مصريون يحتشدون في ميدان التحرير احتجاجاً على الاعلان الدستوري الصادر عن الرئيس مرسي
تواصلت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المصرية في شارع محمد محمود في القاهرة لليوم الخامس على التوالي في وقت شهد فيه ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية استعدادات مكثفة للبدء بفاعليات سميت بمليونية جمعة الغضب والانذار التي دعت اليها العديد من القوى والاحزاب السياسية احتجاجا على اصدارالرئيس المصري اعلانا دستوريا يعزز صلاحياته ويسحب البساط من القضاء ويقيل النائب العام المصري .
ويطالب المتظاهرون اليوم بإسقاط الإعلان الدستوري الجديد وحل الجمعية التأسيسية للدستور والدعوة إلى حوار وطني للتوافق على معايير وآليات وطنية لبناء تأسيسية جديدة تضم كل التيارات وكلالقوى الاجتماعية وإصدار تشريع للعدالة الانتقالية يضمن القصاص للشهداء وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة ثورية وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها.
وقام المتظاهرون بإغلاق كافة مداخل ميدان التحرير حيث اقاموا الحواجز بمداخل الميدان من ناحية المتحف المصري والجامعة العربية وشارع قصر النيل بالإضافة إلى شارع قصر العيني المغلق جراء الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين وقوات الأمن الليلة الماضية.
ويشارك في مليونية اليوم العديد من القوى والأحزاب ومن بينها أحزاب الوفد والتجمع والدستور والمصري الديمقراطي والمصريين الأحرار والتيار الشعبي وحركة 6 أبريل وإتحاد شباب الثورة وحركة المصري الحر ومجموعة لا للمحاكمات العسكرية وحملة حاكموهم.
وكان العديد من القوى والشخصيات السياسية والحزبية المصرية اجمعت على ادانة قرار مرسي ومايسمى بالاعلان الدستوري مؤكدة أنه يشكل نسفا للدولة المدنية والشرعية في مصر ويعيد البلاد إلى عقود للوراء .
فيما رفضت قوى وأحزاب اخرى من أبرزها جماعة الاخوان المسلمين والدعوة السلفية وأحزاب الحرية والعدالة والنور المشاركة في فاعليات مليونية اليوم لتأييدها للاعلان الدستوري الجديد كما شهد محيط وزارة الداخلية ومجلسا الشعب والشورى اليوم إجراءات أمنية مكثفة إستعدادا لمليونية جمعة الغضب و الانذار.
بدورهم نصب أفراد القوات المسلحة المصرية الاسلاك الشائكة بمداخل الشوارع المؤدية إلى محيط مجلسي الشعب والشورى ومقر مجلس الوزراء كما شهد محيط وزارة الداخلية إنتشارا مكثفا لقوات الأمن المركزي وبعض آليات القوات المسلحة.
وناشدت وزارة الداخلية القوى السياسية والثورية توجيه المشاركين في تلك التظاهرات والمسيرات بعدم الاحتكاك بالقوات المنوط بها تأمين تلك المسيرات أو المنشآت التي هى ملك الشعب والابلاغ عن أي مشتبه فيهم قد يتواجدون وسط تلك التظاهرات للقيام بأعمال تخريبية أوعدائية أو إحداث الوقيعة بين المتظاهرين أو بينهم وقوات الشرطة.
في غضون ذلك تجمع المتظاهرون لليوم الخامس على التوالي ببداية شارع محمد محمود وأمام مدرسة ليسيه الحرية الكائنة بالشارع ورشقوا قوات الأمن المتمركزة داخل المدرسة بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة في الوقت الذي قامت فيه قوات الأمن بالرد عليهم باطلاق القنابل المسيلة للدموع والحجارة لإبعادهم عن المدرسة بإتجاه ميدان التحرير.
أعرب روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم عن قلق الأمم المتحدة من مخاطر الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي مشيرا إلى أن من شأن ذلك أن يثير مخاوف كبيرة بشأن حقوق الإنسان.
ونقلت رويترز عن كولفيل قوله في إفادة صحفية بالأمم المتحدة في جنيف اليوم "يساورنا قلق عميق بشأن التداعيات الهائلة المحتملة لهذا الاعلان على حقوق الانسان وسيادة القانون في مصر".
وأضاف "نخشى أيضا من أن هذا يمكن أن يؤدي إلى وضع مضطرب جدا على مدى الأيام القليلة القادمة بدءا من اليوم في الحقيقة".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد