أعداء الداخل يعيثون خرابا في المحميات الطبيعية في اللاذقية
لم تسلم الطبيعة السورية من الحرب، فهي ككلّ ما في هذا الوطن كان لها نصيبها من التخريب والعبث ، وحتّى المحميّات التي لا تزال في مناطق خاضعةٍ لسيطرة الدولة، لم تسلم من تبعات الحرب.
ولم توفّر الحرب التي تعصف في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات بشراً أو حجر، هذا ما يتفّق عليه أبناء سوريا، الذين عايشوا الحرب وواكبوا تطوّراتها بكلّ ما فيها من خسائر وأوجاع.
محمية البحوث البحرية التابعة لوزارة التعليم العالي في منطقة الشاطئ الأزرق شمال مدينة اللاذقية لإجراء الابحاث على الثروة السمكية، واحدةٌ من ضحايا الحرب، وإن لم تصل المعارك العسكرية إليها، فإن المخالفات والانتهاكات التي تحصل فيها تجعلها ضمن خط الحرب
المحميّة التي تستقبلك بلوحةٍ "تمنع صيد الأسماك فيها"، باتت ميداناً لشباك الصيادين ووصناراتهم، وفي بعض الاحيان لديناميتهم، لتفقد هذه المحمية أهميتها البحثية والطبيعية.
ونحو الشمال، باتجاه محمية ام الطيور، التي اعتادت أن تكون بيئةً لأنواع عديدة من الطيور، تفقد المحمية أشجارها، وتهجّر الطيور التي اعتادتها، حيث عمليات القطع الجائر للأشجار تجري بشكلٍ يوميٍّ، دون رقابةٍ أو محاسبة.
وفي الشمال الشرقي من أم الطيور، لم توفّر الحرب والأعمال العسكرية هناك أكبر محمية غابية في سوريا بشكل عام، وهي غابات الفرنلق، التي دمرت الحرائق الناجمة عن الحرب مساحاتٍ كبيرةً من أشجارها، هذه الأشجار التي استغرق تكونها وتشكيلها للغابة مئات السنين لتفنى وتختفي في غضون أيام.
محمية الشوح والارز أيضاً، تنتظر دورها، بأن تكون أضحيةً أخرى للحرب، اذا لم تتحرك الجهات المسؤولة لحمايتها، حيث يتوقّع أبناء تلك المنطقة أن أشجارها ستصبح حطباً للتدفئة في الشتاء المقبل، إن لم يحصل تحرّكٌ حقيقي، يحميها من تلك الاعتداءات.
وكالات
إضافة تعليق جديد