جورج كلوني : الإدارة الأمريكية تستخدم الإعلام كما لو أنه مؤسسة حكومية
جورج كلوني اشهر عزاب هوليوود فيلمه الاخير حرك الاقلام، فهو كاتب السيناريو والمخرج والبطل في الوقت نفسه وقد حاز على جائزة احسن سيناريو في مهرجان البندقية السينمائي الفيلم يحكي قصة الصحفي الاسطورة بمحطة الـ «سي بي اس» ادوارد مورو وصراعه مع عضو مجلس الشيوخ الاميركي جوزف ماك كارتي وتدور الاحداث في خمسينيات القرن الماضي عندما اكتسحت اميركا اصوات السياسيين الذين ينادون بتقييد الحريات العامة متذرعين بالخطر الشيوعي والفيلم مليء بالاسقاطات التي تعود الى هذا الزمان.
جورج كلوني ليس فقط رجلا وسيما تتهافت عليه الحشود بل هو ايضا رجل مواقف مثقف ويرى في شهرته مسؤولية أمام وطنه والتاريخ والانسانية.
عندما سئل هل يمكن ان يعيد فيلمك الجديد هجوما على الاعلام الاميركي؟
اجاب: قبل كل شيء وقبل ان نغوص في الحوار اريد ان اهدي هذا الفيلم الى ابي الذي كان صحفيا باحدى القنوات التليفزيونية الصغيرة طيلة 30 سنة اذ ان موضوع الفيلم ليس بعيدا عني فأنا ابن صحفي كما قلت وعشت كل حياتي ادور في فلك الصحافة وقد كان بطل الفيلم ادوارد مورو نجمنا المفضل في العائلة واضاف لا ادري صراحة ان كان الفيلم سيبقى كاحدى النقاط التاريخية في حياتي المهنية لكنه سيكون كذلك في حياتي الشخصية.
ولقد رأيت وقته مناسبا جدا لأن احداثه مسقطة على حاضرنا وما نعيشه اليوم في اميركا. ففي ذلك الزمان ومتذرعا بالخطر الشيوعي القادم من الاتحاد السوفياتي هاجم السيناتور مالك كارتي بكل قوة مبادىء الدستور الاميركي وقيده.
ويقول كلوني الاعلام في اميركا قوي وموجه فيكفي ان ترى كيف تناول هذا الاعلام حرب العراق لتفهم الامور. ان الاعلام كما اراه سلاح خطير بل وسام ايضا الادارة الاميركية تستعمل الاعلام كما لو كان احدى الدوائر الحكومية.
وآمل ان يستفيق الناس قريبا ويطالبوا باعلام متوازن وامين يوصل لهم المعلومة دون تجميل فنحن وعلى عكس اوروبا لا يصل الينا عن طريق اعلامنا الا الرواية الاميركية للاحداث.
والصحفيون الاميركيون اليوم لا يهتمون الا بمكانتهم الاجتماعية فتراهم يتكلمون في الامور السياسية المعقدة وكأنهم يعلقون على مباراة في كرة القدم.
ومن اجل المردود المادي تجاهلوا عن قصد الامانة الصحفية ووقعوا عقدا مع الشيطان.
والمأساة ان الصحفي اليوم اهم من المادة التي يقدمها وهذا خطير فالاهمية يجب ان تكون للصحافة لا للصحفي الذي اصبح نجم مجتمع افليست هي صاحبة الجلالة فكيف يكون خادم الملكة اهم من الملكة ان اقصى ما يطمح اليه هو ان يكون خادما امينا للملكة أليس كذلك؟!!
ويجيب عن السؤال: كثير من الناس يرين فيك فارس احلامهن لكن بالنظر لعلاقتك بهن نرى انه يغلب عليها طابع الصحبة اكثر من الحب؟ بالقول لنقل انني اصبحت اكثر نضجا في علاقتي بالجنس الآخر اذ من الصعب ان تجد الانسان الذي تريد عندما تكون مشهورا. فالناس يتهافتون عليك ولا يتركون لك الوقت لتتعرف عليهم وهذا يسبب لي الازعاج في غالب الاحيان ان عائلتي الحقيقية في الوقت الحالي هي اصدقائي منذ 25 سنة معهم اقضي ايام العطل وهم من يعيدني الى جادة الصواب في حال فقدت توازني.. فأنا الآن في ذروة قدرتي على الخلق والابداع والاولوية المطلقة الآن هي لعقلي وليس لدي الوقت لشيء غيره.
واحاول ان اقتنص ما يمكنني من الحياة عندما تتوافر الفرصة والوقت ويسكنني حاليا هاجس ان استفيق في الخامسة والستين من عمري واجد انني لم افعل شيئا ذا قيمة فنحن الآن نعيش لحظة تاريخية مهمة في حياة البشرية والحقيقة لا ارى نفسي مرتبطا بامرأة لا تعرف حقيقة دونالد رامسفيلد ولا تهتم بما يحدث في العالم وما يعانيه الانسان في افريقيا وسائر ارجاء الكرة الارضية.
فلدي الكثير لأعمله ففي اي لحظة يمكن ان ينتهي كل شيء انا اغالب الزمن او بالاحرى الوقت لاقدم ما يرضي ضميري، لم تعد الاضواء تغريني او تستهويني. اسعى ان انصرف الى العمل الجاد لنتدارك ما فاتنا وندافع عن قيم العدل والمساواة والحرية.
سأحكي لكم حادثة مهمة في حياتي اثرت فيّ كثيرا كنت في مهرجان كان في احدى دوراته السابقة كنت اتبختر على السجاد الاحمر اوزع الابتسامات يمنة ويسرة ملوحا بيدي مصطنعا العفوية وكاميرات المصورين مصوبة نحوي واذا بامرأة تقف امامي لتقول لي من انت من تظن نفسك.
تلك المرأة المجهولة التي لا اعرفها ولم ارها من وقتها جعلتني اتساءل: «ماذا اريد بالضبط من كل هذه الشهرة» فتحول الامر من استمالة الناس والتودد لهم وطلب حبهم الى تجاهل تام لهذا الامر فانت ربما تسدي لهم اكبر الخدمات عندما تفتح اعينهم على الواقع والحقيقة وتصدمهم!!
المصدر : وكالات
إضافة تعليق جديد