السعودية تقتنع بمنح المرأة حقوقاً سياسية
قرر الملك السعودي عبد الله، أمس، منح المرأة بعض حقوقها السياسية في خطوة مهمة على طريق الاصلاح في السعودية حيث ما تزال النساء خاضعات لشتى القيود، موضحا انه قرر مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا والمجالس البلدية ترشيحا واقتراعا اعتبارا من الدورات المقبلة.
وقال الملك عبد الله، في خطابه السنوي الذي استمر خمس دقائق أمام مجلس الشورى في الرياض، إن «التحديث المتوازن، والمتفق مع قيمنا الإسلامية، التي تصان فيها الحقوق، مطلب هام، في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين، والمترددين». وأضاف «يعلم الجميع بأن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي مواقف لا يمكن تهميشها، منها صواب الرأي والمشورة، منذ عهد النبوة، دليل ذلك مشورة أم المؤمنين أم سلمة يوم الحديبية، والشواهد كثيرة مرورا بعهد الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا. ولأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي، في كل مجال عمل، وفق الضوابط الشرعية، وبعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء، وآخرين من خارجها، والذين استحسنوا هذا التوجه، وأيدوه، فقد قررنا أولا، مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا اعتبارا من الدورة المقبلة وفق الضوابط الشرعية»، أي بعد سنتين من الآن.
يشار إلى أن مجلس الشورى هيئة استشارية تضم 150 شخصا يعينهم الملك.
وأضاف «اعتباراً من الدورة المقبلة يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ولها الحق كذلك في المشاركة في ترشيح المرشحين بضوابط الشرع الحنيف». وتجري السعودية ثاني انتخابات بلدية الخميس المقبل، وستستطيع النساء المشاركة في انتخابات العام 2015.
وتابع «من حقكم علينا، أيها الإخوة والأخوات، أن نسعى لتحقيق كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم، ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة، وفق ضوابط الشرع، وثوابت الدين، ومن يخرج على تلك الضوابط فهو مكابر، وعليه أن يتحمل مسؤولية تلك التصرفات».
وسارعت واشنطن إلى الإشادة بخطوة الملك. واعتبر البيت الأبيض، في بيان، أنها تقدم للسعوديات «طـــــرقا جــــديدة للمشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ومجتمعاتهم».
وقرأ الملك عبد الله، الذي دخل إلى قاعة مجلس الشورى متكئا على عصاه، جزءا من خطاب أطول كان معدا سلفا ونشرته السلطات كاملا في ما بعد. وتضمن الجزء الذي لم يقرأه الملك عبد الله اشارة إلى السياسة الخارجية السعودية بما فيها دعم الرياض للخطة التي رعاها مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة في اليمن.
ومن دون ذكر الوضع في سوريا بالاسم، قال الملك عبد الله «كما لا تخفى عليكم المساعي الحثيثة التي تبذلها دائما السعودية على مستوى المصالحة العربية - العربية من باب توحيد الصف العربي وتعزيز وخدمة المصالح العربية، وما جولاتنا وزياراتنا لبعض العواصم العربية في العام المنصرم إلا لتنقية الأجواء وإصلاح ذات البين ودعم قضاياها. فكانت جهود المملكة تنصب في تحقيق السلم الأهلي في لبنان، وما زلنا ندعم أمنه ووحدته وعروبته واستقراره. كما أننا نتطلع لبقاء العراق كيانا سياسيا عربيا إسلاميا موحدا ومستقلا لجميع طوائفه وأبنائه، وان يكــون بمنأى عن التدخل في شؤونه الداخلية».
وتابع «عندما يكون العالم الإسلامي شريكاً وعاملاً ايجابياً فاعلاً في النظام السياسي الدولي ونمائه الاقتصادي، فان تأثير مشاركته ونتاجات تفاعله ستصب في مصلحة قضيتنا الأولى، قضية فلسطين.
كما اعرب عن ارتياحه «لعودة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين الشقيقة، ونجدد رفض المملكة لأي تدخل خارجي يمس أمنها واستقرارها ووحدتـها الوطنية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد