القبارصة يستأنفون محادثات إعادة التوحيد
أعلنت السلطات التركية أمس، ان سفينة أرسلتها بحماية قطع حربية قد بدأت استكشاف حقول الغاز البحرية في المنطقة التي بدأت فيها قبرص اليونانية التنقيب الأسبوع الماضي، في خطوة تنبئ بمزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين، الذي يتزامن مع استئناف المحادثات بين الطرفين التركي واليوناني في الجزيرة حول إعادة توحيد الجزيرة.
وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر شيليك إن سفينة «بيري ريس»، وبرفقتها سفن حربية «قد بدأت البحث في المنطقة نفسها التي يقوم القبارصة اليونانيون باستكشافها»، وأضاف «لقد اظهرنا للجميع اننا لن نسمح بأن يتحول شرق البحر المتوسط إلى هدف قبرصي يوناني ـ اسرائيلي».
واشار مصدر دبلوماسي تركي الى ان السفينة «بيري ريس» موجودة على بعد «60ـ70 ميلا بحريا» (110ـ130 كلم) من منصة افروديت، جنوبي الجزيرة القبرصية، حيث بدأت شركة نوبل انرجي الاميركية (التي تعمل مع اسرائيل ايضا) قبل عشرة ايام اعمال التنقيب عن الغاز لحساب جمهورية قبرص اليونانية التي لا تعترف بها تركيا. وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بان بلاده مصممة على حماية مصالحها في المتوسط «حتى النهاية». وتابع قائلا «لن نتردد على الاطلاق في هذا الموضوع» وذلك في اثناء مشاركته في تسليم أول فرقاطة تركية الصنع من طراز «كورفيت» لقوات البحرية في اسطنبول.
من جهته، قال وزير الشؤون الاوروبية التركي ايغيمان باغيس خلال زيارة لقبرص التركية «إذا وافق القبارصة اليونانيون على التوقف (عن التنقيب)، فسنتوقف. لكن إذا أصروا على الاستمرار، فهم يعلمون جيدا موقف تركيا»، وأضاف «علينا أن نحذر من الاستفزاز القبرصي اليوناني. الموارد لن تغادر مكانها، فلماذا إذاً يستعملونها لعرقلة مفاوضات إعادة توحيد قبرص؟».
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية ستيفانوس ستيفانو «لا يمكن أن تقع جمهورية قبرص رهينة الأعمال غير الشرعية لتركيا التي تواصل احتلال قبرص وانتهاك السيادة وحقوق الإنسان للقبارصة اليونانيين والأتراك معا»، وأضاف «كدولة معترف بها عالميا، تنتمي إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، تمارس جمهورية قبرص حقوقها السيادية».
وقللت وزيرة الخارجية القبرصية اليونانية ايرتو كوزاكو ماركوليس من اهمية ارسال السفينة «بيري ريس» التي قالت ان «عمرها 40 عاما». واضافت «نراقب تحركات الاسطول التركي ونراقب سفن البحث التي ارسلتها الحكومة التركية. بالتأكيد لا تجري اي عمليات بحث»، وتابعت قائلة إن حكومتها تقوم بإطلاع جهات دولية لم تحددها على تطورات الموقف، لأنها «سيكون عليها أن تتصرف في الوقت المناسب».
في هذه الأثناء، استأنف رئيس القبارصة اليونانيين ديميتريس خريستوفياس ونظيره القبرصي التركي درويش ايروغلو محادثات السلام، قبل لقاء مقرر مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في آخر تشرين الأول المقبل. وقال مبعوث الامم المتحدة الكسندر داونر «نريد فعلا أن تنجح محادثات السلام، ونركز جهدنا الأساسي على ذلك، وفي هذه الأثناء نأمل أن يقوم الطرفان، أو الأطراف المختلفة، بالتصرف بضبط النفس لضمان ألا تخرج هذه القضية (الغاز) المحادثات عن مسارها»، وأضاف «إلى الآن، الوضع جيّد».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد