البشير وكير يخفقان في حلّ صراعاتهما الأساسية
وقع رئيسا السودان عمر البشير وجنوب السودان سالفا كير، بعد أربعة أيام من المحادثات الماراتونية في أديس أبابا، اتفاقيات لتأمين حدودهما المشتركة واستئناف صادرات النفط، لكنهما أخفقا في حلّ الصراعات الأخرى العالقة بينهما منذ انفصال جنوب السودان العام الماضي.
ووقع البشير وكير «اتفاق تعاون»، وتصافحا بعد توقيع الاتفاق وسط تصفيق أعضاء الوفود. ووقع وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين ونظيره الجنوب سوداني جون كونغ نيون أيضاً اتفاقاً أمنياً يمهّد الطريق أمام إقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود الهشة بين البلدين.
وتمّ التوصل أيضاً الى اتفاقات لاستئناف إنتاج النفط المعلق، خلال الحفل الذي نظم في فندق في العاصمة الأثيوبية.
وستسمح الترتيبات الأمنية لجنوب السودان باستئناف صادرات النفط عبر ميناء سوداني يطلّ على البحر الأحمر، وذلك بعدما أوقف الجنوب إنتاجه من النفط الذي يبلغ 350 ألف برميل يومياً، بسبب الاختلاف بشأن رسوم مرور النفط في كانون الثاني الماضي.
في المقابل، لم تتفق الخرطوم وجوبا على المسائل الحساسة المرتبطة بإيجاد حل لمنطقة آبيي المتنازع عليها، والتي أدت إلى معارك حدودية بين جيشي الدولتين. وعجز الجانبان عن الاتفاق على مصير خمس على الأقل من المناطق المنتجة للنفط المتنازع عليها، بالإضافة إلى ترسيم الحدود بينهما.
ووصف كير المحادثات بأنها «صعبة»، مضيفاً أنه «لسوء الحظ لم تتمكن الخرطوم وجوبا من التوصل إلى اتفاق حول مستقبل منطقة إبيي» الحدودية المتنازع عليها بين البلدين. وأعلن أن اتفاقات التعاون والاتفاقيات الأمنية التي تمّ توقيعها تعني «نهاية نزاع طويل» بين البلدين.
وقال كير، في ختام حفل التوقيع، «اليوم هو يوم عظيم في تاريخ منطقتنا، خصوصاً السودان وجنوب السودان، نحن نشهد توقيع اتفاق تعاون ينهي نزاعاً طويلاً بين بلدينا». وشكر كير «أخاه» البشير على «تعاونه طوال فترة المفاوضات» في اشارة الى اربعة ايام اجرى فيها الرئيسان مفاوضات ثنائية للتوصل الى اتفاق.
وقال البشير، خلال الإعلان عن توقيع الاتفاقيات، «هذه «لحظة تاريخية لبناء السلام» متعهداً «بمواصلة السعي لإيجاد حلول، للمسائل العالقة». ووصف كير بأنه «شريك في السلام»، مضيفا «نحن مصممون على احترام ما وقعناه باسم السلام والاستقرار لشعبينا».
ولم يرد الرئيس السوداني الذي اعتلى المنصة بعد كير، مباشرة على تصريحات نظيره، لكنه تعهد «بمواصلة السعي لإيجاد حلول، بالذهنية نفسها، للمسائل التي لم تحل ولا تزال عالقة أي مسالة ابيي».
وقال المسؤول في الاتحاد الأفريقي بارني فاكو، عند بدء حفل التوقيع، إن البلدين اتفقا على رزمة اتفاقات ستضمن ان البلدين اللذين انفصلا حديثاً «سيكونان دولتين قابلتين للاستمرار»، مضيفاً «نحن مقتنعون أن ما حدث وتمّ تتويجه بتوقيع الاتفاقيات يشكل خطوة عملاقة إلى الأمام».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد