كتائب "الحر" ترتعد خوفًا من "داعش" وتتبرّأ من بعضها
في غضون أقل من عشرين ساعة أصدرت "كتائب وألوية شهداء سوريا" التي يقودها جمال معروف بيانين تعلن فيهما أن لا علاقة لها بـ"لواء شهداء سوريا" في حلب، فبعد أن وزّعت بياناً، منذ ما يقارب العشرين ساعة، وجّهته "إلى الإخوة المجاهدين في دولة الشام والعراق" تؤكّد فيه على عدم علاقتها باللواء المذكور، أصدرت بياناً آخر للغاية نفسها ووجهته إلى "جميع الفصائل والتكتلات المجاهدة على أرض الشام"، وذلك في إشارة واضحة لـ"داعش" التي لم تقتنع، كما يبدو، بالتنصّل السابق من "لواء شهداء سوريا".
وإذ أكّد البيان "أن كل عمل يخالف شرع الله ويسيء لسمعة المجاهدين ويضر بمصلحة أهلنا الصامدين على أرض الشام فنحن منه براء ونحن مستعدون لمحاسبة كل من يرتكب هذه الأعمال كائناً من كان وفي أي مكان"، فإنه أشار إلى أن "كل تصرف من هذا القبيل ينسب إلى تجمّعنا إن كان صادراً عن أحد أفراده يكون تصرفاً فردياً ولا علم لنا به وبمجرد علمنا سنقوم بمحاسبة الفاعل".
يذكر أن "داعش" أصدرت أمس بياناً توضّح فيه أنها تدخّلت في حلب بناء على الشكاوى التي أتتها من قبل المواطنين في حلب على أربع فصائل من بينها "لواء شهداء سوريا" و"لواء أحفاد المرسلين"، ودعت "من هرب من هؤلاء المفسدين في الأرض لإعلان توبتهم".
ويبدو أن لـدى "داعش" معلومات عن هرب بعض قيادات هذه الفصائل إلى معاقل "تجمّع كتائب وألوية شهداء سوريا" في جبل الزاوية بإدلب، خصوصاً بعد تعرّض قائد "لواء شهداء سوريا" أبو بحري لمحاولة اغتيال بطلق ناري نقل على إثره إلى تركيا للعلاج، وتم تعيين علي ديبة قائداً للواء بدلاً منه.
يبدو من لغة البيانين اللذين صدرا عن "تجمّع كتائب وألوية شهداء سوريا" أن زمن تحكّم جمال معروف بمناطق واسعة من جبل الزاوية، الذي لا يخفي علاقته بالسعودية وتلقيه الدعم منها، قد ولّى، وجاء زمن "داعش" لتأخذ مكانه في التهديد والقتل وغيره. إذ من المعروف عن جمال معروف أنه كان أول من ارتكب جرائم القتل والتنكيل بحق رجال الأمن السوريين في تلك المنطقة، وأول من شكّل العصابات التي كانت تهاجم الدوائر الحكومية وتقوم بحرقها، إضافة إلى محاولاته الحثيثة للتمدد في مناطق سورية أخرى كالرقة والحسكة وحلب.
عبدالحميد السعيد: آسيا
إضافة تعليق جديد