البحر من خلفها وحزب الله من أمامها: جماعة 14 آذار تراوح مكانها
بعد ثلاث ساعات من التشاور مع أقطاب من المكتب السياسي للحزب التقدمي الاشتراكي، أنهى النائب وليد جنبلاط وضع اسئلته التي وجهها، في مؤتمره الصحافي الاسبوع الماضي، الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. لكن أحد نواب الأكثرية يرى أن الصمت، الذي واجه به الحزب هذه الأسئلة أفرغها من معناها، ما يطرح مجدداً الحاجة الى فكرة جديدة تحرك الركود السياسي الذي تعيشه قوى 14 آذار، التي باتت أجندتها الراهنة خاوية من أية فكرة.
ويعترف النائب بأنه «حتى جنبلاط الذي نصفه بأنه علبة الأفكار، يسأل محدثيه: ما العمل؟ كان هناك رهان كبير على أن تترك أسئلة جنبلاط لحزب الله حيوية سياسية داخلية، لكن ذلك لم يحدث». ويضيف أن جنبلاط «استمات خلال العدوان من أجل تركيب ثنائية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. لم يكن مطلوباً من وجهة نظره استعداء أمل على حزب الله، ولكن إيجاد صوت شيعي وسطي يعوض غياب طاولة الحوار، ويستكمل من خلاله الحديث عن سلاح الحزب. لكن هذه المحاولة لم تثمر ما يشجع على الاستمرار فيها».
والسؤال المطروح، بحسب النائب نفسه، هو: ما العمل؟
الجواب المتوافر في جعبة 14 آذار، يراوح بين مجموعة خيارات ينبغي اعتماد أحدها في نهاية المطاف. أما متى يكون ذلك، فهذا في حد ذاته يشكل سؤالاً آخر لا إجابة عنه حتى الآن.
أول هذه الخيارات العودة الى طاولة الحوار الوطني. ولكن هل في إمكان السيد نصر الله في ظل أوضاعه الأمنية الراهنة المشاركة فيه، وخصوصاً أن كل المعلومات تؤكد أن إسرائيل تتعامل مع الأمين العام لحزب الله كهدف، وستنتهز أول فرصة ظهور علني له للنيل منه، حتى ولو كان وسط مهرجان خطابي حاشد؟ كما أن هناك، بحسب النائب نفسه، «إشكالية أخرى، إذ كيف نثق بأن طاولة الحوار لن تستغل من قبل الحزب بوصفة سياسية لكسب الوقت الطويل؟ على الأقل وليد جنبلاط يعتقد ذلك، وهو غير متحمس لمتابعة الحوار».
الخيار الثاني، الذهاب بحسب ما يطرح العماد ميشال عون الى حكومة وحدة وطنية. لكن قوى 14 آذار لن تقبل بأية حكومة لا تكون لها فيها غالبية الثلثين. ومع ذلك، ثمة من يناقش ببرود في هذه اللحظة داخل 14 آذار فكرة العودة الى جس نبض التحالف مع عون. لكن النائب الأكثري يؤكد أنه «ليس جنبلاط وحده غير متحمس لهذه الفكرة، بل إن لدى النائب سعد الحريري ايضاً تجربة غير مشجعة مع عون. فخلال المشاورات لتشكيل الحكومة الحالية، جاء عون إلى قريطم واتفق مع الحريري على المشاركة في الحكومة بثلاثة وزراء، وبعد خروجه اغتبط الحريري لحل المشكلة. لكنني حذرته حينها من المغالاة في التفاؤل، وقلت له ان عون سيراجع حساباته قبل ان تولد الحكومة. وبالفعل بعد ساعات، وصل الخبر السيئ الى الحريري. ليس مباشرة، وانما بالفاكس الى احد صحافيي المستقبل، يقول فيه: أقبل بالمشاركة على أساس أربعة وزراء.
الخيار الثالث، والكلام لنائب الأكثرية، «احتمال إعلان اليأس من استمرار الحوار مع حزب الله، وأخشى أن اعتماده بات قريباً. ومفاده أن تعلن قوى 14 آذار تخليها عن مهمة أنها والد الصبي. حينها ستوجه رسالة حادة الى حزب الله مفادها أننا تخلينا عن تحمل مسؤولية تغطية فشل بناء الدولة بفعل استمرار تمسكك بالسلاح. فلتتحمل أنت المسؤولية عما سيذهب اليه البلد.
لكن السؤال هو من سيعلن «بيان إعلان اليأس»، ومن يستطيع تحمل مسؤولية الاستقالة من واجباته؟ الرئيس فؤاد السنيورة لا يستطيع فعل ذلك، وجنبلاط لن يكرر استقالته من واجباته السياسية كما استقال من الحركة الوطنية في الثمانينيات.فهل يكون الحل بـ «اعلان جماعي» من كل قوى 14 آذار؟
ناصر شرارة
المصدر:الأخبار
إضافة تعليق جديد