خلافاً لأقوال وزير الكهرباء، التقنين يرتفع إلى 11 ساعة في بعض مناطق الريف
امتدت موجة الانقطاعات الكهربائية من المناطق الساخنة التي يقول عمال الطوارئ إنهم لا يستطيعون إصلاح الشبكة الكهربائية فيها إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية، إلى المناطق الآمنة وشبه الآمنة في دمشق وريفها متسببة بأزمة حقيقية في حياة السوريين ابتداءً من تعطل أعمالهم وورشاتهم وليس انتهاءً بارتباك معيشي يسببه البرد القاسي في شتاء تقل فيه مادة المازوت.
والغريب أن تشتد حدة التقنين الكهربائي في بعض مدن ريف دمشق بعد تصريح لوزير الكهرباء عماد خميس أواخر الشهر الماضي يفيد بأن «التيار الكهربائي سيعود إلى وضعه الطبيعي خلال يوم واحد وسيتم إصلاح أي خلل فني في الشبكة حال خروجها عن الخدمة بعد أن قامت الوزارة وبالتنسيق مع الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه».
في الوقت الذي لا تقل فيه فترة التقنين الكهربائي في مدينة جرمانا مثلاً عن 11 ساعة يومياً، خمس ساعات مسائية والست الباقية في وضح النهار ليتعطل بذلك يوم المواطن السوري بالأكمل ما تسبب بإغلاق الورشات الصغيرة والمطاعم ومحال الوجبات السريعة في مدينة كانت تعرف بأنها لا تنام. وليس في جرمانا فحسب، بل إن الانقطاعات تصل لنحو 10 ساعات أو 7 في مدن أخرى مثل الدويلعة وكفرسوسة وغيرها وضمن برامج زمنية غير منظمة.
وإن كان بعض أهالي جرمانا يرون أن نقص المازوت الخاص بالتدفئة هو السبب وراء هذه الانقطاعات الكهربائية وخاصة أن الكثير من الناس صاروا يستخدمون المدافئ الكهربائية كبديل من المازوت، فإن آخرين يبدون غير مقتنعين بتاتاً بهذا الكلام فهم يرون أن الانقطاعات الكهربائية عن العديد من المناطق الساخنة يفترض أن تكون كفيلاً بإحداث توازن في الطلب على الشبكة الكهربائية.
وتتفاقم مشكلة التقنين في الكثير من مدن دمشق وريفها بسبب عدم وجود المازوت اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي نشطت مع شتاء العام الماضي، وحتى إن توافر المازوت فهو لن يفيد الورشات الصغيرة التي ستضطر لشرائه بسعر مضاعف من السوق السوداء لذا فإن أصحابها يفضلون الإغلاق على العمل بخسارة. في خطوة لا يقرأها السكان إلا بأنها نهاية لعمل المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي شكلت وزارة الاقتصاد لجنة لدراسة تأسيسها ودعمها مالياً من خلال صندوق مخصص لها.
والطريف أن أزمة التقنين دفعت بكثير من شباب ريف دمشق للذهاب إلى جامعاتهم بغرض شحن هواتفهم الخليوية، وانتشار شواحن تعمل على الطاقة الشمسية أو يمكن شحنها من الكمبيوترات المحمولة وبسعر 275 ليرة للشاحن الواحد.
وبيّن معاون وزير الكهرباء عبد الحليم قاسم أن مشكلة الانقطاعات قد تكون خارجة عن برنامج التقنين، وقد يكون سبب هذه الانقطاعات زيادة الأحمال على مراكز التحويل، طالباً منّا الاستفسار عن الموضوع من طوارئ المنطقة المختصة لكونها أدرى بوضع الكهرباء لديها.
لكن كل شركات الطوارئ التي اتصلنا بها في دمشق وريفها إما أنها لم ترد كطوارئ جرمانا على اتصالاتنا المتتالية، أو أنها تعد المواطنين خيراً بالأيام المقبلة دون أن تشرح لهم سبب الانقطاع ومدته كطوارئ كفرسوسة والميدان مثلاً.
رغد البني
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد