المجلس الوطني السوري: معارضة أم معارضات
لم يبدُ المجلس الوطني السوري الذي تمّ الاعلان عن تشكيله من اسطنبول يوم الأحد الماضي نهاية المطاف بالنسبة لتوحيد "المعارضات" السورية، فالمجلس أثار بعض "الامتعاض" في صفوف أوساط المعارضة السورية نفسها، كما أنّ "الترحيب" الذي حظي به على الصعيد الدولي لم يصل لحدّ "التبنّي" أو "الاعتراف" باعتبار أنّ الوقت ما زال "مبكراً" لذلك.
ورغم أنّ المجلس الوطني السوري الذي أعلن من اسطنبول هدف لـ"توحيد" المعارضة السورية، لم يبدُ أنه حقق غايته، إذ إنّ التقارير الصحافية تحدّثت خلال الساعات القليلة الماضية عن خلافات داخل وخارج هذا المجلس لا توحي بأي شكل بوجود كلمة "موحّدة" للمعارضة السورية.
وما زاد من هذه الحدة ما قاله نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي قال، في تصريح لـ"راديو سوا"، إنه "لا يحق للمجلس الوطني السوري ادعاء تمثيل المعارضة، أو التعبير عن مطالب شعب سوريا بأكمله". وأوضح خدام أنّ "البيان الذي صدر عن المجلس الوطني السوري لا يعبر عن واقع الشعب السوري ولا المعارضة بأكملها"، مشيرا إلى أن "الذين اجتمعوا في اسطنبول وشكلوا المجلس هم جزء من المعارضة ولكنهم ليسوا قوى المعارضة الأساسية".
من جهته، أكد عضو مجلس الشعب السوري النائب محمد حبش ترحيبه بأيّ تجمع للمعارضة، معلناً تأييده "في المبدأ" لهذا المجلس، لكنه تمنى أن يقدّم طروحات منطقية وممكنة لإنقاذ البلد، وألا يتمترس وراء خطأ إلغاء الآخر الذي لن يحل المشكلة. وقال حبش، الذي شكل حزب تجمع الطريق الثالث، أنّه ضد التدخل الدولي في الحل، لان الحل في الداخل، مطالباً المعارضة بتنظيم نفسها منطقيا.
الغرب يرحّب ولا يعترف
في هذه الأثناء، برزت مواقف دولية رحّبت بهذا المجلس دون أن تصل لحدّ "الاعتراف" به أو "تبنّيه" بصورة علنيّة. وفي هذا السياق، رحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بما أسمته "اتحاد المعارضة". وقالت "لقد شجعنا جميع المجموعات على الاتحاد تحت مظلة شاملة، وبالتأكيد نشجع على الاتحاد اكثر"، علماً أنّ مسؤولاً في البيت الأبيض امتنع، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن الاعتراف بهذا المجلس باعتبار أنّ العملية ما زالت في مرحلة مبكرة، "والمهم هو أن تتحد المعارضة وأن تقف من أجل الحقوق العالمية وأن تكون مبنية على الثقة والشراكة الحقيقية من أجل مستقبل سوريا".
من جهتها، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بتشكيل المجلس الوطني السوري، مشيراً إلى أنّ المعارضة اجتازت بذلك مرحلة حاسمة نحو إقامة دولة ديمقراطية في سوريا تحترم كل المواطنين. ورداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستكون بين أول الدول التي تعترف بـ"المجلس الوطني" محاورا شرعيا في سوريا، قال فاليرو ان "فرنسا تدعو مرة جديدة النظام السوري الذي يسعى الى شق المجموعات، ويواصل قمعه الوحشي، الى احترام التعبير السياسي للشعب السوري الذي يطالب بإصلاحات وبالديموقراطية" من دون الرد مباشرة على السؤال.
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
إضافة تعليق جديد