ارتفاع مستوى المواجهة في الشارع البحريني ودعوة لمسيرة حاشدة الجمعة
ارتفع مستوى المواجهة في الشارع البحريني إلى مستويات جديدة خلال الأيام الأخيرة، مع انسداد أفق التوصل إلى أي حلّ للأزمة التي تعيشها البلاد نتيجة رفض السلطة الاستجابة الفعلية لمطالب المعارضة من جمعيات سياسية وقوى شبابية. وشهدت القرى البحرينية اشتباكات عنيفة، كان ملفتا خلالها لجوء المتظاهرين الشبّان إلى مهاجمة عربات الأمن و«المرتزقة» التي تنتشر بكثافة في استدامة لحملة قمع شديد يشمل مداهمات أمنية متواصلة واعتداءات على المواطنين أسفر أحدها عن دخول أحد الشبان في موت سريري نتيجة إصابته بقنبلة غاز مباشرة في رأسه وتعرضه للضرب.
كما انطلقت الدعوات الواسعة في البحرين للاستجابة لنداء رجل الدين البارز عيسى قاسم الذي دعا لمسيرة جماهيرية حاشدة يوم الجمعة المقبل في 9 آذار الحالي، تحت عنوان «العزة»، مشددا على ضرورة المشاركة الشعبية الكثيفة في هذه المسيرة. في المقابل، أفاد تقرير صحافي بأن شركة علاقات عامة أميركية تعمل مع السلطات البحرينية لتحسين صورة الأخيرة في أميركا، من خلال تنظيم جولة أميركية على المسؤولين لمجموعة ممن تقدمهم على أنهم شبان يمثلون «صوت التغيير والإصلاح»، فيما لا يمتون بأي صلة للحراك الشعبي المطالب بالديموقراطية.
وأعلنت مصادر طبية أن الشاب فاضل العبيدي (21 عاما) من قرية الدراز دخل في حالة موت سريري بعد تعرضه للاعتداء من قبل قوى الأمن، وأكدت مصادر محلية أنه خلال تظاهرة في الدراز أمس الاول، أطلقت قوى الامن قنابل الغاز بشكل كثيف، وأصابت إحداها رأس العبيدي «فسقط أرضاً مغشياً عليه لا حول له ولا قوة، وعندما أراد البعض من أصحابه ممن تظاهروا معه حمله ونقله إلى مكان آمن بعيداً عن قوات الامن أطلقت عليهم تلك القوات القنابل الصوتية والغازات السامة بكثافة حتى فرقتهم. ولكن بقي أحد المتظاهرين وحده يسحب الشاب فاضل وقوات المرتزقة تسحبه حتى تم ضربه بالهراوات ولم يستطع مقاومة ألم الضرب حتى استسلم وترك الشاب فاضل يخور في دمه على الأرض، ولكن لم يكتف هؤلاء من إصابة الشاب بطلق ناري في رأسه بل شرعوا بركل رأسه حتى ساءت حالته أكثر فأكثر».
وشهدت قرى عديدة مواجهات مع الشرطة، أبرزها في جزيرة سترة، وذكرت مواقع عديدة تابعة للمعارضة الشبابية البحرينية أنه «تسببت الهجمة الاستشهادية التي شنها الثوار على مركبات العساكر خسائر فادحة في صفوف المرتزقة المتمركزين قرب البنك الأهلي وتم حرق مركبتين عسكريتين واصطدم سائق أحدها في أحد الجدران نتيجةّ الخوف والهلع الذي سيطر عليه، وتم حرق ما يقارب 3 إلى 4 من المرتزقة وحصلت اشتباكات قوية بالأيدي»، فيما أكدت وكالة الانباء البحرينية الرسمية تعرض 4 عناصر من قوى الامن للإصابة بعبوات مولوتوف.
ودعا رجال دين بحرينيون بارزون أمس، للاستجابة لنداء عيسى قاسم، بينهم السيد عبد الله الغريفي والسيد جواد الوداعي والشيخ عبد الجليل المقداد من سجنه. ودعا قاسم الشعب الى مشاركة واسعة في مسيرة يوم التاسع من آذار المقبل التي ستصل إلى ساحة الحرية في قرية المقشع، مطالباً بـ«ان لا تكون مسيرة جمعيات فقط، بل مسيرة شعب بأكمله يطلب الاصلاح الحقيقي». وقال «لذلك لا للمبارزة والاستفزاز وإنما للتأكيد على أن المطالب السياسية ليست لشرذمة قليلة كما يروج لها الاعلام، وأنتم قد أكدتم زيف هذه الدعوى مراراً. ولكن المطلوب أن لا يتخلف عن استجابة هذه الدعوة والمشاركة في الحضور أي قادر على تلبية هذه الدعوة.. من رجل أو امرأة ومن شيخ وشاب، رداً عملياً منكم على الدعاوات الزائفة».
في هذه الأثناء، ذكرت مجلة «اتلانتيك» الأميركية أن شركة «كورفيس» الأميركية للعلاقات العامة نظمت الشهر الماضي جولة لمجموعة من الشبان البحرينيين لأميركا وقدمتهم على أنهم «الصوت الريادي للتغيير والإصلاح» في المملكة. غير أن هذه المجموعة ركزت في لقاءاتها على الانتقاد الشديد للمعارضة البحرينية والشكاوى من «التغطية الإعلامية السلبية» للأحداث في البلاد. وكشف المجلة أن وزارة الخارجية البحرينية وقعت عقدا مع «كورفيس» العام الماضي بقيمة 40 ألف دولار شهريا لتحسين صورة السلطات البحرينية في أميركا. وذكر أحد المسؤولين الأميركيين الذين التقوا «المجموعة الشبابية» أنهم قدموا أنفسهم على انهم «يمثلون الغالبية الصامتة المعتدلة والتي تريد أن ترى إصلاحات محدودة ومستقرة»، ووصفوا المتظاهرين الشبان بأنهم «مجموعة من المخربين والمشاغبين».
إلى ذلك، نقلت وكالة انباء البحرين عن رئيس مجلس الشعب المصري سعد الكتاتني تأكيده على «حكمة جلالة الملك (البحريني) حمد بن عيسى آل خليفة والإصلاحات التي قادها... وسرعة التفاعل والتجاوب المسؤول في احتواء الأزمة التي مرت بها مملكة البحرين للقضاء على المؤامرة ومعالجة الازمة»، وذلك خلال لقاء ضم الكتاتني إلى رئيس مجلس النواب البحريني خليفة الظهراني على هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في الكويت. وأكد الظهراني على هامش المؤتمر «أهمية التحرك والدعم البرلماني للاتحاد الخليجي»، ودعوة الملك السعودي لتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى نوع من كونفدرالية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد