اسوشيتد برس: شبكات متطورة في فرنسا تجند فتيات فرنسيات للانضمام إلى “داعش”
كشفت وكالة اسوشيتيد برس عن وجود شبكات واسعة ومتطورة في فرنسا تجند أعدادا متزايدة من الفتيات الفرنسيات من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وذلك باتباع أساليب وإجراءات دقيقة ومنظمة تسهل سفر هؤلاء الفتيات بشكل مفاجئ وسري بعيدا عن عائلاتهن والتوجه إلى تركيا والتسلل عبر حدودها إلى الأراضي السورية.
وأوضحت الوكالة في تقرير أعدته مراسلتها في فرنسا لوري هيننانت أن ظاهرة انضمام المزيد من الفتيات الفرنسيات إلى صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي تؤرق المجتمع الفرنسي وتمثل تحديا جديا بالنسبة للسلطات الفرنسية حيث تتم عمليات تجنيد واستقطاب هؤلاء الفتيات عبر شبكات منظمة ومتطورة بشكل كبير وعلى مستويات عالية تستهدف اليافعين وتستغل المشكلات التي يواجهونها في سن المراهقة وفي مقدمتها تحديد هويتهم الذاتية.
وأشارت الوكالة إلى وجود تقارير تبين أن مئة فتاة فرنسية غادرن فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية وتوجهن إلى سورية من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأوضحت الوكالة أن الفتيات اللواتي يلتحقن بتنظيم “داعش” الإرهابي يأتين من دول أوربية أخرى حيث يقدر عدد الفتيات البريطانيات ما بين 20 إلى 50 فتاة انضمت إلى التنظيم المذكور إلا أن العدد الأكبر يصل من فرنسا لأن شبكات التجنيد هناك متطورة بشكل خاص.
وسلطت الوكالة الضوء على قصة فتاتين فرنسيتين انضمتا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وهما سارة علي مهمني ونورا البهتي مشيرة إلى التحول الكبير الذي أبدته هاتان الفتاتان قبل اختفائهما فجأة وسفرهما إلى سورية بطريقة مدروسة ومنظمة للغاية تؤكد وجود شبكة مخططة وراء الأمر.
وأوضحت الوكالة أن العلاقة بين سارة وعائلتها تضررت بعد أن تركت الفتاة المدرسة لتقضي معظم وقتها داخل غرفتها أمام شاشة الحاسوب إلا أنها وبعد أن وافقت على العودة إلى الدراسة بعد مضي ستة أشهر طلبت من والدتها مساعدتها في الحصول على جواز سفر لتختفي بعد ذلك بشكل مفاجئ.
وأشارت الوكالة إلى أن كاميرات المراقبة الموجودة في مطار مارسي الفرنسي كشفت عن توجه سارة إلى اسطنبول في تركيا فيما كشفت المعلومات التي جمعتها الشرطة الفرنسية من حاسوب الفتاة الشخصي أن عملية سفرها كانت مدروسة بشكل دقيق.
أما بالنسبة للفتاة الأخرى نورا البهتي فإن عملية تجنيدها وانضمامها إلى تنظيم “داعش” الإرهابي تمت وفق الوكالة من خلال موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي حيث شاهدت الفتاة فيديو لنساء منقبات يقمن بالتدرب على استخدام السلاح وتواصلت على ما يبدو مع بعضهن.
وتثير ظاهرة تجنيد فتيات فرنسيات وأوروبيات من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية ولاسيما تنظيم “داعش” الإرهابي قلق المجتمعات الأوروبية في ظل إجراءات أمنية فاشلة تتذرع حكومات تلك الدول باتخاذها لمكافحة الإرهاب.
وقد أوضحت تقارير صحفية تزايد أعداد النساء والفتيات الأوروبيات اللواتي يغادرن بيوتهن للانضمام إلى الإرهابيين في سورية والعراق وكشفت إحصاءات أوروبية أن هناك فتيات لا تتجاوز أعمارهن 14 أو 15 عاما يسافرن إلى سورية من أجل الزواج بإرهابيين والقتال إلى جانبهم.
وكان مسؤول فرنسي كشف الشهر الماضي أن التنظيمات الإرهابية التي تقوم بعمليات تجنيد لعناصر جدد تستهدف بشكل متزايد النساء والفتيات الفرنسيات وأن ما يقرب من مئة منهن في سورية أو في طريقهن إليها إضافة إلى 175 أخريات تم رصدهن وهن في منازلهن.
واعتقلت السلطات الفرنسية في آب الماضي مراهقتين فرنسيتين في سن الـ 15 و17 عاما بتهمة التخطيط والاستعداد للسفر إلى دول أخرى من أجل الانضمام إلى تنظيمات إرهابية وذلك في إطار إجراءات أمنية جديدة تتخذها فرنسا في محاولة متأخرة لكبح جماح الأعداد المتزايدة من الفرنسيين الذين يتوجهون إلى سورية والعراق من أجل الانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي ترتكب أفظع الجرائم والمجازر بحق المدنيين الأبرياء.
وكالات
إضافة تعليق جديد