آل سعود يتراجعون: هدنة وحوار في جنيف برعاية الامم المتحدة

08-05-2015

آل سعود يتراجعون: هدنة وحوار في جنيف برعاية الامم المتحدة

كشفت مصادر واسعة الاطلاع  ان وزير خارجية البيض الابيض، حمل معه الى السعودية دعوة الى الموافقة على برنامج يقود الى وقف العدوان على اليمن وافساح المجال امام حوار يقود الى تسوية سياسية. فيما بدا انه نتيجة المشاورات الاميركية حيال الوضع، خصوصا بعد فشل كل المحاولات العسكرية لانتاج وضع ميداني مختلف. وقد جاءت سيطرة الجيش و «انصار الله» على كامل مدينة عدن، ومحاصرة مأرب، لتساعد الوزير الاميركي على طرح فكرته.يمنيان يقفان قرب منزل دمرته غارة جوية في حي فج عطان جنوب صنعاء، أمس (رويترز)

وبحسب المصادر فان الرياض تراجعت عن شرطها اجراء الحوار اليمني في الرياض. وابدى الوزير السعودي تفهم الموقف الاميركي الداعي لاني يكون الحوار «بين قوى متخاصمة وليس بين قوى متصالحة» في اشارة الى ان الحوار الذي دعت اليه الرياض من دون مشاركة انصار الله لن يؤدي الى نتيجة. وقال الجبير ان بلاده ترحب بالحوار في الرياض ولكنها لا تمانع حصوله في اي مكان يختاره اليمنيون. وقد لفت كيري نظيره الى ان جنيف تبدو المكان الانسب وان الامم المتحدة سوف تكون الجهة الراعية للحوار.

وكانت منظمات حقوقية وانسانية دولية تسيطر عليها واشنطن عادة، قد رفعت خلال الايام القليلة الماضية من سقف نقدها للعدوان. ودعوتها الى افساح المجال امام اعمال الاغاثة. وهو ما جعله كيري موضوعا رئيسيا في محادثاته، معلنا الحاجة الى هذه الهدنة التي قد تكون قابلة للتمديد الى اكثر من خمسة ايام، وهو يفتح في ذلك المجال امام اطلاق الحوارات السياسية. ويعول الاميركيون على موقف ايران داعم، ويترجم بحث الحوثيين على القبول بالمشروع.
لكن الرياض التي لم تمانع المشروع دعت بلسان وزير خارجيتها الى ان يكون وقف اطلاق النار شاملا، وان يلتزم الحوثيون وقف كل العمليات العسكرية داخل اليمن. وهو ما لا يظهر ان الجيش وانصار الله في وارد الموافقة عليه. برغم حصول اتصالات في هذا الصدد، وسط خشية من ان يستغل السعوديون وقف النار لاجل تعزيز الوضع الميداني للمجموعات المسلحة التابعة لهم، سيما وان البحرية التابعة للسعودية تتيح لمجموعات من «القاعدة» و حزب الاصلاح بالانتقال بحرا من حضرموت باتجاه عدن.
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، قال إن من المحتمل أن تستضيف جنيف المفاوضات المزمعة بين أطراف الأزمة اليمنية، وذلك بعد تحديد هادي، في وقتٍ سابق، يوم 17 أيار موعداً لانطلاق مؤتمر حوار الرياض لحل الأزمة اليمنية. وجاء موقف حق بعد ساعات من دعوة الرئيس الفار المجتمع الدولي الى تدخل بري في اليمن.
وبعد لقاءات عدة جمعته مع غالبية القيادة السعودية، اكد كيري بحضور نظيره السعودي عادل الجبير أن الولايات المتحدة والسعودية «لم تتحدثا أبداً» عن إرسال قوات برية إلى اليمن، وان التركيز كان على الحل السياسي وعلى ضرورة إعلان هدنة إنسانية لخمسة أيامٍ قريباً.
وعبّر كيري عن ترحيب الولايات المتحدة بالمبادرة «للوصول إلى حل سلمي»، مشدداً على أن وقف إطلاق النار سيكون لأسباب إنسانية، «وهذا التفاهم يجب أن نتوصل إليه وألا يستغله طرف من الأطراف». ودعا كيري «الحوثيين» إلى الالتزام بوقف النار، قائلاً: «يجب ألا يفوّت من يدعمهم الفرصة في استخدام نفوذهم للوصول إلى ذلك»، في إشارةٍ مبطنة إلى إيران. ولفت كيري إلى أن «العمل جار على قدم وساق لتحديد التفاصيل وبدء وقف إطلاق النار، وسيكون هذا الأمر قريباً». وتابع: «نعلم أن هناك بضعة أيام بين الآن والوقت الفعلي لوقف إطلاق النار للسماح للمجتمع الدولي بأن يبدأ بالإعداد لإيصال الأدوية وأشياء أخرى لتوزيعها بطريقة منتظمة».
وقال الوزير الأميركي إن بلاده «ينتابها قلق إزاء الوضع في اليمن»، مؤكداً أن واشنطن «ستعزز من جهودها لكي تحاول أن توقف تدفق السلاح إلى اليمن بموجب القرار الأممي».
كذلك، ناقش الوزيران، بحسب كيري، قمة كامب ديفيد المقبلة (بين قادة الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما في 14 أيار الجاري)، إضافة إلى الاتفاق المحتمل بين إيران ومجموعة دول (5+1) حول الملف النووي الإيراني، حيث أكد كيري إطلاعه للجبير على مجريات هذا الملف. وفي هذا السياق، قال كيري إن بلاده لا تزال غاضبة إزاء أعمال إيران التي تسعى إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. وأضاف «نحن نؤمن بأن من الضروري ألا يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي»، مؤكداً استمرار بلاده في تعزيز التحالف مع شركائها في المنطقة «للدفع بالعلاقة الأمنية إلى الأمام».
من جانبه استبعد الجبير أن يكون لطهران دور في هذه العملية، معتبراً أن الدور الايراني «كان سلبياً في اليمن، لأنها دعمت الحوثيين مالياً وإيدولوجياً وحاولت تهريب الأسلحة لليمن وأذكت هذا الصراع، وكانت هناك سفن إيرانية محمّلة بالسلاح متوجهة للحوثيين». وكانت طهران قد أعلنت عن إرسال جمعية «الهلال الاحمر» الايرانية يوم غدٍ سفينة محملة بـ2500 طن من المساعدات الانسانية إلى اليمن.
من جهةٍ أخرى، بحث وليّ وليّ العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان مع المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوم أمس، الأوضاع في اليمن. وذكرت وكالة الانباء السعودية أن الجانبين بحثا جهود استئناف العملية السياسية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن الأخيرة الخاصة باليمن.

الأخبار

-----------------------------------------------------

قبائل يمنية تجتاح الحدود: انه تأديب وليس الرد
بعد السيطرة التامة على عدن، صعدت قوى العدوان على اليمن من حملات القصف الجوية والبرية. وارتكبت مجازر في محافظات الشمال. كل ذلك حصل خلال يومي الاثنين والثلاثاء. فردت القبائل الشمالية بقصف صاروخي ومدفعي لعدد كبير من المواقع العسكرية الحدودية بالاضافة الى مدينة جيزان.
على الاثر، عقدت القيادات العسكرية السعودية اجتماعا طارئا خرج بعده المتحدث العسكري احمد العسيري معلنا الاستعداد لرد قاس. وما هي الا ساعات، حتى شن الطيران السعودي غارات وحشية والقت الطائرات المئات من الاطنان على قرى وبلدات صعدة، ما جعل المشهد مشابها لما حصل في حرب تموز 2006 في لبنان.

على الاثر، قرر افراد القبائل اللجوء الى تطور نوعي، تمثل بشن هجوم واسع على جميع النقاط الحدودية قبالة صعدة، والسيطرة عليها وقتل نحو 15 عسكريا سعوديا، والاستيلاء على عتاد واسلحة. تلاه انسحاب كامل للقوات البرية والمدرعات السعودية نحو الشمال. وعند محاولة الطيران المروحي مساندة الجنود الفارين، تمكن مقاتلوا القبائل من اصابة طائرة اباتشي، سرعان ما وقعت داخل الاراضي السعودية.
ومساء امس، دعا ولي العهد محمد بن نايف الى اجتماع عسكري طارئ، انطلقت على اثره عشرات الطائرات السعودية في حملة قصف جوية غير مسبوقة متسببة بتدمير كبير وشامل في عدد غير قليل من مناطق صعدة. لكن على الارض، لم تتحرك سوى قوافل لوجستية غير كبيرة لاجل ابقاء الجنود في مواقعهم الجديدة، دون اي محاولة للتقدم من اجل استعادة المواقع السابقة. علما ان مجموعات القبائل واصلت ليل امس التقدم داخل المناطق السعودية الحدودية، مع قرار بتفادي الاقتراب من اي تجمعات سكنية، مع العلم، ان عملية اجلاء واسعة بدات خلال اليومين الماضيين وتستمر، لنقل عشرات الاولوف من ابناء هذه المناطق الى الشمال.
التحوّلٌ المفصلي قال رجال من قبيلة بكيل المير، انه تنفيذ «انتقامٍ خاطف» لعمليات القصف. وقد حصلت عملية توغل عسكري ليلي مفاجئة أحيطت بتكتم كبير، انتهت بعد ساعات قليلة، مسفرةً عن مقتل اثني عشر جندياً سعودياً يعملون في أربعة مواقع عسكرية حدودية. هذه المواقع سيطر عليها رجال القبيلة، وأحرقوا فيها أطقماً عسكرية وأعطبوا جرافتين وغنموا مدفعية متطورة. وعقب الهجوم بساعات، قصف مقاتلو القبيلة بأكثر من 50 صاروخاً منطقة العين الحارة، حيث يُعتقد أنها مقر لأفراد حرس الحدود السعودي.
معرفة رجال القبيلة بطبيعة الأرض الجبلية الحدودية ساهمت كثيراً في إيجاد ثغر فاجأت الحرس الحدودي وتغلبت على أجهزة الرصد والمراقبة المستخدمة من قبل الحرس السعودي، وبالتالي إنجاح العملية. ويحرص مقاتلو القبيلة على التأكيد أن العملية تجنبت الإضرار بالمدنيين، وركزت على ما سموه «معاقبة الجنود العاملين في المواقع التي تستهدف الطريق العام في حرض والملاحيظ»، وهي الطريق المشتركة بين محافظتي صعدة وحجة.
ويقول أحد رجال بكيل المير إنه كان يجب «تأديب» الجنود السعوديين ومعاقبتهم على الجرائم اليومية التي يرتكبونها بحق المدنيين والمارة في مناطقنا، شارحاً في السياق أن هؤلاء قطعوا الطريق العام تماماً في منطقة الحصّامة، ما أدى إلى مضاعفة أوضاع الناس المأسوية. ويروي الرجل أنه قبل يوم واحد من العملية، تعمّد حرس الحدود السعودي إحراق مركبتين محملتين بالمواد الغذائية حين قُتل السائقان بعدما استهدفتهما المدفعية السعودية، وقبلها بفترة قتلوا أسرة بأكملها كانت في طريقها للنزوح، فضلاً عن عشرات الحوادث المماثلة، مضيفاً: «نحن كقبائل نؤكد للجميع أن هذا الرد لا علاقة له بالرد الرسمي الذي تحتفظ به الدولة وفق التوقيت والظروف المناسبة».
وقد التحم مقاتلون من قبائل بكيل مع جبهة مقاتلي قبيلة همدان بن زيد لتنفيذ أعمال هجومية ضد مواقع الحرس السعودي، وسط حديث عن تقدّم متواصل لهم في منطقة نجران السعودية وهروب مئات الجنود السعوديين. وتؤكد مصادر في القبيلة اغتنامها أسلحة حديثة ومتطورة يستخدمها مقاتلو القبيلة حالياً لضرب مواقع عسكرية في عمق نجران. وتشير المعلومات إلى رفض المقاتلين عرضاً تقدم به النظام السعودي يقضي بوقف الغارات والضرب المدفعي على المناطق التي تقطنها قبيلة همدان، مقابل وقف مقاتلي القبيلة إغاراتهم على المواقع السعودية وتسليم الأماكن التي سيطروا عليها سابقاً .
هذه الأحداث تُنبئ بقدرة القبائل على السيطرة على زمام المبادرة ونقل المعركة إلى الداخل السعودي، الأمر الذي يخشاه نظام آل سعود، وخصوصاً بعد فقدانه الثقة بالجندي السعودي، ما جعله يلجأ إلى «شراء» جيوش من دول أخرى، بالإضافة إلى استغلال الوضع الإنساني للأيدي العاملة داخل الأراضي السعودية من الذين يجري حالياً تدريبهم للقتال.
وشهدت محافظة صعدة بعد تصعيد القبائل اليمنية أعمالها العسكرية أكثر من مئة غارة جوية، توزعت على مختلف المناطق بدءاً من المناطق الحدودية وحتى عاصمة المحافظة، حيث وقعت مجزرة راح ضحيتها 27 شهيداً معظمهم من أسرة واحدة بعد استهداف الطيران حياً سكنياً يقطنون فيه. كذلك، وقعت المجزرة الثانية في مدينة ضحيان وسط صعدة، راح ضحيتها 9 شهداء وعشرات الجرحى، وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا بغارة الطيران السعودي في منطقة كتاف الحدودية 8 شهداء وأكثر من 12 جريحاً. ويلاحظ ازدياد استخدام طائرات التحالف الأسلحة المحرّمة دولياً، ومنها القنابل العنقودية وبعض الأجسام الانفجارية التي لم تعرف للحظة ماهيتها.

يحيى الشامي 

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...