الظواهري يشتم البابا ويوجه القاعدة نحو دارفور
ركز الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كلمته التي بثت على أحد مواقع الإنترنت على ثلاثة محاور رئيسية أولها ما أسماه كذب الرئيس الأميركي جورج بوش وفشله في الحرب على الإرهاب, وكشف عن موقفه من تصريحات البابا بنديكت الـ16 التي ربط فيها العنف بالإسلام, أما المحور الثالث فدعا فيه الظواهري المسلمين إلى الجهاد في إقليم دارفور غربي السودان.
ففيما يتعلق بالرئيس الأميركي قال الظواهري "صرح السفاح السافك لدماء المسلمين (بوش) بأن لديه سجونا سرية, وأنه يعتقل فيها القيادات الخطيرة من جماعة قاعدة الجهاد, وأن منهم الأخ المجاهد خالد شيخ محمد, وأنه خلال السنوات الثلاث التي اعتقل فيها خالد شيخ استطاع المحققون أن يحصلوا منه على معلومات قيمة أعانت الصليبيين على قتل واعتقال العديد من قيادات القاعدة".
وأضاف "أنا أسأل هذا الفاشل الكذاب: من هم قادة القاعدة الذين أدت المعلومات المنتزعة من خالد شيخ محمد إلى قتلهم أو القبض عليهم؟". وتساءل موجها الكلام للرئيس الأميركي "كم حجم خسائرك بعد القبض على خالد شيخ محمد ؟ ... لقد مر على أسرك لخالد ثلاث سنوات ونصف فكيف وجدتنا فيها؟ ننهزم ونستسلم أم نهاجم بفضل الله ونستشهد ونتقدم وننكي فيكم كل يوم بعون الله".
ويعتبر خالد شيخ محمد المولود في الكويت من عائلة باكستانية والذي اعتقل في الأول من مارس/آذار 2003 في باكستان بمثابة الرجل الثالث في تنظيم القاعدة والرأس المدبر المفترض لهجمات 11 سبتمبر/أيلول. وقد نقل مؤخرا إلى معتقل غوانتانامو لمحاكمته.
وفي الشق الثاني من كلمته وصف الظواهري البابا بنديكت الـ16 بأنه دجال بسبب محاضرته التي ألقاها في ألمانيا هذا الشهر التي نسب فيها الإسلام إلى العنف.
وقال الظواهري "لقد تطاول هذا الدجال بقوله إن الإسلام لا يمت للعقلانية وتناسى هذا المتناقض أن نصرانيته لا يمكن أن يقبلها عقل سليم". وأضاف أن تصريحاته بشأن الإسلام تأتي في إطار ما وصفه بحملة صليبية على المسلمين.
وكان البابا قد اقتبس في محاضرة ألقاها في راتيسبون بألمانيا في 12 سبتمبر/أيلول, عن إمبراطور بيزنطي في القرن الـ14 حديثا عن العلاقة بين الإسلام والعنف.
ولا تزال تداعيات هذه المحاضرة مستمرة في العالم الإسلامي, الأمر الذي دفع البابا إلى الدعوة إلى حوار "صادق يقوم على الاحترام" بين المسيحية والإسلام.
كما دعا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة إلى الجهاد في دارفور ضد "قوات صليبية تابعة للأمم المتحدة". ووصف حكومة السودان بأنها عاجزة عن تحقيق السلام في دارفور.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا نهاية أغسطس/آب في القرار 1706 إلى إرسال قوات دولية قوامها 17 ألف جندي وثلاثة آلاف شرطي إلى دارفور لتحل محل البعثة الحالية التابعة للاتحاد الأفريقي.
وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأربعاء في واشنطن الرئيس السوداني عمر حسن البشير من أنه سيعرض نفسه لـ"عواقب" إذا اختار المواجهة مع الأمم المتحدة بشأن انتشار القوات الدولية في إقليم دارفور الذي قتل فيه مائتا ألف شخص على الأقل منذ اندلاع الحرب الأهلية في فبراير/شباط 2003، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التسجيل هو الثاني للظواهري خلال شهر. وكان قد توعد في آخر تسجيل له بمناسبة الذكرى الخامسة للهجمات على الولايات المتحدة بتصعيد ما أسماه العمل الجهادي ضد إسرائيل والغرب الذي اتهمه بإخفاء حجم الخسائر التي لحقت به, متهما في الوقت نفسه دولا عربية بالمشاركة في العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وهدد بشكل غير مباشر بتنفيذ هجمات جديدة ضد فرنسا من خلال "الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر" التي أكدت مبايعتها للقاعدة.
المصدر: الجزيرة+وكالات
إضافة تعليق جديد