سياسة تركيا تهدد خطة دي ميستورا
حمَّل مسؤول سوري، أمس، الأتراك «مسؤولية أي فشل» يمكن أن تتعرض له مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، معتبراً أن الجانب التركي ما زال يشكل «العقدة الأكثر ضرراً في مشروع التسوية السورية ومشروع مكافحة الإرهاب الدولي».
ويأتي التذكير بالدور التركي فيما لا يزال نائب دي ميستورا السفير رمزي رمزي يجري اتصالاته مع الجانب السوري، في مهمة طويلة الأمد «يمكن أن تتوج بزيارة المبعوث الدولي»، وفقاً لتعليق المصدر، «في حال تم التوصل إلى أية نتائج من النقاش الجاري يمكن الاحتفاء بها».
وكان مسؤول سوري قال سابقاً، بشأن جولة محادثات أجراها رمزي قبل نهاية العام الماضي، إنها «انتهت إلى الفشل، حيث لم يحصل أي توافق». وذكرت وسائل إعلام حينها أن رمزي طرح، نيابة عن دي ميستورا، إدخال مناطق ريف حلب ضمن تصور المبعوث عن خطة «تجميد القتال» في حلب، وهو ما أدى لاستياء محاوريه في العاصمة السورية.
ووفقاً للمصدر فإن «كل الأفكار التي يتم بحثها (الآن) تختص بمدينة حلب تحديداً»، مشيراً إلى أن «أية أفكار أخرى بصدد مناطق أخرى يمكن أن تطرح حين يتم اختبار المرحلة الأولى، انطلاقاً نحو توسعتها».
وتفادى المصدر إبداء أي تعبير سلبي اتجاه الجهود الحالية، أو التشاؤم بصددها، مشيراً إلى حالة «التجاذب الجارية على أساس الحوار المتبادل»، مؤكداً استمرار دمشق في قرارها «دعم مهمة» دي ميستورا ومحاولة تسهيل تطبيقها.
لكن «التعقيد» الرئيسي، وفق المصدر، يبقى في طريقة تعاطي الطرفين مع القضية، إذ ترفض الحكومة السورية، ونقلت هذا الرأي بصراحة للوفد الأممي، إعطاء «أية مشروعية للمعارضة في مناطق التجميد، سواء عبر إدارة ذاتية أو مجموعات منظمة أو حكم محلي، وما شابه»، مشيراً إلى أن الخطة «بالنسبة للحكومة لها ساقان، الأولى هي سيادة الدولة السورية، والثانية مكافحة الإرهاب بشكل واضح وصريح».
وحول مكافحة الإرهاب، رأى المصدر أن أية خطة لمحاربة الإرهاب لا يمكن أن تتكلل بالنجاح «بسبب النفوذ التركي»، مشيراً إلى أن السياسة التركية الحالية لا تهدد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب فقط، وإنما «أي تقدم يمكن أن تحققه خطة المبعوث الدولي إلى سوريا».
وكانت دمشق طلبت من دي ميستورا سابقاً ممارسة ضغط على «الدول التي تدعم المجموعات المسلحة»، ومن بين أبرزها تركيا، لكن الجانب السوري يعتبر أن أي تقدم لم يحصل في هذا المجال، حتى الآن.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن الوزير سيرغي لافروف مستعد لعقد لقاء مع دي ميستورا في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي سيعقد بين 6 و8 شباط الحالي، وذلك من اجل إقامة حوار سوري ـــ سوري.
وبشأن آفاق عقد مؤتمر «جنيف 3» لتسوية الأزمة السورية، قال غاتيلوف، لوكالة «نوفوستي»، إن هذا الأمر يتوقف على الإرادة السياسية لجميع اللاعبين، مشيراً إلى أن «جميع المشاركين في لقاء موسكو التشاوري مستعدون للعمل على أساس بيان جنيف».
وقال غاتيلوف إن «موسكو تأمل في أن يصوت مجلس الأمن الدولي قريباً على مشروع قرار روسي يقضي بحظر شراء النفط من المناطق التابعة لسيطرة تنظيم داعش». وأوضح أن «هناك معطيات تشير إلى أن داعش يحصل على ما يتراوح نحو 5 ملايين دولار يومياً، مقابل النفط الذي يبيعه من خلال وسطاء بشكل غير شرعي».
وأعرب غاتيلوف عن «استياء موسكو من رفض التحالف الدولي ضد داعش التعاون مع السلطات السورية لمكافحة التنظيم الإرهابي»، مشيراً إلى أن «نشاط التحالف على مدى الأشهر الماضية لم يكن فعالاً، برغم تنفيذ طيرانه نحو 1700 غارة على مواقع تابعة لداعش، وصرف أكثر من مليار دولار».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد