البابا يناشد قادة أفريقيا عدم حرمان شعوبهم "الرجاء"

20-11-2011

البابا يناشد قادة أفريقيا عدم حرمان شعوبهم "الرجاء"

انتقد البابا بينيديكتوس السادس عشر الذي يقوم برحلته الثانية الى افريقيا، الفساد في العالم، معتبرا انه قد يتحول "عمليات انتقام عنيفة احيانا"، ودعا القادة الافارقة الى عدم حرمان شعوبهم "الرجاء".
وكان البابا يتحدث في القصر الرئاسي في كوتونو العاصمة الاقتصادية لبنين التي وصل اليها بعد ظهر الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة ايام لهذا البلد الصغير في غرب افريقيا والذي تتعايش فيه ديانة الفودو مع الكاثوليكية.
وقال:"في هذا الوقت، ثمة فضائح ومظالم لا تحصى، وكثير من الفساد والجشع، وكثير من الكراهية والاكاذيب، وكثير من اعمال العنف التي تقود الى العوز والموت". واضاف في خطابه امام اكثر من الف شخص احتشدوا في قاعة واسعة مزينة باعلام الفاتيكان وبنين، ومنهم مسؤولون سياسيون وديبلوماسيون ومندوبون عن ديانات اخرى بينها الفودو، ان هذه الشرور تنهال على افريقيا "وعلى الاجزاء الاخرى من العالم ايضا".
واكد انه "يريد لكل شعب ان يعرف الخيارات السياسية والاقتصادية التي تتخذ باسمه، وهو يتصدى للتلاعب بها، ويكون انتقامه عنيفا في بعض الاحيان". ووجه نداء الى جميع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في البلدان الافريقية وفي بقية انحاء العالم: "لا تحرموا شعوبكم الرجاء، ولا تشوهوا مستقبلهم بتمزيق حاضرهم".
وكان البابا الذي استقبله آلاف المؤمنين الجمعة استقبالا حارا في كوتونو التي ازدانت باعلام بنين والفاتيكان، طلب في صلاة الى العذراء مريم في الكاتدرائية ان تلبى "اسمى تطلعات الشبيبة الافريقية والقلوب المتعطشة للعدالة والسلام والمصالحة".
وتطرق في خطابه امس الى "الربيع العربي" والى الاستقلال الحديث لجنوب السودان، وقال: "في الاشهر الاخيرة، اعربت شعوب كثيرة عن رغبتها في الحرية، وحاجتها الى الامن وعن ارادتها بالعيش في وئام في اطار من التنوع الاتني والديني. حتى ان دولة جديدة ولدت في قارتكم".
كذلك دعا البابا البالغ من العمر 84 عاما الى الحوار بين الاديان من دون "التباس". واكد "لا تستطيع اي ديانة ولا اي ثقافة ان تبرر الدعوة الى العنف والتعصب".
ثم توجه الى كويدا ، معقل ديانة الفودو، ومهد الديانة الكاثوليكية في بنين، لتوقيع الوثيقة المنبثقة من السينودس الافريقي 2009 والتي تتضمن الخطوط العريضة للكنيسة الكاثوليكية في القارة الافريقية.
وتنص هذه الوثيقة التي تحمل الاسم اللاتيني "افريكا مينوس" ("التزام افريقيا") على تشجيع الكنيسية الافريقية على مزيد من الاهتمام بمشاكل القارة التي تواجه تحديات كثيرة: التنمية غير المتوازنة والفساد وضعف القيم التقليدية والتنافس بين كنائس العنصرة والعلاقات التي تتسم بالصعوبة احيانا مع الاسلام.
وسيسلم البابا هذا "الارشاد الرسولي" اليوم الى وفود من الاساقفة اتوا من كل انحاء القارة الى كوتونو حيث سيرأس القداس في "ستاد الصداقة".
وخلال زيارته الاولى لافريقيا والتي شملت الكاميرون وانغولا في 2009، اثارت تصريحات البابا عن الواقي عاصفة دولية لأنه اعتبر ان استخدامه يفاقم مشكلة مرض فقدان المناعة المكتسبة "الايدز".
ومن المقرر ان يتطرق الى هذا الموضوع مجدداً بعدما اقر مع ذلك باستخدامه "في بعض الحالات" (التي ذكر منها البغاء) في 2010. وتستخدم القارة الافريقية التي يزداد فيها عدد الكاثوليك باطراد، 70 في المئة من نحو 34 مليون واق في العالم.

المصدر: و ص ف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...