ليبرمان جال في لبنان و قيادات 14 اذار تنحني أمام فيلتمان
تترقب الساحة المحلية باهتمام زائد النتائج المباشرة للحراك الأميركي باتجاه لبنان، في ظل تجارب عايشها لبنان مرارا وتكرارا، بحيث كانت الاجواء تتوتر بشكل لافت في أعقاب زيارات مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان.
غير أنّ هذه الزيارة بالذات استأثرت بالمزيد من الاهتمام والمتابعة، نظرا للتطورات السورية المتسارعة من جهة، ولكونها تكاملت مع زيارة مماثلة للسناتور الاميركي جو ليبرمان المعروف بدعمه الكامل لاسرائيل ولعلاقاته المميزة مع قيادييها من جهة ثانية. ففيلتمان على جري عادته لم يلتق في زيارته الاخيرة أياً من المسؤولين الرسميين سوى من باب "رفع العتب"، على حدّ تعبير مصادر مطلّعة رأت أنّ هدف الزيارة الأساسي كان اجتماع فيلتمان بحلفائه وأصدقائه في فريق الرابع عشر من آذار والتداول معهم في محطات المرحلة، والتأسيس للمرحلة اللاحقة، التي تبدو بدورها صعبة وقاسية ومرشحة لأن تصل بتداعياتها على الوضع اللبناني برمته.
واكتسبت الزيارة أهمية قصوى مع الجولة التي قام بها ليبرمان على الحدود الشمالية مع سوريا في ظاهرة نادرة نظرا لخطورة المنطقة التي جال عليها، وهي شملت المعابر الشرعية ومسارب التهريب وتحديدا المناطق الحدودية المتداخلة بحسب ما اكد شهود عيان، ما أعطى الجولة طابعا عسكريا بامتياز باعتبار أنّ خطوط الجبهة موضوع الجولة تشكل اقرب نقطة تواجد للجيش السوري الحر، علماً أنّ مصادر محلية تحدّثت عن لقاءات أجراها ليبرمان مع ضباط هذا الجيش، ما يفسر بصورة قاطعة غياب الاعلام عن مواكبة جولة ليبرمان الشمالية.
على الصعيد السياسي، لا يرى تيار "المستقبل" ايّ شيء فوق العادة فيها، ويشيد أحد قياديي التيار بالزيارة بوصفها منتجة، خصوصاً أنّ دقة المرحلة وحساسيتها على الصعيدين المحلي والاقليمي وتحديدا السوري تفرض مثل هذه اللقاءات المخصصة لتدارس المستجدات والبحث في الخطوات المستقبلية، وذلك في ظل تعثر عملية إسقاط النظام السوري من جهة، وارتفاع أسهم مؤيديها في لبنان الذي تقف حكومته موقف المتفرج عبر اعتماد سياسة النأي بالنفس، التي ادت بدورها إلى الحدّ من عمليات دعم النازحين انسانيا بحسب التعبير، كما أدت إلى الكشف عن عمليات تهريب الاسلحة إلى سوريا، بدليل ما أعلنه ليبرمان بنفسه حول استحالة الطلب المباشر من الحكومة اللبنانية دعم الثورة السورية في وقت طلب ذلك من حكومات المملكة العربية السعودية وقطر، وهذا ما يفسره خبراء التعاطي الدبلوماسي رسالة اميركية واضحة جاءت بالتزامن مع اعطاء الرئيس الاميركي باراك اوباما الضوء الاخضر للخزانة بتشديد العقوبات على سوريا وايران في اعتراف غير مباشر بان العجز عن اسقاط النظام السوري عسكريا سيقابله حكما عقوبات اقتصادية مرهقة على لبنان الالتزام بها تحت طائلة المسؤولية اذا ما جاز التعبير.
في المقابل، تتوجس الاكثرية من لقاءات فيلتمان لاسيما زيارته التي استهل بها الجولة اللبنانية إلى النائب وليد جنبلاط، وذلك خلافا لاي بروتوكول معتمد بين الدول، بما يعطي الزيارة الطابع الشخصي من جهة، والتدخل في الشأن اللبناني من جهة ثانية، لاسيما أنّ الشخصيات المدرجة على جدول الزيارة تقتصر على فريق دون سواه. كما تعرب مصادر الأكثرية عن خشيتها من انزلاقات جنبلاطية سريعة باتجاه المزيد من فرملة العمل الحكومي وتعطيله بالكامل إفساحاً في المجال أمام المزيد من حرية الحركة بالنسبة لمعارضي النظام السوري.
أنطوان الحايك
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
إضافة تعليق جديد