلت مرفوضة بشكل غالب وحاسم من جانب الشعب في الانتخابات التي تم عقدها وإجراؤها فقط قبل ثلاثة أشهر من الآن. وبعد فإن هذا العداء الوقح للديمقراطية والمارق على الرأي العام لم يتم التصدي له ومواجهته. وبدلاً من ذلك فقد بدأ بوش حديثه بسلسلة من الاقتراحات التي تمثل ردود أفعال للتجاوب مع المسائل والقضايا الداخلية: (مهمتنا أن نجعل الحياة أفضل لاخواننا الأمريكيين، وأن نساعدهم على بناء مستقبل ذاخر بالأمل والفرص- وهذا هو العمل الماثل أمامنا هذه الليلة).

الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: ويرليد سوشياليست ويب سايت
الإعداد: الكاتب بيل فان أوكين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...