مصر: توتر يسبق «جمعة الزحف» على وزارة الدفاع

04-05-2012

مصر: توتر يسبق «جمعة الزحف» على وزارة الدفاع

ارتفعت وتيرة التوتر في مصر، قبل ساعات من انطلاق تظاهرات احتجاجية ستشهدها القاهرة وعدد من المحافظات المصرية لمطالبة المجلس العسكري بإجراء الانتخابات في موعدها، وعدم المماطلة في تسليم السلطة، فضلاً عن كشف المتورطين في قتل المتظاهرين في حي العباسية.
وعشية هذه التظاهرات، وجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة تحذيرا صارما وغير مسبوق، من أي محاولة قد يقوم بها المتظاهرون للاقتراب من وزارة الدفاع، وخصوصاً أن الدعوات إلى هذه التظاهرات أتت تحت شعار «جمعة النهاية» و«جمعة الزحف» على مقر الوزارة في حي العباسية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده ثلاثة من أعضائه، دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الشعب المصري إلى التكاتف والتضامن من أجل عبور اللحظة التاريخية الخطرة التي تعيشها مصر.
وأعرب عضو المجلس العسكري اللواء محمد العصار عن أسف المجلس على ضحايا ومصابي أحداث حي العباسية، التي وقعت هذا الأسبوع، وخلفت نحو عشرين قتيلاً بحسب مصادر إعلامية، قائلاً ان «الدم المصري غال جدا ويجب ألا يراق إلا للدفاع عن الوطن».
وتابع أن «أحداثاً مؤسفة وقعت بين أهالي العباسية والمعتصمين فجر يوم الثلاثاء أول أيار بسبب تضرر أهالي العباسية من قطع الطرق والاعتداء على المساكن والمتاجر».
وشدد العصار على أن «القوات المسلحة لا تستخدم العنف مع الشباب»، محذراً من أن «هذه الأوضاع والأحداث تمثل خطورة على مصر.
وفي إشارة إلى تظاهرات اليوم، قال العصار إن «رجال القوات المسلحة تحملوا «كل التجاوزات... أما إذا اقترب أحد من عرينهم فكل يحاسب نفسه».
وفي الجانب السياسي، قال العصار «نحن ملتزمون بنزاهة الانتخابات بنسبة 100 في المئة، وليست لنا أي مصلحة مع احد، ولسنا مؤيدين لأي من المرشحين... فكل المرشحين مصريون محترمون».
وشدد اللواء العصار مجددا على ان المجلس العسكري سيترك السلطة قبل 30 حزيران المقبل.
وعقد المؤتمر الصحافي للمجلس العسكري في ظل حالة من التوتر الحاد في البلاد، وخصوصاً بعد إعلان عدد كبير من الائتلافات الثورية والشبابية بدء الحشد في كافة محافظات مصر لتظاهرة مليونية اليوم، في إطار ما أطلق عليه اسم «جمعة النهاية» أو «جمعة الزحف»، والموجهة ضد المجلس العسكري.
وتم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي باسم جمعة الزحف إلى المجلس العسكري «جمعة النهاية»، وقد وجدت تجاوباً كبيراً بين متصفحي موقع «فايسبوك».
وأعلنت جماعة «الإخوان المسلمين»، في بيان، أنها ستشارك في التظاهرات التي ستنظم في ميدان التحرير تعبيراً عن رفضها ممارسات المجلس العسكري، وإدانتها عمليات القتل والإجرام التي ترتكب بحق المصريين.
ووصف المتحدث الرسمي باسم «الإخوان» محمد غزلان المؤتمر الصحافي الذي عقده المجلس العسكري بـ«الفاشل شأنه شأن المؤتمرات التى عقدها في أعقاب الكوارث، بدءا من أحداث ماسبيرو، مروراً بأحداث محمد محمود، وصولاً إلى أحداث مجلس الوزراء».
وأشار غزلان إلى أن هذا المؤتمر «لن يزيل الغضب المحتقن في صدور الناس. وأضاف ان «ما رأيناه (في المؤتمر الصحافي) واحد يهدد (مساعد وزير الدفاع اللواء مختار الملا)، والآخر يبرر التصرفات من وجهة النظر القانونية».
من جهته، قال رئيس «مركز الدراسات التاريخية» في «الأهرام» نبيل عبد الفتاح إن خطاب المجلس العسكري، خلال المؤتمر الصحافي لأعضائه، «انطوى على عدة عناصر، فقد اشتمل على سياسة ناعمة تحاول استيعاب وتبرير ما حدث، وإسناد المسؤولية السياسية الى قوى المعارضة، وأيضاً الى بعض المرشحين الرئاسيين المستبعدين».
وأشار عبد الفتاح إلى أن «من بين العناصر في خطاب المجلس العسكري، إعادة التأكيد أن العسكريين سيسلمون السلطة، وأنهم غير راغبين فيها، ومحاولة لجذب قطاعات من الذين استاؤوا من أداء البرلمان في المرحلة الماضية - وبخاصة الغالبية البرلمانية - وهي تزداد في صفوف الطبقة الوسطى بشكل كبير، إذ ترى أن البرلمان والأداء السياسي للأطراف المختلفة ليسا على مستوى التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية».
ولفت إلى أن «الخطاب استهدف رجال الأعمال والمواطنين العاديين ممن يشكون من استمرار الأزمات السياسية وغياب الأمن، وجدد من خلاله التحذير من أن الاقتصاد المصري يواجه مشاكل خطيرة».
وتابع عبد الفتاح أن خطاب المجلس العسكري، الذي عبر عنه الجنرالات الثلاثة - اللواء مختار الملا، واللواء محمد العصار، واللواء ممدوح شاهين - تضمن بعض الجوانب الدستورية والقانونية، حيث اتخذ موقفا دفاعيا، خاصة في ما يتعلق بالإعلان الدستوري، وطرح التصورات المختلفة لصلاحيات الرئيس المنتخب.
من جهته، قال وكيل مؤسسي «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي» عبد الغفار شكر : «سنتجه بمسيرة إلى العباسية وليس إلى وزارة الدفاع للتضامن مع حق المصريين في الاعتصام السلمي والمطالبة بتسليم السلطة في 30 حزيران، والالتزام بإجراء الانتخابات في موعدها، والإسراع بتشكيل لجنة لوضع الدستور».
وعلق شكر على المؤتمر الصحافي الذي عقده الجنرالات الثلاثة، بالقول إنه «ليس جديدا، ويبدو تكراراً للخطابات السابقة، وهدفه تحسين الصورة، والتأكيد على تسليم السلطة، وأنه لا جدال في حق المصريين فى التظاهر، وتلك الحجج ليس فيها جديد، لكنهم فشلوا في التأكيد على قيامهم بحماية المتظاهرين».

محمد القزاز

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...