مـلايـيــن المســلـمـيـن يحيــون ذكــرى عـاشــوراء
أحيا ملايين المسلمين الشيعة من باكستان والهند إلى السعودية مرورا بايران والعراق، ذكرى استشهاد الإمام حسين. وتدفق أكثر من مليوني زائر على مدينة كربلاء في غياب أحداث أمنية كبرى، فيما أحيا ملايين الايرانيين الذكرى غداة تعرض أحد المواكب العاشورائية لتفجير من جماعة «جند الله»، كما في السعودية، والبحرين حيث تزامنت ذكرى عاشوراء مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة، ما دفع السلطات إلى تأجيل الاحتفال بالأخير.
وفي دعوة لافتة إلى الوحدة الإسلامية شارك رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ومستشار المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي أكبر ولايتي، في إحياء ذكرى عاشوراء في ضاحية اسطنبول. وقال اردوغان خلال مراسم العزاء الحسيني «إننا نحمل في أفئدتنا منذ 1370 عاما فاجعة الحسين. ليس فقط في العاشر من محرم بل في كل لحظة نحن نعيش في قلوبنا ألم كربلاء»، معتبرا أن من يسعى لجعل المناسبة مناسبة للفرقة إنما يظلم الحسين وذكراه، وأضاف «لا نريد أن نرى كربلاءات جديدة، لا في العراق ولا لبنان ولا باكستان ولا اليمن ولا إيران ولا أفغانستان ولا في بغداد أو سامراء أو النجف أو الكوفة. لا نريد أن نصدق أن المسلم يقتل مسلما».(تفاصيل ص 12)
واصيب 25 شخصا، بينهم نساء واطفال، أمس الاول في اعتداء بقنبلة استهدف مسيرة عاشورائية في بيشاور، في شمال غرب باكستان، كما افاد مسؤولون، اعلنوا «انه هجوم بقنبلة».
وتجمع الرجال والنساء والاطفال الذين ارتدوا اللباس الاسود في مختلف مدن ايران لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين مع معظم افراد عائلته بأيدي جيش يزيد ابن معاوية، في العام 680 ميلادية. وبث التلفزيون الحكومي مباشرة لقطات للحشود التي تجمعت في طهران ومشهد وقم ويزد وبم واردبيل. وشارك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في واحد من التجمعات في طهران.
واتجه مسلمون شيعة من أنحاء العراق فضلا عن الآلاف من الزوار الأجانب، إلى كربلاء لإحياء يوم عاشوراء. وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي إن الإحصاءات الرسمية تشير إلى دخول أكثر من مليوني زائر عراقي و248 ألف زائر أجنبي مدينة كربلاء. وجرى نشر الآلاف من رجال الشرطة والجيش لحماية الزوار مع اتجاههم إلى مرقد الإمام الحسين في المدينة الواقعة على بعد 80 كيلومترا إلى الجنوب
الغربي من العاصمة بغداد. وحظرت السلطات سير السيارات والدراجات النارية في انحاء المدينة للمساعدة في منع الهجمات.
وشكر رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان له قوات الأمن وحثها على «التحلي باليقظة والحذر من أجل تفويت الفرصة على الارهابيين واحباط مخططاتهم الرامية الى اشعال الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار». وقال زائر جاء من كندا يدعى صبحي أحمد (60 عاما) «برغم التهديدات الأمنية لا أتوقع حدوث أي خرق أمني وذلك بفضل الاجراءات الأمنية المشددة.»
أما في السعودية، فاستيقظ مئات الشيعة في بلدة القطيف الصغيرة المطلة على الخليج في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط مبكرا وهم متشحين بالسواد لينضموا الى المواكب التي كانت محظورة لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين. ويختبر الشيعة الذين طالما اضطهدتهم السلطات السعودية تعهدات الرياض بالسماح لهم بممارسة شعائرهم بحرية اكبر. وهم يخشون الان تراجعا عن تلك التعهدات في صراعهم الطويل من اجل الاعتراف بهم.
وفي ظل احتمالات الخلافة الملكية السعودية، يخشى الشيعة من أنه اذا جاء ملك اكثر ميلا للاتجاه المحافظ من الحالي عبد الله فإنه قد يكون اكثر صرامة معهم. وقال أحد المشاركين في ذكرى عاشوراء ويدعى حسين «مستقبلنا يتوقف على ما اذا كان لدينا ملك ليبرالي او اكثر ميلا للمحافظة.» وقال شاب آخر يدعى عبد الله «نحن نخشى (الامير) نايف (بن عبد العزيز).»
وخلال موكب عاشوراء ارتدى كثير من الشبان الجينز او القمصان والكنزات الصوفية في رفض مبطن للجلباب وغطاء الرأس الأبيض وهو الزي التقليدي في السعودية في المكاتب الحكومية والمدارس. لكنهم لم يمارسوا طقوس الجلد الذي يمارس في بلاد أخرى.
من جانب آخر، احتشد الآلاف في العاصمة البحرينية المنامة يومي الأربعاء والخميس الماضيين لاحياء ذكرى عاشوراء. وقد تزامنت ذكرى عاشوراء هذا العام مع ذكرى اليوم الوطني لمملكة البحرين. وقد أرجأت المملكة احتفالات العيد الوطني الى ما بعد انتهاء احتفالات عاشوراء.
وفي خطوة إضافية لتهدئة التوترات أعلنت البحرين انها ستحد من عدد الأجانب الذين تمنحهم الجنسية في لفتة واضحة للمعارضة الشيعية. ويشكو الشيعة في البحرين وهم غالبية من التمييز ضدهم في الوظائف الحكومية والخدمات وهي تهمة تنفيها الحكومة. وعلى الرغم من الخلافات جرت الاحتفالات بذكرى عاشوراء في أنحاء المنامة من دون أن يعكر شيء صفوها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد