فكرة اتحاد عربي للنشر الالكتروني
شهد اليوم الثامن والأخير من فعاليات البرنامج المهني المرافق لمعرض الشارقة الدولي للكتاب طاولة مستديرة، شارك فيها مجموعة من المتخصصين والناشرين للبحث في إنشاء اتحاد عربي للنشر الإلكتروني.
وقد اشار هؤلاء إلى أهمية النشر الإلكتروني في السنوات الماضية، حيث بدأ الكتاب الإلكتروني يظهر على استحياء، ما دفع إلى الحاجة للتفكير بجهة رسمية يمكن أن تحتضن الناشر الإلكتروني وتتبنى هذه الإصدارات، بعد أن أصبح النشر الإلكتروني وسيلة للتواصل الحضاري بين الأمم والشعوب المختلفة، مؤكدين أن فكرة إنشاء اتحاد عربي للنشر الإلكتروني، فيها الكثير من الأمنيات والمخاوف، لكن يستحق أن تتبنى وتصبح حقيقة.
وقد أعرب الناشرون عن أملهم في تعميم هذه التجربة الناجحة على المستوى العربي، في ظل التوجه العالمي نحو مفهوم القرية الواحدة رغم اختلاف اللغات والثقافات والديانات، فمن الناحية الثقافية يأتي ثقل كل حضارة من ناحية وجودها الرقمي سواء من خلال شبكة الإنترنت أو المنتجات الرقمية كأقراص الليزر وغيرها، لأن من يملك المعرفة يملك أغنى ثروات العالم.
وحول أسباب تأخر صناعة النشر الإلكتروني في العالم العربي تحدث الخبير المصري عن مخاوف الناشر العربي من أن يحل الكتاب الإلكتروني محل الكتاب الورقي، وقد تكونت لدى العديد، فكرة رفض هذه الصناعة مع أهميتها الإستراتيجية، في الوقت الذي انطلقت فيه صناعة النشر الإلكتروني لتحقق السيادة والانتشار للغات الغربية في ظل الغياب الواضح للعرب والمسلمين.
وفيما يتعلق برسالة الاتحاد العربي المزمع إنشاؤه، رأى المجتمعون ضرورة جمع مكونات صناعة النشر الإلكتروني تحت سقف واحد بهدف توحيد الجهود والتنسيق وتذليل الصعاب التي تواجهها، كذلك توعية الناشرين بأهميتها كامتداد لعملهم والعمل على تحقيق المصالح المشتركة لأعضاء هذا الإتحاد الذي سيضم: دور نشر الكتب والأشرطة الصوتية والفيديو، وشركات البرمجيات المتخصصة في النشر والتعليم الإلكتروني، إلى جانب شركات توزيع وتسويق المحتوى الرقمي، والمؤسسات والوزارات والهيئات والجامعات والهيئات الأكاديمية.
إضافة إلى ضرورة التطوير والنشر في آن واحد، والمزج بين النشر المكتبي والإلكتروني، للارتقاء بعملية النشر، تحت مظلة الإتحاد كأسرة تعمل وتساعد بعضها وفق آلية عمل وهيئة للتحكيم، لخدمة أفراد أسرة المعرفة والعلم، ونحن نعيش في عصر المعلومات والتكنولوجيا.
ويمكن لهذا الملتقى، أن يقدم الأمل لمستخدمي النشر الإلكتروني، لمسايرة التطور العملي، على اعتبار أن حضارة الشعوب تقاس من خلال وجودها الثقافي والحضاري.
وأن يكون الهدف الأساسي للإتحاد، مراقبة نوعية المادة المنتجة، خاصة وأننا على مستوى الشركات لسنا مؤثرين لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى الثقافي، بسبب ضعف المادة الإنتاجية وضعف السوق، لذلك فإن هذه الفكرة، تسهل على الناشر التواصل مع الناشرين العرب والدوليين، كذلك إقامة المعارض والندوات الدائمة، إلى جانب التعاون مع الهيئات والوزارات من أجل إنشاء مراكز مجانية للنشر الإلكتروني.
وكان الحضور قد تحدثوا عن القضايا والهموم التي تتعلق بالنشر الإلكتروني، ومعايير الجودة ومراقبة البرامج، والمواءمة بين الطريقة العلمية وطريقة العرض، والدعوة للإسراع في دخول مجال النشر الإلكتروني، وتطبيق قانون الملكية الفكرية على المستوى العربي، وتنظيم آليات السوق، وغياب كبرى شركات البرمجيات العربية، كذلك حساسية الناشر الورقي، والعلاقة بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي، والقدرة على تقديم الكتاب الإلكتروني، وضرورة تقديم دراسات ذات جدوى قبل طرح برامج جديدة، وتوجيه وعي الجمهور، ودعم شركات البرمجة العربية.
وقد اتفق المجتمعون في نهاية الطاولة المستديرة، على تشكيل لجنة تأسيسية، على أن تتبنى دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة هذا المشروع، وقد اقترح عبد الفتاح صبري، وضع الأسس والخطوات واللائحة الرئيسية لهذا الاتحاد، ولا مانع أن تكون الأمانة العامة والمقر العام في الشارقة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد