مطران حلب للروم الكاثوليك: لا نريد أن نكون مثل العراق
أعلن مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت انه «قلق جدا من انعكاسات احتمال سقوط للنظام» على المسيحيين في سوريا، مؤكدا ضرورة إعطاء الرئيس بشار الأسد «فرصته».
وقال جنبرت، في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية نشرت أمس، «نحن قلقون جدا من انعكاسات سقوط للنظام. هذا الأمر سيدفع عددا كبيرا من المؤمنين إلى الهجرة كما حدث في العراق منذ سقوط (الرئيس الراحل) صدام حسين». وأضاف إن «المسيحيين لا يثقون بسلطة سنية متطرفة ونخشى هيمنة إخوان مسلمين دغمائيين».
وردّا على سؤال للصحافي جورج مالبرونو عن الاثر الذي قد تحدثه 15 في المئة من الشعب السوري في اشارة الى النسبة القليلة التي يمثلها «الاخوان»، قال جنبرت «نظرا لانهم لا يشكلون الكثير في سوريا، يريد الاخوان المسارعة الى قلب النظام.. هذا هو تحديدا سبب نشاطهم الكبير في صفوف المعارضة الخارجية ورفضهم للحوار مع النظام». واردف بالقول «الاخوان المسلمون لا يستطيعون ان يولدوا من جديد الا في اطار انقلاب وحشي سيدعون انهم جهدوا في سبيله من الخارج من خلال الدعم التركي والخليجي، على غرار التجربة الليبية».
وتابع جنبرت «على الرغم من العنف، يجب إعطاء الأسد فرصته»، مؤكدا أن «بشار الأسد يقوم حاليا بإقناع حزب البعث بقبول الإصلاحات»، مؤكدا أن الدستور الجديد يتضمن «نقاطا مهمة في المحافظة على العلمانية مثلا، كما انه سيكون امام الرئيس فرصة ان يُنتخب لمرتين». واضاف جنبرت «هذا ما نلاحظه من خلال الاعلام الرسمي الذي يشجع التقدم على هذا المستوى والذي بدا يقول على عكس المرحلة الماضية أن في الحزب، انتهازيين».
وعن ان الغالبية السورية لم تعد تثق بالاسد لاعطائه فرصة جديدة، قال جنبرت «من قال لك؟ النظام يتمتع بدعم الأقليات»، موضحا انه بجمع العلويين والمسيحيين والأكراد والدروز والاسماعيليين وأعضاء حزب البعث والتجار السنة في دمشق وحلب «تتجاوز النسبة على الأرجح 50 في المئة يقفون خلف بشار الأسد». وأضاف «لا نريد أن نكون مثل العراق، والعملية الانتقالية في مصر وتونس لا تطمئننا وكل هذا يقوّي النظام وان كان يقمع كثيرين آخرين».
وفيما اتهم المعارضة برفض «أي حوار» مع السلطة، مؤكداً أن صفتها التمثيلية «ضعيفة»، عاتب جنبرت فرنسا قائلاً «لا نفهم الموقف الفرنسي .. لم تحظ باريس يوماً بالمكانة التي حظيت بها في سوريا خلال السنوات الاخيرة. نجحت مثلا في افتتاح 4 مدارس بالتعاون مع فرنسا. فلماذا الوقوف ضد دمشق اليوم؟ لم نكن نتخيل ان نرى مثل هذا الاداء الفرنسي .. خصوصاً نحن المسيحيين».
السفير (عن «لو فيغارو»)
إضافة تعليق جديد