العراقيون في سوريا يستغلون النزاع السوري لتصفية حسابات قديمة
وفقاً لأحد المسؤولين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يستغل العراقيون الذين لديهم ثأر قديم حالة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا لملاحقة اللاجئين العراقيين هناك بسلسلة من عمليات الاختطاف في الأشهر الأخيرة. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال بول سترومبرغ، نائب ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا: "لقد لاحظنا ارتفاعاً خطيراً في حوادث الحماية" مضيفاً أن "ثمة من يستفيد من زيادة حالة الفوضى في البلاد."
ويؤكد سترومبرغ أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كانت على علم بنحو 12 حالة منفصلة– إحداها في أكتوبر 2011 والباقي في عام 2012- تعرض فيها اللاجئون العراقيون للاختطاف، "حيث توجد علاقة واضحة لتلك العمليات بالعراق"- سواء على يد أشخاص قادمين من العراق أو ربما من قبل أشخاص من داخل سوريا نفسها. وأضاف سترومبيرج أنه قد تم تسوية معظم الحالات، ولكن أسوأ الحالات شملت أب إحدى الأسر اللاجئة الذي عمل لدى جهاز المخابرات في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. فقد فقدت الأسرة أحد أفرادها في العراق قبل فرارها إلى سوريا، وذكر سترومبرغ أنه في الأشهر الأخيرة تم اختطاف الابن وتعذيبه وقتله على الرغم من دفع الفدية المطلوبة. وأوضح سترومبرغ أنّ "هذا يبدو وكأنه امتداد واضح لبعض الضغائن من العراق".
وقد أخبرت إحدى اللاجئات العراقيات في شهر أبريل عن قصتها، حيث قالت أنها خشيت أن يتم مطاردتها في سوريا من قبل نفس الأشخاص الذين قاموا بقتل تسعة أفراد من عائلتها في ذروة الحرب الطائفية في العراق في عامي 2006-2007.
آثار الأزمة
تُعد سوريا موطناً لأكبر عدد من اللاجئين العراقيين في العالم. ومع ذلك عاد عشرات الآلاف من اللاجئين إلى العراق منذ بدء النزاع في سوريا، ولكن ما زال هناك ما لا يقل عن 88,000 لاجئ في سوريا مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وحتى وقت قريب، لم يشعر اللاجئون العراقيون– رغم تذمّرهم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والذكريات المؤلمة والتأخير في التوطين- أنهم عرضة للخطر الجسدي المباشر بسبب الصراع السوري، ولكنّ هذا الوضع بدأ يتغير الآن.
وعلى الرغم من أن الأطراف المتنازعة في الصراع السوري لم تستهدف اللاجئين العراقيين على وجه التحديد، إلا أن العلاقات بين المجتمعين قد بدأت في التراجع وفقاً لما ذكره سترومبرغ الذي أضاف: "عندما تكون في وضع تندر فيه فرص العمل وترتفع فيه الأسعار ويصعب فيه الحصول على مكان للإقامة، يتم دائماً لوم الطرف الآخر على أكثر من نصيبه في تلك المشاكل. فقد شهدنا في بعض المواقف توتّراً للعلاقات بين المجتمعين السوري والعراقي، وهو ما يمكن أن تراه في أي مكان آخر".
كذلك، يجد اللاجئون أنفسهم محاصرين بين تبادل إطلاق النار من كلا الطرفين. وقال سترومبرغ أن فتاة سودانية تبلغ من العمر 9 سنوات لقيت مصرعها مؤخراً حين تعرضت سيارة عائلتها لإطلاق نار أثناء محاولتهم الفرار إلى دوما، وهي بلدة صغيرة تقع في شمال العاصمة دمشق.
المصدر: شبكة إيرين الإنسانية
إضافة تعليق جديد