مليون و200 ألف قنبلة عنقودية و163 ضحية لبنانية
صبيحة الرابع عشر من آب، سابقت سيارات الجنوبيين المرغمين على ترك أراضيهم وحقولهم لحظة البدء بتنفيذ القرار ,1701 ظناً منهم أن محنتهم قد انتهت وأن عدوان 12 تموز أضحى وراءهم. في عودتهم شوق إلى منازلهم التي وجدوها ركاماً إلى حقول حولها الغزاة إلى رماد، ولكنهم عادوا لاستئناف الحياة بحلوها ومرها كما فعلوا ويفعلون دائماً. استعدوا لكل شيء إلا للقنابل العنقودية التي عوض الإسرائيليون عبرها انكسارهم واضطرارهم للتقهقر، لتكمل مسلسل الموت وتحصد أكثر من 163 ضحية ما بين شهيد ومعوق وجريح، ثلثهم من الأطفال، وبمعدل ضحيتين يومياً منذ وقف العدوان وحتى أمس.
ليست الخسائر التي قدرت نقابات المزارعين حجمها بما يفوق 400 مليون دولار سوى غيض من فيض خسارة مواسم القمح والتبغ والزيتون في وقت ستبقى الحقول مقفلة على أصحابها بانتظار تنظيفها المعلن بتفاؤل نهاية العام ,2007 في حال استمرار تأمين تمويل الجزء الذي تتولاه الأمم المتحدة إلى جانب دولة الإمارات والجيش اللبناني.
لم يتم تسليم قطعة ارض واحدة خالية من العنقودية حتى اليوم وفق مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة في صور، وقد تمكنت الفرق المذكورة من تفجير حوالى 58 ألف قنبلة عنقودية وما يزيد عن 2500 قنبلة وصاروخ وقذيفة غير منفجرة من بينها 350 صاروخا وقذيفة ألقيت من مقاتلات حربية. قبل التقديرات الدولية واللبنانية الرسمية تأتي الإدانة من فم إسرائيل، ففي شهادات لضباط إسرائيليين نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أفاد هؤلاء أن قواتهم المسلحة أطلقت مليون و200 ألف قنبلة عنقودية على الأقل على لبنان، وختم أحد الضباط بالقول: ما فعلناه كان وحشياً للغاية، لقد غطينا الأرض بكاملها.
سعدى علوه
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد