يتوقّف المرء حائراً أمام مشهد ملحمي يسقط فيه يوميّاً مئات القتلى بين سوريا والعراق منذ سنين وعندما يلتقي أحداً من البلدين لا يلمس في ردود فعله شيئاً ممّا كان يتخيّل. وإذا أتيح لأحدنا أن يلتقي مسؤولاً، عسكريّاً أو سياسيّاً، يحادثه عن مجازر البلدين لا يلمس لديه إحساساً بالذنب أو بالفظاعة، بل يُفاجأ بصلابة أعصابه وجمود قلبه وكأنّه ولد في العنف وعاش في العنف ومِنْ حكْم الأقدار أن يموت بالعنف.