اليمن: المعارضة ترفض دعوة صالح للحوار
واصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، تقديم تنازلات في محاولة لوقف تصاعد التظاهرات المناهضة له، وعرض أن يرعى الحوار مع المعارضة، التي سارعت إلى رفض هذا الأمر مشددة على انه لا يمكن أن يكون هناك حوار في وجود «الرصاص والعصي والبلطجة» ضد المتظاهرين.
في هذا الوقت، تواصل سفك الدماء على يد الشرطة اليمنية، حيث قتل متظاهر في عدن، ما يرفع إلى 11 عدد القتلى الذين سقطوا في هذه المدينة منذ 13 شباط الحالي.
وقال صالح، لقادة عشائريين وعسكريين ومدنيين في صنعاء، «لقد دعوناهم إلى الحوار والجلوس حول طاولة المفاوضات، ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة. علينا أن نتحلى جميعا بالشجاعة والمسؤولية ونتحرك نحو طاولة الحوار، فالحوار هو أفضل وسيلة، وليس التخريب ولا قطع الطرق ولا قتل النفس المحرمة ولا العبث بالمال العام والحق الخاص لأبناء الشعب اليمني العظيم».
وأضاف «من يرد أن يعبر عن رأيه فليأخذ الترخيص ويحدد المسار طبقا للقانون، وأفضل وسيلة هي الحوار المسؤول وبشجاعة أدبية، تفضلوا إلى الحوار وأنا على استعداد لرعاية الحوار الوطني بصفتي رئيساً للدولة لا بصفتي رئيساً لحزب، فنحن نرحب بالحوار».
وكان صالح اتهم بشكل غير مباشر «الحراك الجنوبي» بالوقوف وراء التظاهرات. وقال «هذا العمل التخريبي للأسف الشديد وراءه أجندة خفية ومتآمرون فشلت مشاريعهم، فقد فشل مشروعهم عام 1994 وبقيت آثاره نارا تحت الرماد»، في إشارة إلى الحرب الأهلية مع الانفصاليين في الجنوب.
وأعلنت «أحزاب اللقاء المشترك» البرلمانية المعارضة انضمامها إلى حركة الاحتجاج المتواصلة ضد صالح. ودعت، في بيان، مناصريها إلى «الالتحام بالشباب المحتجين وجماهير الشعب في فعالياتهم الاحتجاجية الرافضة لاستمرار القمع والاستبداد والقهر والفساد».
وأعلن «اللقاء المشترك» رفض الأحزاب للحوار مع السلطات ما دام القمع متواصلا بحق المتظاهرين. وقال البيان «نؤكد أن لا حوار مع الرصاص والهراوات وأعمال البلطجة، ولا حوار مع سلطة تحشد المرتزقة والمأجورين لاحتلال الساحات العامة ومداخل المدن وإرهاب الأهالي وتعكير السكينة العامة».
وأعلنت مصادر طبية وشهود أن الشرطة قتلت متظاهرا في عدن أمس، ما يرفع إلى 11 عدد القتلى الذين سقطوا في المدينة منذ انطلاق التظاهرات في 13 الحالي. وكانت مواجهات عنيفة وقعت في عدن أمس الأول، أدت إلى مقتل فتى برصاصة طائشة. وكثفت الإجراءات الأمنية في مدينة عدن حيث تمركزت دبابات ومركبات مدرعة في الشوارع الرئيسية. وقال فادي، نجل «رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب» حسن باعوم إن «مجموعة عسكرية مسلحة» اعتقلت والده في مستشفى كان يعالج فيه بمدينة عدن ونقلته إلى جهة غير معلومة.
وفي صنعاء حاول نحو 50 من مؤيدي الحكومة تفريق مظاهرة لأكثر من ألف من معارضي صالح تجمعوا خارج جامعة صنعاء. وأطلق احد مؤيدي النظام الحاكم الرصاص من دون وقوع إصابات. وسريعاً ما تفرق مؤيدو صالح بينما واصل المحتجون مسيرتهم مرددين «إرحل يا علي».
وأطلق الجانبان الرصاص أمس الأول في احتجاجات خارج الجامعة في أول أنباء عن استخدام أسلحة نارية من جانب متظاهرين. وأصيب 12 شخصاً من الطرفين. وقال شاهد إن شخصاً توفي، لكن مصدراً طبياً قال إنه نقل إلى وحدة الرعاية المركزة وان حالته مستقرة. ونفت وزارة الداخلية مقتله أيضا.
وأصيب خمسة متظاهرين، بينهم فتيات، برصاص طائش في بلدة الشيخ عثمان في الجنوب. وقال مسؤول محلي وشهود ان خمسة جنود أصيبوا في خور مكسر والشيخ عثمان عندما اشتبك المحتجون مع قوات الأمن.
وفي إب الجنوبية، قال شهود إن نحو ألف محتج نصبوا مخيما في ميدان التحرير ملوحين بلافتات كتب عليها «إرحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام». كما واصل الآلاف اعتصامهم في تعز لليوم التاسع على التوالي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد