الاستخبارات الإسرائيليّة: 2011 عام التغييرات الاستراتيجيّة
توقعت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن يشهد الشرق الأوسط في عام 2011 هزات سياسية وأمنية، فيما رأى قائدها السابق، عاموس يدلين، أن قيام نظام معادٍ في مصر سيحتم إحداث تغييرات جذرية في البنية القتالية للجيش الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن شعبة الاستخبارات العسكرية عرّفت العام الجاري بأنه «عام استراتيجي» ستقع خلاله «هزات سياسية وأمنية في الشرق الأوسط»، وسيشهد قبل نهايته «تغيّرات استراتيجية دراماتيكية».
ووفقاً لتقديرات «أمان»، فإن مصر ليست وحدها التي سيجري فيها تحول، وإنما ستحدث تغيّرات فية السلطة الفلسطينية أيضاً. وبحسب ما نقلته «يديعوت»، فإن «الثورة في مصر ستحدث تغيّراً في لهجة السلطة الفلسطينية وتعاملها مع إسرائيل، والتوقع هو أن تتراجع العلاقات الأمنية مع إسرائيل إلى جانب تشديد المطالب الفلسطينية وذلك من أجل ألا تعدّ السلطة، التي كانت مدعومة من مبارك، بأنها متعاونة مع إسرائيل». كما تشير تقديرات «أمان» إلى أن معظم دول العالم ستعترف بالدولة الفلسطينية حتى أيلول المقبل.
من جهة أخرى، تتوقع الاستخبارات الإسرائيلية أن «يسقط لبنان في أيدي حزب الله»، وأن تتحول سيناء إلى منطقة إشكالية في حال توسيع البدو المسلحين أنشطتهم ضد الجيش المصري «ما سيمثّل مدخلاً الى التعاون بينهم وبين حركة حماس في قطاع غزة». وخلصت إلى أن تقويم الوضع هذا يستوجب استعداداً سياسياً وعسكرياً، من أجل منع احتمال أن تتحول التغيّرات الاستراتيجية هذه إلى تهديدات استراتيجية.
إلى ذلك، قدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، عرضاً موجزاً للوضع الإقليمي خلال كلمة ألقاها أمام مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية أمس. وحول ما يجري في مصر، قال يدلين «إذا تحققت النبوءات السوداء وعادت مصر لتكون عدواً، فإن موازنة الجيش الإسرائيلي وعدد الفرق والألوية فيه سيكونان مختلفين تماماً». لكنه إذ استبعد أن يتغير النظام المصري بين ليلة وضحاها، شدد على أن الردع الإسرائيلي حيال مصر أمر استراتيجي، مشيراً إلى أنه «حتى نظام مصري معاد لإسرائيل سيدرك أن لديه مسافة كبيرة بين الحرب والسلام، فهناك عدد كبير جداً من الحالات المتوسطة، ولذلك فإن هناك وقتاً». وبشأن حماس وحزب الله، رأى يدلين أنه رغم حالة الردع القائمة حيالهما، فإنهما يستعدان للجولة المقبلة من الحرب «وفي نهاية المطاف، فإن طهران، سوريا، لبنان وغزة تتجهّز للحرب المقبلة، ولتراجع حالة الردع الذي سيؤدي إلى الصدام الكبير».
وعن التهديد الإيراني، رأى يدلين أن طهران تمتلك القدرة على صناعة قنبلة نووية قبل عام 2015 بكثير، وأن الأمر رهن بقرار القيادة الإيرانية التي «تعتزم القيام بذلك في التوقيت الذي تراه مناسباً».
محمد بدير
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد