في الحالتين، سواء أوُقِّع الاتفاق النووي ـ حتى بالشروط الإيرانية ـ أم لا، ستكون إيران على موعد مع تداعيات سياسية واجتماعية داخلية عميقة. إذا جرى الاتفاق، فسيبادر الوطنيون الإيرانيون (الذين تصفهم الصحافة الغربية بالمتشددين) إلى منع الكمبرادوريين (ما يُقال عنهم بأنهم إصلاحيون) من استثمار الاتفاق النووي مع الغرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، وإجراء تغييرات في استراتيجية طهران الإقليمية، وقد يؤدي ذلك إلى إطاحة مسؤولين، وإضعاف سواهم من الخط الغربي. في الحالة الثانية، إذا تعرقل الاتفاق، جراء رفض الشروط الإيرانية، فسيعمد الكمبرادور إلى محاولة استيلاد «ربيع إيراني»، والتحريض على احتجاجات الطبقة الوسطى. الكمبرادور ليس له قاعدة اجتماعية أو جماهيرية عميقة أو كبيرة، وسيكون الرد على تظاهرته المتوقعة بالألوف بتظاهرات مليونية تؤيد الخط الوطني الاستقلالي للجمهورية الإسلامية. بيضة القبان في استقطاب جماهير الطبقة الوسطى، لا علاقة لها بالسياسة، بل بتوسيع هوامش الحريات المدنية أو التضييق عليها