يقوم المجلس الثقافي البريطاني، بعرض مسرحية (دمشق) لمؤلفها ديفيد كريغ في كل من سوريا ولبنان والأردن ومصر وتونس والأراضي الفلسطينية.
وتأتي هذه الجولة في إطار مشروع أوسع للمجلس الثقافي البريطاني يهدف إلى سبر ظاهرة الاهتمام المتزايد للمسرح البريطاني بالثقافة العربية، ومنح جمهور المنطقة العربية فرصة لمشاهدة مسرحيات تتناول صورتهم في بريطانيا، وخلق أرضيات للتعليق على هذه المسرحيات ومناقشتها بشكل مباشر مع أعلام المسرح وصنّاعه من بريطانيا ونظرائهم من العرب.
وتشمل الجولة عروضاً للمسرحية متبوعة بنقاش مفتوح مع الجمهور؛ هذا بالإضافة إلى جلسات حوارية بين مسرحيين، ونقّاد، وصحفيين عرب، ونظرائهم من المهتمين بالمنطقة العربية في بريطانيا. ومن ضمن المشاركين في هذه الحوارات من المنطقة العربية، د. حنان قصاب حسن (التي تترأس الجلسة الحوارية) ود. مارى الياس و د. اسامة غنم من سورية والمخرج التونسي الفاضل الجعايبى والمخرج العراقي المقيم في لبنان جواد الأسدي والمخرج اللبناني بول مطر والناقدة نهاد صليحة من مصر والكاتب رجا شحادة والباحثة والروائية عدنية الشبلى من فلسطين. هذا بالإضافة إلى مخرجين وكتاب شباب مثل عمر أبو سعدة من سورية وليلى سليمان من مصر. ومن ضمن المشاركين البريطانيين، بالإضافة إلى مخرج (دمشق) فيليب هاورد وكاتبها ديفيد، الصحفي سارفاز منزور من الغارديان والناقدة المسرحية جويس مكميلان من صحيفة السكوتسمان الأسكتلندية والناقد الفنى ديفيد أدامز والمخرجة روكسانا سيلبيرت والكاتبة والمترجمة المسرحية بينى بلاك.
ضمن ردهة فندق صغير، تدور أحداث مسرحية (دمشق) التي تتناول أثر الدور الذي تلعبه الصور النمطية في تحديد ملامح تعامل وفهم الأشخاص لبعضهم البعض، من خلال عرض رحلة بول، مؤلف الكتب التعليمية البريطاني، في مدينة دمشق بما حملته من حوارات يومية مع بعض أبنائها، ونقاشات محتدمة، وسير على الأقدام في أزقة مدينتها القديمة الساحرة.
ويصف كريغ مسرحيته (دمشق) بأنها : "جاءت نتيجة غير متوقعة للتبادل الفني الذي حظي به مع رواد المسرح الشبان في عدد من البلدان العربية، وخاصة في سوريا والأراضي الفلسطينية منذ عام 2000 وذلك عن طريق العديد من ورش العمل الخاصة بالكتابة المسرحية في المنطقة والتي نظمها ودعا إليها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع شركاء محليين". ويضيف قائلاً في نفس السياق: "وبغض النظر عما تعلمه الكتاب المشاركين، فقد انتهت هذه الورشات بتعليمي أنا الكثير عن العلاقات بين الغرب والعالم العربي وطبيعتها. وفي نهاية الأمر، ورغم محاولاتي تجنب ذلك، شعرت بأنه لا بد لي من كتابة مسرحية تتناول هذه العلاقات وتنقلها للجمهور البريطاني".
يعتبر كاتب المسرحية ديفيد كريغ شخصية مركزية في جيل كتاب المسرح الاسكتلنديين الجدد و الذين ظهروا في التسعينيات، وأسهموا في نهضة الكتابة المسرحية الاسكتلندية. ولد كريغ في أدنبرة في عام 1969، وترعرع في نيجيريا ودرس الدراما في جامعة بريستول وأسس أول فرقة مسرحية له عام 1990 بالشراكة مع غراهام ايتوغ. منذ إنتاج أولى مسرحياته الاحترافية في العام 1992 نال كريغ اهتماماً ملفتاً للنظر في بريطانيا وأوروبا. ُقدمت مسرحياته بشكلٍ واسع النطاق في اسكتلندا، وترجمت وأنتجت في جميع بلدان أوروبا تقريباً، والولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا.
و تقول ليلى حورانى، المديرة الإقليمية للتبادل الإبداعي في المجلس الثقافي البريطاني، "أعتقد أنه من حق جمهور المسرح في العالم العربي أن يطلع على الأعمال التي تتناول صورته في بريطانيا، وأن يتواصل بشكل مباشر مع مبدعيها. ومن شأن هذا التواصل، الذي يقوم المجلس الثقافي البريطاني بتسهيله، أن يعمق تجربة هؤلاء المبدعين البريطانيين ويرسخ اهتمامهم بالثقافة العربية من خلال انخراطهم في حوار حقيقي وفعال مع جمهور ومبدعي المسرح العربي."
سيتم عرض المسرحية في سورية في 11 و12 آذار. وسيتبع العرض نقاش مفتوح مع الجمهور، كما ستقام جلسات حوارية بين مسرحيين ونقّاد وصحفيين عرب، ونظرائهم من المهتمين بالمنطقة العربية في بريطانيا يوم السبت 14 آذار، الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 4 في المسرح الدائري بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. كما سيقام مؤتمر صحفي يسبق العرض يوم الخميس 12 آذار في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر.
والجدير بالذكر أن مسرحية (دمشق) تمّ عرضها للمرة الأولى في مسرح الترافيرس في مدينة ادنبره في اسكتلندا في شهر تموز/يوليو 2007 وجرى استقبالها في بريطانيا كإحدى أهم المسرحيات الجديدة التي تتحدى الأفكار المسبقة والشائعة عن المنطقة العربية في بريطانيا.
تّقام هذه الجولة بالتعاون مع مسرح ترافيرس Traverse)) في أدنبرة (اسكتلندا) ومايكل إدواردز وكارول وينتر للإنتاج المسرحي.