كولومبيا: اعتراف متأخر بحقوق رافعي القمامة
تكرّس نورا بادييا، إحدى الفائزات الست بجائزة «غولدمان» البيئية للعام 2013، كل وقتها حالياً لتعزيز تنظيم عمليات إعادة تدوير القمامة في العاصمة الكولومبية، التي بدأ سكانها، البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة، بالكاد بل وبالكثير من التردد حتى الآن، في التعود على فصل النفايات عند المصدر.
والأهم هنا، أن العاملين في مجال إعادة تدوير النفايات الصلبة في كولومبيا، قد حصلوا أخيراً على اعتراف الدولة بهم وبحقوقهم، وذلك بعد 10 سنوات طويلة من شنهم معركتهم القانونية المضنية التي حسمتها المحكمة الدستورية.
ومن ثم، بدأ الاعتراف بهم كأصحاب حقوق في كولومبيا، التي تعد واحدة من أكثر الدول التي تعاني من الظلم الاجتماعي في العالم.
وهكذا، يحصل العاملون في قطاع تدوير النفايات في بوغوتا، منذ آذار العام 2013، من بلدية العاصمة، على نحو 44 دولاراً لكل طن من النفايات الصلبة التي يجمعونها ويسلمونها.
وحتى ذلك الحين، كانت الشركات الخاصة الكبيرة هي الجهة الوحيدة التي تحصل على دخل من السلطات في مقابل خدمات نقل النفايات، التي يبلغ حجمها حوالي 7700 طن يومياً.
هذا الدخل الذي توفره بلدية العاصمة للعاملين منذ شهر آذار، يضاف إلى الدخل التقليدي الذي يحصلون عليه من عمليات جمع المواد القابلة لإعادة التدوير من الوسطاء، ثم تنظيفها ومعالجتها جزئياً، وذلك كجانب من مراحل إعادة تدويرها.
وكشف المسح الذي أجري بتكليف من بلدية بوغوتا عن أن 23.3 في المئة من العاملين في أنشطة إعادة التدوير محرومون من الرعاية الصحية، و45.3 في المئة منهم يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك النوم تحت الجسور، حيث غالبا ما تطردهم قوات الشرطة.
وبيّن المسح أن 69 في المئة منهم يحملون على عاتقهم مسؤولية توفير لقمة العيش لثلاثة أشخاص، والبقية لأكثر من أربعة.
يضاف إلى كل ما سبق أن 75.7 في المئة من العاملين في أنشطة إعادة التدوير، قد حصلوا في العام الماضي على أقل من الحد الأدنى القانوني للأجور في كولومبيا، الذي يبلغ حوالي 270 دولاراً في الشهر.
كذلك فقد أفادت نتيجة المسح أن عدد الأفراد العاملين «رسمياً» في هذا القطاع بلغ 13984 شخصاً في العام الماضي، وأن 68.7 في المئة منهم من الذكور، وأن أعمار أكثر من نصف المجموع تتراوح ما بين 26 و50 عاما، و10 في المئة منهم أكثر من 60 عاماً.
وقالت نورا بادييا «نحن سعداء للغاية لأن هذا الإنجاز الذي حققناه في بوغوتا ينطبق أيضا على جميع أنحاء البلاد... هذا الانتصار الذي حققناه بعد سنوات عديدة من النضال من أجل الاعتراف بحقوق العاملين في إعادة التدوير هو إنجاز يلفت أنظار بقية العالم.
وقدرت بادييا العمل اليدوي الذي تؤديه هي وزملاؤها في المهنة يجمع مواد قابلة لإعادة التدوير بقدر 100 مرة أكثر من الشركات العاملة في بوغوتا.
(عن خدمة «انتر برس سرفيس»)
إضافة تعليق جديد