خطف ثلاث فتيات من حفلة عرس
التقى رضا وهو ذاهب إلى منزل شقيقته بالرحيبة ، بثلاث فتيات قاصرات تائهات بالطريق العام ، وخمن أنهن غريبات عن البلدة ،
ولاسيما وأنهن رحن يسألنه عن الطريق الذي يؤدي إلى حفلة عرس بمنزل أحد أقاربهن ، الذي كان قد دعا ذويهن لحضور هذه الحفلة ...
فقام رضا باستجرارهن إلى حارات متطرفة في البلدة، بحجة أنه مدعو إلى هذا العرس أيضاً ، وأقنعهن بمرافقته بالركوب خلفه على دراجته النارية لأن الطريق بعيد .. ثم أخذهن إلى خارج البلدة باتجاه طريق الضمير حيث توقف في منطقة جبلية خالية من السكان زاعماً أنه تاه عن الطريق وأقنع الفتيات بالصعود إلى أعل تلة زعم لهن أن فيها شيخاً يستطيع إرشادهن إلى الطريق ... وهناك أخذ إحدى أكبر تلك الفتيات وعمرها 13 سنة بعيداً عن قريناتها الأصغر ، وطلب منها مرافقته رغماً عنها لمسافة مائة متر تقريباً ، بعيداً عن رفيقتيها اللتين طلب منهما البقاء بجانب الدراجة وحين لم تعد ضحيته بادية للعيان ، حاول افتراسها بعد تهديدها بضرب رأسها بحجر كبير ، فراحت تجاريه خوفاً من الموت ...
حاول النيل منها ، ولكنه خاف وتراجع عن فعله في آخر لحظة فنبذها في العراء ، محاولاً العودة إلى دراجته ، ولكن الفتاة القاصر لحقت به ، لتجده يحاول امتطاء دراجته والهرب ، وحيداً من تلك المنطقة النائية فتمسكت مع قريناتها بعنق دراجته ، ورحن يتوسلن إليه ألا يتركهن بهذه الحالة في العراء ، ولكنه راح يضربهن إلى أن تمكن من التملص منهن وتركهن عرضة للمخاطر في هذا المكان القفر الخالي من الناس ، وفر هارباً باتجاه منزله في تلك الأثناء مرت سيارة سوداء عند الساعة الثانية والنصف ظهراً بين الضمير والرحيبة ، ولاحظ سائقها وجود فتاة على بعد ستمائة متر عنه تشير بيدها له ، فتوقف وذهب باتجاهها ، مستغرباً وجودها في هذا المكان ، وفوجئ عندما وصل إليها بوجودها مع اثنتين من قريناتها القاصرات ...
يقول : لقد تأكدت بأنها تشير لي ، فتوجهت إليها ، وكانت ثيابها ممزقة وشعرها منفوشاً ، وعليها آثار خرمشة ، وقد سألتني إن كنت شرطياً، فأجبتها بنعم ، وأخبرتني عندئذ بما حدث معها ، وبأنها كانت قد جاءت تحضر عرس أحد أقاربها مع والدتها التي استأذنتها لشراء البوظة مع قريبتها وفتاة أخرى لم تذكر في الضبط اسمها خوفاً على سمعتها ، من جهة ، وخشية طلاق والدتها من زوجها من جهة أخرى ، كونها قد حضرت العرس دون علم زوجها ...ونظراً لكون الفتيات الثلاث غريبات عن البلدة ، تهن عن الطريق ، الأمر الذي جعلهن صيداً سهلاً لذئب بشري ...عاد بهن إلى بلدة الرحيبة ، ليسأل عن أقاربهن ليجد جد الفتاة التي أشارت له في حفلة العرس ، والذي سأله مستنكراً وجود الفتيات الثلاث معه فطلب منه الصعود معه في السيارة ، حيث توجهوا إلى مخفر الشرطة لتنظيم ضبط بالحادثة .
الجدير بالذكر ، أن أهالي الفتيات القصر هم من استطاعوا تحديد هوية - المعتدي - من خلال قريب لهم ، حيث خرجت دورية برفقة مدير الناحية ألقت القبض على المتهم واقتادته إلى الناحية حيث تعرفت أكبر الفتيات في المخفر عليه كما تعرفت الباقيات ...
وتم أحالة المدعى عليه إلى القضاء ، ليبرز وكيله مذكرة دفاع زعم فيها براءة موكله من الجرم المسند إليه ومدعياً أن موكله مصاب بخلل عقلي يصل لحد الجنون وفقدان الارادة وعدم مسؤوليته عن تصرفاته وطلب معاينته لأنه مصاب بمرض الصرع وتأليف لجنة طبية لفحصه وتأكيد أنه لا يستطيع التحكم بارادته ، وبالتالي إعلان براءته ...
هيئة محكمة الجنايات الثانية بريف دمشق ردت طلب معاينته الطبية وفق ما هو مستقر عليه الاجتهاد واعتبرت هذا الطلب غير منطقي لأن مرض الصرع هو مرض عصبي وليس مرضاً عقلياً ... وارتأت هيئة المحكمة بهذا الطلب عرقلة في فصل الدعوي ووضعه كمطعن للمدعى عليه على القرار ..
ولاسيما وأن المتهم لم يبرز أي شيء يدل على مرضه العصبي المزعوم ..
وبناء عليه أصدرت هيئة المحكمة قرارها بتجريم المتهم رضا والحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة /18/ عاماً .
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد