حجّي عندان... وحجّي مارع

22-10-2013

حجّي عندان... وحجّي مارع

منذ تأسيس «لواء التوحيد»، تقاسم زعامتَهُ شخصان: أولهما عبد العزيز سلامة، ابن جمعة وزلُّوخ من مواليد عندان العام 1966، لم يُكمل تعليمه الابتدائي، وكان يعمل قبل الأزمة نحالاً عند آل رمضان، ويرتبط بعلاقة وطيدة مع أحمد رمضان عضو الهيئة السياسية لـ«الائتلاف الوطني السوري» والمقرّب من المراقب العام السابق ورئيس كتلة حلب في جماعة «الإخوان المسلمين»، علي صدر الدين البيانوني.
اشتهر سلامة بلقب «حجّي عندان»، ويُعرف بأنه «القائد العام للواء التوحيد». تولّى سلامة تلاوة ما عُرف باسم «البيان رقم 1»، الذي أعلن ثلاثة عشر فصيلاً مسلحاً عبره «سحب الشرعية الثورية من الائتلاف المعارض». وتؤكد بعض المصادر أن «التوحيد» كان عرّاب «البيان رقم 1»، وبإيعاز مباشر من جماعة «الإخوان المسلمين».
من أبرز تصريحات سلامة، ما قاله في شباط الماضي «إن استمرت الثورة لعام آخر، فإنكم سترون الشعب السوري بأكمله يحب القاعدة، كل الشعب سيصير كالقاعدة».
الرجل الثاني، هو عبد القادر الصالح الحجي بن محمود وديبة، متزوجٌ وله خمسة أطفال، اشتهر بلقب «حجّي مارع» وهو القائد العسكري للِّواء. يُجمع من عرفه على امتلاكه كاريزما خاصة، ويقول مؤيدوه إنه «يتميز ببساطة وطيبة قلب مع حزم شديد عند الحاجة».
ويؤكّد الصالح أنّه قضى خدمته العسكرية الإلزامية في وحدة للأسلحة الكيميائية في الجيش السوري، ثم انتمى في ما بعد إلى حركة الدعوة وعمل داعيةً. سافر إلى بلدان عدة من ضمنها الأردن، تركيا، وبنغلادش، حيث قام هناك بـ«تعليم الدين ودعوة الناس إلى الإيمان»، بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أخيه، عبر تحقيق مطوّلٍ نشرته في شباط الماضي.
بعد سنوات من ممارسة نشاطه الدعوي، عاد الصالح إلى سوريا، وقام بفتح محله الخاص في أحد شوارع مارع الرئيسية لاستيراد وتصدير الحبوبز يؤكدُ مقربون منه أنه كان على رأس الداعين والمشاركين في التظاهرات، قبل التحول إلى النشاط المسلّح. يتردّد الصالح على تركيا بشكل مستمر، وقيل إنه سافر منذ فترة إلى فرنسا في مهمة سرية.
اجتماعيّاً، يُعتبر الصالح واحداً من قادة المجموعات المسلحة القلائل الذين كانوا يتمتعون بسمعةٍ طيبة قبل بدء الأزمة السورية، لكنّ إشارات استفهام كثيرة أحاطت به منذ بروز اسمه على رأس «لواء التوحيد»، حيث يتهمه كثيرون بالضلوع في تفكيك مصانع حلب وبيع آلاتها للأتراك، علاوة على نقل مخطوطات الجامع الأموي في حلب إلى تركيا.
ونشر موقع «الحقيقة» السوري المعارض، شريطاً مصوراً له يعترف فيه بمسؤوليته عن تفجير مئذنة الجامع الأموي في حلب في شهر أيار الماضي، كما أقرت جهة تُسمى «الجمعية السورية لحفظ الآثار والتراث» بقيامها ـ وبتنسيق مع التوحيد ـ بتفكيك منبر الجامع الأموي في حلب. وتقول الجمعية إن المنبر تمّ نقله إلى مكان آمن، فيما تؤكد تقارير إعلامية أن المنبر نُقل إلى تركيا.
علاوة على ذلك، تؤكد رواياتٌ كثيرةٌ مسؤولية الصالح عن اغتيال العقيد المنشق يوسف الجادر (أبو فرات) الذي قاد عملية اقتحام مدرسة المشاة، وأعلن «لواء التوحيد» حينها أنه «استشهد أثناء الاقتحام». كما تشير معلومات غير مؤكدة إلى وجود دور له في استهداف مؤسس «لواء عاصفة الشمال» عمار داديخي (أبو إبراهيم)، وتربط تلك المعلومات بين غياب داديخي والتحالف الذي قام إثره بين سمير عموري الذي تزعم «عاصفة الشمال»، وبين الصالح، حيث عقد عموري «اتفاق شراكة» مع الصالح لتقاسم إدارة معبر «باب السلامة» تجارياً، وفرضا مبلغ 20 ألف ليرة سورية على كل شاحنة تعبر يومياً (السفير العدد 12557).
تعرّض الصالح منذ حوالي عام لإصابة في الصدر، وقيل أول الأمر إنها نتيجة قصف من الجيش السوري، ثم تبين أنّ مرافقه حاول اغتيالَه.
من أبرز تصريحات الصالح؛ قوله في حزيران الماضي «تزعجني تسميتنا في الإعلام بالمعارضة، نحن ثوار ومجاهدون نسعى إلى تحرير بلدنا، فالنظام قد سقط ونحن أصبحنا بلداً محتلاً، ونقاتل الآن إيران وحزب الله بدعم روسي، ولا حوار مع المحتل».

صهيب عنجريني

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...