إساءة سعودية للبطريرك الراعي على خلفية زيارته إلى سوريا

لم تحدث الإساءة السعودية لرجل الدين المسيحي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اية ردود فعل "عنيفة" في الأوساط المسيحية، كما قامت وسائل الإعلام بتجاهل الإساءة، في حين اكتفى الراعي باللجوء للقضاء.

ونشرت صحيفة " الوطن اونلاين" السعودية رسماً كاريكاتيرياً يصور البطريرك الراعي يرتدي قبعة الكاردينالية على شكل " صاروخ" في محاولة لتصويره على أنه "إرهابي"، في مشهد يعيد إلى الأذهان الإساءات التي وجهت لرجال دين إسلاميين، وقفت حينها السعودية موقفاً " صارماً" تجاهها، ووصلت في بعض الأحيان إلى حد الوقوف وراء الإعتداء على سفارات بحسب وسائل الإعلام .

وقالت مصادر قضائية لبنانية إن المحامي وديع عقل تقدّم بشكوى جزائية لدى النيابة العامة التمييزية، مع اتخاذ صفة الادّعاء الشخصي، على صحيفة "الوطن اونلاين" السعودية، لنشرها رسماً مسيئاً للبطريرك الراعي.

ويأتي نشر الصحيفة السعودية للرسم المسيء للبطريرك الراعي على خلفية زيارته إلى سوريا لترؤس قداس مار مارون، و المشاركة في تنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

وجاء في الكاريكاتور صورة البطريرك الراعي في ثلاثة مراحل، وقد تم تحويل القبعة الكاردينالية التي يعتمرها لتتحول إلى صاروخ، وكتابة الأحرف الأربعة الأولى من إسم البطريرك بخط عريض لتصبح (بشار) بدلاً من (بشارة) معتبرين أن بشار هو الراعي لزيارة البطريرك!.

أثار هذا الرسم سخطاً على مواقع التواصل الإجتماعي، وعبر الكثيرون من مستخدمي هذه الوسائل، عن غضبهم وإستيائهم ومعارضتهم للكاريكاتور المنفر الذي لا يراعي مقاماً دينياً هو من أرفع المقامات.

وكان البطريرك الراعي زار سوريا في التاسع من الشهر الجاري، بمباركة الفتيكان، التي رأت في زيارته تمثيلاً حقيقياً لمضمون السلام في الديانة المسيحية.

وقال الراعي من دمشق حينها ان سوريا ستبقى عائلة واحدة، وشعبها شعباً واحداً في ظل العيش المشترك القائم على المحبّة والسلام، وقال: "إن سوريا حكومة وشعباً ستجد باب الخلاص لأزمتها بالحوار والحلّ السياسي السلمي، لتتبدد غيمة العنف وتعود سوريا إلى الاستقرار والطمأنينة".

و الراعي أو بالصيغة الرسمية مار بشارة بطرس الراعي (1940 - الآن) بطريرك أنطاكية الماروني السابع والسبعون، انتخب بطريركًا في 15 آذار عام 2011