«شيفون» لنجدة أنزور: أكاديمية للتمثيل أيضاً
في كل مرة يقدم المخرج نجدة أنزور منظوراً درامياً مختلفاً ومفاجئاً، لا يقتصر على إبهار الصورة التي اشتهر بها، بل يتجاوزه الى طرح مختلف وجريء على صعيد الموضوعات التي تتبناها مسلسلاته. وبالإضافة إلى المضمون الفكري الجريء الذي سيحمله مسلسله الجديد «شيفون»، فإن المسلسل سيكون بمثابة أكاديمية للتمثيل. فـ«جميع الشخصيات الأساسية فيه تم اختيارها من الوجوه الجديدة، التي لم يسبق ظهورها على الشاشة الصغيرة»، وذلك «من خلال دورات انتقائية وتدريبية لمجموعة كبيرة من المراهقين، في كل من سوريا ولبنان، وبإشراف أساتذة ومختصين في الدراما».
وعلى هذا النحو يعد مسلسل «شيفون» برفد الدراما السورية بعدد كبير من الوجوه الدرامية الجديدة. وستتلقى علوم التمثيل وتصقل مهاراتها أمام كاميرا أنزور، وبإشرافه وتوجيهاته. ما يشكل خطوة هامة لها في درب النجومية من خلال البدء بأدوار بطولة خالصة.
لا يخوض المخرج نجدة أنزور هنا مغامرة في اعتماده على الوجوه الجديدة بالكامل (باستثناء دور للفنان مصطفى الخاني)، وإذا كان لا بد من توصيف الأمر بالمغامرة، فهي «مغامرة محسوبة». فالرجل سبق وقدم وجوهاً تمثيلية جديدة في أدوار بطولة رئيسية في أعمال أخرى.
ولو قيس الأمر بالطابع العام للدراما السورية، التي لطالما عرفت بالبطولات الجماعية، فضلا عن ارتباطها غالباً بأسماء مخرجيها بالدرجة الأولى، (وإن كان البعض يرى أن وجود عدد من الممثلين من نجوم الصف الأول، يشكل عامل أمان تسويقياً للعمل الدرامي)، فيمكن القول إن اسم أنزور لطالما كان ضمانة تسويقية لأعماله. ويكاد يكون من المخرجين القلائل جداً الذين يبيعون مسلسلاتهم، وهي لم تزل مشاريع على الورق.
مسلسل «شيفون»، الذي كتبت الدكتورة هالة دياب السيناريو والحوار له، سيقدم رؤية أكثر جرأة وأكثر توازناً من مسلسل «ما ملكت أيمانكم»، الذي سبق وقدمه أنزور العام الفائت، حيث سيقارب العمل في حكاياته عوالم المراهقة بكثير من الجرأة، وسيطرح أسئلة تخص هذا الجيل، ولطالما شكلت خطوطاً حمراء في مجتمعنا، وكانت مثار جدل مجتمعي وتربوي. ووفق ما كشفت مصادر مطلعة على العمل لـ«السفير»، فإنه سيتناول مشاكل الهوية الحائرة والانتماء عند المراهقين، واختراق عوالمهم الخاصة جداً، وكشف أمور من العوالم الخفية من خلال نقاش درامي هادئ، ربما يعتمد أسلوب الصدمة في جزء من حكاياته، ولكنه سيأخذ من الأرضية الواقعية لتلك الحكايات قدرته على الإقناع، ومبرره الدرامي لطرح أسئلته.
وعلى هذا النحو يبدو مسلسل «شيفون» كما لو أنه أكاديمية للتمثيل..تقدم الحياة كمشروع تخرج عملي لطلابها.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد