تحقيق لـ"الغادرديان" عن البزنس الثوري والثوار الذين تحولوا إلى لصوص وقطاع طرق
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحقيقا موسعا من مدينة حلب تضمن شهادات لمراسلها تقشعر لها الأبدان عن أعمال النهب واللصوصية التي يقوم بها المسلحون"الثوار". ورغم أن ما قالته الصحيفة البريطانية لا يشكل سوى جزء صغير جدا من جبل الجليد، وجزء أكثر صغرا مما بات يعرفه كل مواطن سوري لاسيما من أبناء المناطق المنكوبة بهم، فضلا عن كونه تغاضى عن جرائم النهب الكبرى مثل سرقة صوامع الحبوب ونقل مئات آلاف الأطنان من محتوياتها لبيعه في تركيا، فإن مجرد إقدام "الغارديان" على هذه الخطوة يشكل تحولا من قبلها باتجاه تغطية أكثر عقلانية، بعدما انحطت أخلاقيا ومهنيا خلال الأزمة السورية إلى درجة لا يصدقها العقل.
الغارديان قالت في تحقيقها إن "السلب والنهب أصبحا الشغل الشاغل لكتائب المعارضة المسلحة في عدة مدن وخاصة حلب، ما جعل الثورة في سوريا تأخذ منحى جديدا ، حيث تحولت إلى صراع بين مجموعات المعارضة المسلحة لتقاسم غنائم الحرب". وذكرت الصحيفة في تحقيقها ، الذي حمل عنوان "تقسيم الغنائم يغير مسار الثورة السورية"، العديد من الأمثلة العيانية التي شاهدها مراسلها في حلب ، فضلا عن شهادات للمسلحين أنفسهم عن أعمالهم اللصوصية. ومن بين ما ذكرته الصحيفة حكاية الاقتتال الذي نشب بين المسلحين بسبب الخلاف على نهب مستودع كبير مليء بالبكرات الفولاذية التي استولوا عليها كغنيمة حرب، والذي أدى إلى مقتل أحد قادة المجموعات الثورية اللصوصية ، المدعو"أبو جميل".
وينقل التحقيق عن أحد قادة مجلس حلب العسكري،المدعو"النقيب حسام" ، قوله "إن عددا كبير من مسلحي المعارضة قتلوا أثناء تقسيم الغنائم وعمليات النهب حيث لم يتبق متجر واحد أو مخزن حكومي في المدينة إلا وتم نهبه". ويضيف القول"ان ابوجميل كان مقاتلا ومجاهدا .ولو انه قتل خلال المعارك لكان الامر طبيعياً. ولكن مقتله كان بسبب خلاف على عمليات نهب وسرقة .وهذا يعتبر كارثة بالنسبة للثورة". وأضاف "الأمر محزن للغاية، لم تبق مؤسسة حكومية أو مستودع إلا وتم نهبه. تم سرقة كل شيء".
ويشير قائد اخر مسلح إلى أن بعض أعضاء الكتائب المسلحة "استخدموا عمليات السلب للانتقام من أهالي حلب الذين يعمل معظمهم في التجارة ، والذين لم يدعموا المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد ".ويؤكد القادة المسلحون، الذين التقتهم الصحيفة في شمال سوريا، انه في بداية الصراع "كانت تجري اعادة توزيع للسيارات الحكومية والاسلحة التي يتم الاستحواذ عليها، والان دخلت الحرب مرحلة جديدة، بحيث اصبح السلب والنهب اسلوب حياة (...)و"الغنائم أصبحت الدافع الرئيسي لعدد كبير من الكتائب التي يسعى قادتها الى تعزيز سلطتهم".
ويعزو أبو اسماعيل، وهو ملازم شاب ينحدر من عائلة ثرية وكان يدير أعمالا ناجحة قبل التحاقه بالمقاتلين ضد بشار الاسد، السبب في وضوح ظاهرة النهب والسلب في حلب تحديدا الى ان "العديد من الكتائب التي دخلت المدينة جاءت من الريف، حيث كان معظم المقاتلين من الفلاحين الفقراء الذين يحملون قرونا من الحقد على الحلبيين الأكثر ثراءاً".
ويقول التقرير ان الحرب في حلب لا تمول فقط بما يمكن للكتائب نهبه ، بل أيضاً من خلال جذب رعاة داعمين من خارج سوريا. ويشير في هذا السياق الى ان هناك كتائب موجودة فقط بسبب رعاتها في الخارج، وفي حال فقد الراعي اهتمامه بالكتيبة يتم حلها وينضم رجالها لكتيبة اخرى مدعومة بشكل افضل. ويتم تسمية الكتائب بالعادة باسماء تاريخية عربية وعثمانية بغرض المساعدة باغراء دول الخليج والاتراك لدفع الاموال! وهو يشكل نوعا من أنوع "البزنس الثوري"!..
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد