شيوخ عشائر العراق توقع ميثاق شرف فيما بينها
نجح رئيس الوزراء نوري المالكي في الفوز بدعم شيوخ العشائر السنّية والشيعية والكردية الذين حضروا مؤتمر «المصالحة الوطنية» في بغداد أمس، لمبادرته المكونة من 24 بنداً، والهادفة الى إنهاء التوتر المذهبي المستعر. وقررت اللجنة التحضيرية للمؤتمر تشكيل ست لجان تضم كل منها عدداً من شيوخ العشائر (من دون تحديد عدد الأعضاء) لاستطلاع آراء المؤتمرين في قضايا وزعت على ستة محاور.
وجاء هذا الدعم في «ميثاق شرف» وقعه نحو 600 من شيوخ العشائر العراقية، وتعهدوا فيه «أمام الله والشعب العراقي» أن يكونوا جديين وصادقين في «حفظ وحدة بلدنا»، «والعمل جاهدين لوقف نزيف الدماء وأعمال القتل المذهبية التي لا تمت بصلة الى قيمنا».
وقال المالكي في المؤتمر إن «تحرير الوطن من أي نفوذ أجنبي لا يمكن أن يكون من دون وحدة اجماع وطني»، مشدداً على «دور العشائر في هذه المرحلة» لأنها تمثل النسيج الوطني لأبناء العراق. فليس غريباً أن تجد من عشيرة واحدة من هم من الشيعة أو من السنة وهم أخوة».
وجاء في «ميثاق الشرف» الصادر عن المؤتمر «نحن في هذا اليوم المبارك واستناداً الى مبادرة المصالحة ولإدراكنا خطورة المرحلة التي يمر بها بلدنا نتعاهد امام الله والشعب العراقي وانفسنا مؤمنين ومخلصين وجادين في الحفاظ على وطننا وايقاف نزيف الشعب العراقي وايقاف التهجير والتكفير الذي ليس من شيم شعبنا».
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في 25 حزيران (يونيو) الماضي مبادرة للحوار الوطني والمصالحة تتضمن عفواً عن مرتكبي جرائم إرهابية واعادة النظر في «هيئة اجتثات البعث» وحل الميليشيات الحزبية.
في موازاة ذلك، جدد رئيس «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» عبدالعزيز الحكيم دعوته الى تأسيس فيديرالية شيعية في جنوب العراق تُشكل «ضمانة لأولادنا وأحفادنا وحتى لا تعود المظلومية». وحض، في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للمجلس، أنصاره على «توعية الناس وإقناعهم بالفيديرالية لأن فيها محاسن لهم». وكان زعيم «المجلس الأعلى» حض مراراً على اقامة فيديرالية الجنوب، وأدت دعواته الى صدمة في الأوساط السياسية العراقية، خصوصاً لدى العرب السنّة الذين اعتبروها مقدمة لتقسيم العراق.
وفي غضون ذلك، أُفرج عن النائب تيسير المشهداني من «جبهة التوافق العراقية» السنية بعد مرور نحو شهرين على خطفها، بحسب تلفزيون «العراقية» الحكومي ورئيس الجبهة عدنان الدليمي.
وتشهد الساحة السياسية الأميركية نقاشاً واسعاً لإيجاد استراتيجية بديلة لخروج القوات الأميركية من العراق بعدما وصلت السياسات السابقة الى «حائط مسدود». وتراوح الطروحات الحالية بين تقسيم هذا البلد الى ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية، وانسحاب متدرج للقوات الأميركية، أو تعزيز انتشارها موقتاً أو الضغط على الدول المجاورة لوقف القتال بين السنة والشيعة.
وقال الخبير في مجلس العلاقات الخارجية ماكس بوت لصحيفة «لوس انجليس تايمز» إن «الاستراتيجية الحالية لا تعمل»، واقترح تعزيزاً ملموساً للوجود العسكري الأميركي.
واقترح كل من رئيس مجلس العلاقات الخارجية ليزلي غيلب والسناتور الديموقراطي جون بيدن إنشاء نظام فيديرالي عبر «منح كل من الأكراد والشيعة والسنّة منطقتهم»، أي صيغة تشبه التقسيم، لوضع حد للتناحر المذهبي. وقال بيدن في مقال نشرته «واشنطن بوست» الخميس إن «الحكومة المركزية تقوم بتولي الأمور ذات الاهتمام المشترك، كأمن الحدود وتوزيع عائدات النفط».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد