طهران: مسيرات للمعارضة تدعمها واشنطن
خرجت المعارضة الايرانية امس، في بعض ميادين العاصمة طهران ومدن أخرى أبرزها أصفهان، في مسيرات تضامنية متفرقة مع ثورتي مصر وتونس، ردّدت خلالها شعارات صيف 2009 الرافضة لرئاسة محمود احمدي نجاد، بعدما رفضت السلطات إعطاءها ترخيصاً. واطلقت القوات الامنية قنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت عشرات المتظاهرين، فيما قتل شخص وأصيب آخرون بجراح. وسارعت واشنطن الى اعلان دعمها للمعارضين، بعدما سبق لوزارة الخارجية الاميركية ان اطلقت خدمة خاصة على موقع «تويتر» موجّهة الى ايران.
وتزامنت هذه الاحتجاجات مع لقاء الرئيس التركي عبد الله غول الذي يزور ايران لمدة 4 أيام، بنظيره الايراني، حيث قال في مؤتمر صحافي «يجب أن تؤخذ رغبات الشعب في الاعتبار. وفي هذا الصدد يجب أن تجرى اصلاحات اساسية سواء أكانت اقتصادية أم سياسية». كما أكد الرئيسان على تعزيز التعاون الثنائي، وقال نجاد «هذا التعاون... سيحول سريعاً منطقتنا الى قطب سياسي واقتصادي وثقافي مؤثر وهذا يصب في مصلحة السلام والاستقرار» في المنطقة. واكد غول ان «لا عقبات امام تطوير التعاون بين البلدين». واضاف «لقد أجرينا محادثات مفصلة وتم بحث القضايا المشتركة الرئيسية واتخذت قرارات مهمة».
واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين المعارضين في ساحة «أزادي» في وسط طهران، عندما بدأ حشد قدّره البعض بالمئات وآخرون بالآلاف، بالهتاف «الموت للديكتاتور»، وجاء في موقع «كلمة» التابع للزعيم المعارض مير حسين موسوي أن «تقارير غير مؤكدة ذكرت أنه تم اعتقال مئات المتظاهرين في طهران». وقالت وكالة «فارس» الايرانية للأنباء إن ايرانياً قتل برصاص «مثيري الفتنة» خلال التظاهرات. وذكرت الوكالة من دون ان تورد مزيداً من التفاصيل «قتل شخص بالرصاص وأصيب اشخاص عديدون برصاص مثيري الفتنة الذين نظموا اجتماعاً حاشداً في طهران».
وذكر موقع «راهيسابز.نت» المعارض ان اشتباكات وقعت قرب جامعة طهران على الطريق بين ساحة ازادي وساحة انقلاب. وقال إن الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع عندما هتف متظاهرون «يا حسين، مير حسين» وهو الشعار الذي اطلق في العام 2009 تأييداً لموسوي. كما تحدث موقع «راهيسابز.نت» عن هتافات ضد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، وهتفوا «مبارك، بن علي، انه دورك يا سيد علي».
وقال موقع «كلمة.كوم» إن «الشرطة اقتحمت حافلات كانت تقف في زحمة السير على الطريق (بين ساحة ازادي وساحة انقلاب) وقامت بضرب النساء لنشر الخوف بين الركاب». واضاف الموقع ان المتظاهرين استخدموا الهواتف العمومية في الشوارع بعد أن انقطعت الهواتف المحمولة، وهاجمت الشرطة الاشخاص الذين يستخدمون هواتفهم النقالة للتصوير.
وذكرت مواقع الانترنت والشهود ان آلافاً من انصار المعارضة خرجوا الى شوارع العاصمة لدعم الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي رغم الانتشار الكثيف للشرطة. وقام بعضهم بإضرام النار في حاويات القمامة اثناء اطلاقهم الشعارات ضد نجاد. وتم وقف خدمة الهواتف النقالة كما انقطعت الكهرباء عن مناطق كانت تجري فيها التظاهرات، بحسب شهود عيان.
وطوقت السلطات الايرانية منزل موسوي لمنعه من المشاركة في المسيرة، ويخضع زعيم المعارضة مهدي كروبي للإقامة الجبرية منذ نحو اسبوع وتمنع عائلته واقاربه من زيارته، بحسب موقعه على الانترنت «سهامنيوز.اورغ»، فيما قال موقع «راهيسابز.نت» إنه جرت محاصرة الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يدعم المعارضة.
وذكر شهود عيان ومواقع الكترونية أن انصار المعارضة ساروا في جماعات متفرقة بصمت باتجاه ساحة ازادي قادمين من انحاء مختلفة من العاصمة تحت مراقبة شديدة من الشرطة التي حاولت تفرقتهم. وانتشر عناصر شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية مسلحين بالبنادق والغاز المسيل للدموع والهراوات وكرات الطلاء ومعدات إطفاء الحرائق في الساحات الرئيسية في العاصمة لمنع أي تجمّعات.
وصرّح شاهد عيان آخر ان «بعض رجال الشرطة يطاردون المحتجين من اجل تفريقهم»، مضيفاً إن نحو الف من رجال شرطة مكافحة الشغب نشروا في ساحة الإمام حسين والمنطــقة المحيطة بها. وقال شاهد عيان إن اشتــباكات وقعت أيضاً بين الشرطة والمحتجين أسفرت عن اعتقال العشرات في أصفهان وهي ثالث أكبر مدينة في البلاد وتقع في وسط إيران.
وأفادت وكالة «مهر» الايرانية للانباء بأن خامنئي أصدر مرسوماً بالعفو وتخفيض العقوبة عن 661 سجيناً من المدانين من قبل المحاكم العامة ومحاكم الثورة والقضاء العسكري بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية.
من جهتها، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تؤيد مطالب المتظاهرين الايرانيين، ودعت في الوقت نفسه النظام الايراني لتبني نظام سياسي «منفتح». وقالت كلينتون للصحافيين خلال زيارة الكونغرس الأميركي «نتمنى أن تتاح للمعارضة والمتظاهرين الشجعان في كل مدن ايران الفرصة نفسها التي أتيحت للمواطنين المصريين خلال الاسبوع الماضي». وأضافت «نؤيد حقوق الشعب الإيراني. انه يستحق التمتع بالحقوق نفسها» التي توافرت للشعب المصري الذي تمكّن من الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
وبدأت وزارة الخارجية الاميركية الاحد الماضي بتوجيه رسائل على موقع «تويتر» الى الايرانيين باللغة الفارسية، واشارت الى «الدور التاريخي» الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات الواسعة ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وعلى صفحة «يواس دارفارسي» على تويتر قالت وزارة الخارجية إنها «تدرك الدور التاريخي للإعلام الاجتماعي بين الإيرانيين» وانها «تريد الانضمام الى محادثاتكم. وفي رسالة اخرى قالت الخارجية «ايران اظهرت ان النشاطات التي أشادت بالمصريين لقيامهم بها، تعتبرها غير قانونية وغير مشروعة لشعبها». وفي رسالة ثالثة، قالت الوزارة إن اميركا تدعو «ايران الى السماح لشعبها بالحصول على الحقوق العالمية بالتجمع السلمي والتظاهر كما حدث في القاهرة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد