تتكثف اللقاءات الروسية الأميركية هذا الأسبوع من أجل بلورة «توافقات موسكو». وبدا أن قطار جنيف شارف على الانطلاق مجدداً مع الإعلان عن لقاء ثلاثي روسي أميركي أممي في جنيف، وانتهز المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا فرصة التوافق الأميركي الروسي من أجل طرح آب موعدا لاستئناف المحادثات السورية- السورية.
أعلن رئيس وزراء النظام التركي بن علي يلدريم اليوم انه سيتم حل الحرس الرئاسي وذلك بعد توقيف نحو 300 من عناصره بذريعة محاولة الانقلاب.
ونقلت وكالة فرانس برس عن يلدريم قوله “لن يكون هناك حرس رئاسي.. ليس هناك سبب لوجوده لسنا بحاجة إليه” في وقت تم اعتقال 283 عنصرا على الأقل من هذا الحرس الذي يضم 2500 عنصر بعد محاولة الانقلاب في 15 الشهر الجاري.
قالت رئيسة مجلس النواب الإيطالي لاورا بولدريني إن “علينا في أوروبا أن نكون على استعداد لإستقبال لاجئين أتراك” وذلك في تعليق لها على الاجراءات التي اتخذها رجب طيب اردوغان بعد محاولة الانقلاب في 15 الشهر الجاري.
لم يجد مشروع العمليات المشتركة الأميركية ــ الروسية، الذي حمله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، طريقه عبر موسكو. المشروع الذي يمهّد لاستهداف «جبهة النصرة» إلى جانب «داعش» بغارات منسّقة، ضم شروطاً ميدانية تضمن تخفيف هجمات القوات الحكومية السورية، بما يكفل سيطرة الفصائل المعارضة التي تدعمها واشنطن على مناطق «النصرة» بعد تقويض سيطرتها عبر الضربات الجوية المشتركة.
صارت عبارة «هناك مخاوف من انقلاب ثان» لازمة يرددها المسؤولون الاتراك كل يوم تقريباً. العبارة لا تعكس بالضرورة حقيقة الوقائع على الأرض، وهي على ما يبدو من مسار «مقصلة أردوغان»، هدفها استخدام الفزّاعة الانقلابية للمضي قدماً وعميقاً في استئصال الخصوم أو من يشبّه به.
لم يكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بحاجة إلى محاولة انقلاب ليعلن حالة الطوارئ في البلاد. فتركيا في حالة انقلاب على الديموقراطية، وفي حالة طوارئ عملية منذ أكثر من خمس سنوات، تاريخ بدء العد العكسي لتطبيق نظام «الزعيم الأوحد» الذي كان مطبقاً في عهد مصطفى كمال اتاتورك.
واصلت أجهزة النظام التركي حملة الاعتقالات والإقالات في صفوف المعارضين لحكم رجب طيب أردوغان الإخواني بحجة محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا مؤخرا حيث تجاوز عدد المعتقلين 10 آلاف شخص وعدد المقالين من وظائفهم 44 ألفا.
إذا كانت «مقصلة اردوغان» قد فعلت كل هذه الافعال في الايام الاربعة الماضية قبل سريان «حالة الطوارئ»، فان كثيرين سيراقبون الان كيف سيكون الحال بعدما اعلنها الرئيس رجب طيب اردوغان للشهور الثلاثة المقبلة.
ربما كان سليم الثالث متعجلاً بعض الشيء في إصلاحه النظام السياسي والعسكري. لوهلة تبدو المنطقة بأسرها رهينة الإصلاحات العثمانية قبيل أكثر من قرنين. أواخر القرن الثامن عشر، ومع انتهاء الحرب في بلغراد بين روسيا والعثمانيين، باشر سليم الثالث إصلاح المؤسسة العسكرية بمعاونة من بعض كبار ضباط الجيش.
كشف موقع «ويكيليكس» دور الحكومة التركية بقيادة رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب اردوغان، في عملية تهريب أموال تمّ الاستيلاء عليها من ليبيا عقب الثورة على الرئيس الراحل معمر القذافي في تشرين الأول 2011.