هزيمة تاريخية لساركوزي في مجلس الشيوخ بالجمعية الوطنية
فقدت حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المحافظة الاحد أغلبيتها في مجلس الشيوخ بالجمعية الوطنية الفرنسية وذلك لصالح التيار اليساري .
وتعد هذه هزيمة تاريخية لساركوزي خاصة وأنها جاءت قبل ما لا يزيد عن سبعة اشهر من انتخابات الرئاسة الفرنسية.
وللمرة الأولى منذ عام 1958 تتحول الأغلبية داخل مجلس الشيوخ من اليمين إلى اليسار، وهو ما يعزى إلى التغيير الذي طرأ مؤخرا على تركيبة المجلس واعتبر "تغييرا للحرس القديم".
وأظهرت النتائج الأولى للإنتخابات الداخلية في مجلس الشيوخ أن مرشحي اليسار حصلوا على أغلبية مطلقة مريحة بعد انتزاعهم 23 مقعدا على الأقل كانت بحوزة الحزب اليميني المحافظ الحاكم.
ووصف السناتور جيرارد لارشيه ، وهو رئيس مجلس الشيوخ ، ذلك التحول بأنه زلزال ستكون له توابعه، كما استقبل اليساريون الذي يعقدون مؤتمرا لهم في باريس تلك الأنباء بقدر كبير من الفرحة".
وجاء فوز اليساريين بعد سلسلة من النجاحات التي حققها المرشحون الاشتراكيون في الانتخابات البلدية الأخيرة والتي أشارت نتائجها إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لحكومة ساركوزي.
ولا تعني سيطرة اليساريين على مجلس الشيوخ في الجمعية الوطنية الفرنسية إثناء ساركوزي عن تنفيذ خططه التي كان يعتزم استصدار تشريعات لها، ولكنها تعني بالتأكيد نكسة معنوية تتمثل في خسارة حصن لطالما كان معقلا لليمين في الجمعية الوطنية.
وتبدو الصورة كئيبة لساركوزي إذا ما جمعت هزيمة حكومته في مجلس الشيوخ مع نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى استمرار التراجع في شعبيته خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومع ذلك، وللمفارقة ، يظل ساركوزي واحدا من أكثر الرؤساء الفرنسيين شعبية منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويبدو انه يعرف تماما ما يتعين عليه أن يفعله قبل سبعة اشهر من الإنتخابات الرئاسية التي أعلن عزمه على الفوز بها والتي من المقرر إجراؤها في شهر إبريل نيسان من العام القادم.
ولاشك أن أهم ما يتعين أن يفعله ساركوزي وعلى وجه السرعة هو التصدي لحالة السخط الإقتصادي التي تسود فرنسا بسبب البطالة المزمنة ، كما أن أزمة الديون الأوروبية وضعت مزيدا من الضغوط على الميزانية الفرنسية التي قد تضطر لتحمل جزء من أعباء انقاذ الدول المتعثرة في منطقة اليورو.
ومثل هذه الهموم قد تلقي بظلال قاتمة على إنجازات ساركوزي في السياسة الخارجية ، وأهمها المساهمة الفرنسية القوية في اسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا، وفوز مرشحة فرنسية بمنصب رئيس صندوق النقد الدولية وهي كريستين لاغارد.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد