نصرالله : لبنان لن يخرج من الحرب إلا عزيزاً منتصراً
الجمل : أعلن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في كلمة له بثتها قناة المنار مساء أمس السبت موقف المقاومة من القرار 1701 ، وقال أن مشكلة القرار الدولى انه لم يدع الى وقف فورى لاطلاق النار. ان الادارة الاميركية اعطت للعدو الفرصة لاستكمال عدوانه على لبنان، فعندما تتوقف الأعمال العدوانية فان ردود الفعل للمقاومة ستتوقف بشكل طبيعي وان انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل سيلقى من المقاومة كل التعاون والتسهيل. وانه مادام هناك احتلال فمن حقنا الطبيعى ان نقاوم وندافع عن انفسنا. وأكد التزام المقاومة بتفاهم نيسان ودعا العدو للالتزام به.
واعرب عن تحفظه على بعض بنود القرار وانه سيترك البحث بها الى مابعد وقف اطلاق النار. وشدد أن المقاومة موجودة وصلبة وستكبد العدو المزيد من الخسائر ولن يخرج لبنان من هذه الحرب إلا منتصرا وعزيزا.
نص الكلمة
موضوع رسالتى الاساسى هو القرار الدولى الذى اتخذ وبالتالى التعليق على هذا القرار وتحديد كيفية تعاطينا مع الاحداث خلال الايام القليلة المقبلة وايضا ما هو تعليقنا السياسى على هذا القرار وكيف ننظر اليه بالاجماع.. انه لولا صمود المقاومين الابطال الشجعان الشرفاء وصمود شعبنا الشجاع و الأبي والوفي والصامد وأيضا صمود القوى السياسية اللبنانية والدولة اللبنانية بمختلف موءسساتها السياسية والأمنية والعسكرية والمدنية يعنى بكلمة واحدة لولا صمود لبنان لكنا اليوم أمام وضع او نتائج سياسية وامنية سيئة جدا ولكان عدونا اليوم في الموقع الذي يستطيع ان يفرض فيه شروطه السياسية والأمنية ولاخذ لبنان الى واقع جديد هو اسوأ من اتفاقية /17/ايار لو اخذنا بعين الاعتبار الاهداف المعلنة للحرب الاسرائيلية على لبنان والاهداف غير المعلنة لهذه الحرب وايضا الأهداف المعلنة من قبل الإدارة الأميركية لهذه الحرب على لبنان.
اننا اليوم امام النتائج الطبيعية والمعقولة والممكنة للصمود الكبير الذي عبر عنه اللبنانيون من خلال المواقع المختلفة فيما يتعلق بالقرار الدولي الذي صدر وبالتالي كيفية تعاطينا مع موجبات ونتائج هذا القرار بمعزل عن الموقف السياسى الذى سنتحدث عنه او تحفظاتنا او تقييمنا اود ان اقدم وأؤكد في البداية على منهج المقاومة فى التعاطي خلال الأيام القليلة المقبلة.
أولا: فى حال التوصل الى توقيت لوقف ما سمي بالأعمال الحربية او الأعمال العدوانية ليسموها ماشاوءوا فيما لو حصل اتفاق على توقيت معين بمسعى من الأمين العام للامم المتحدة وبالتنسيق بين لبنان وحكومة العدو فان اى وقت يعلن لوقف الاعمال الحربية.. المقاومة ستلتزم به بدون اى تردد وفى هذا السياق قبل هذا الإعلان وبعد هذا الإعلان اؤكد ان المقاومة هى رد فعل وبالتالى عندما تتوقف الافعال العدوانية الاسرائيلية فان ردود الافعال التى تعبر عنها المقاومة ستتوقف حكما وبشكل طبيعى.
ثانيا: ان كل مايمكن ان يسهل عودة اهلنا النازحين والمهجرين الى ديارهم وبيوتهم وكل ما يمكن ان يسهل الأعمال الإغاثية والإنسانية نحن سنكون فى اتم استعداد واحسن تعاون ممكن خلال المرحلة الانتقالية.
ثالثا: نحن فى السابق من خلال موقفنا السياسي ووجودنا فى الحكومة اللبنانية قلنا اننا موافقون على فكرة انتشار الجيش اللبنانى معززا بقوات اليونيفيل وهذا موقفنا ونحن ملتزمون به وعندما يتقرر انتشار الجيش وقوات اليونيفيل سوف تلقى من المقاومة كل التعاون والتسهيل والاستعداد المطلوب ان شاء الله. وأضاف الأمين العام لحزب الله رابعا.. طالما أنهم يتحدثون عن وقف الأعمال الحربية فيبدو ان العدو الصهيوني فهم من هذا الكلام وقد عبر اليوم بعض قادته ان هذا يعطيهم الحق فى استكمال العمل الميداني البرى ويعتبرونه دفاعا عن النفس واندفاعا فى سياق تحقيق بعض الأهداف العسكرية والميدانية للعدوان الإسرائيلي على لبنان فى هذا السياق طالما ان هناك تحركا عسكريا اسرائيليا واعتداء ميدانيا اسرائيليا وطالما ان هناك جنودا يحتلون ارضنا فانه من حقنا الطبيعى ان نواجههم ونقاتلهم وندافع عن ارضنا وديارنا وانفسنا وبالتالى بطبيعة الحال طالما ان اسرائيل تمارس احتلالا وعدوانا فان المقاومة هى حق طبيعى لنا ولكل الشعب اللبنانى ونحن سنمارس هذه المقاومة بالطريقة التى نعتقد انها مفيدة ومجدية وفى هذا الاطار وكما ذكر فى الكلمات التى تقدمت على التصويت على القرار الدولى وتؤكد على ان تفاهم نيسان عام /1996/سيكون هو الاطار الحاكم لاى مواجهات ميدانية من هذا النوع فأنا أؤكد بشكل طبيعى التزامنا بتفاهم نيسان وندعو العدو الى الالتزام بهذا التفاهم. وقال السيد نصر الله ان هذا على المستوى العملى خلال الايام القليلة المقبلة لان المشكلة الحقيقية فى هذا القرار هى انه لم يعلن وقفا شاملا لاطلاق النار وانسحابا للاحتلال وانما تحدث عن وقف الاعمال الحربية وقد يكون هناك اجتهادات متنوعة لتفسير المقصود بالاعمال الحربية اود ان اصل الى نقطة واقول يجب الا نخطىء لا فى المقاومة ولا الحكومة ولا الشعب اللبنانى ولا فى لبنان ونتصور ونتصرف ان الحرب انتهت فى منتصف الليل عندما اتخذ مجلس الامن هذا القرار.
الحرب لم تنته بدليل ان العدوان مازال مستمرا، اليوم محاولات تقدم على اكثر من محور وانزالات فى بعض المناطق غارات جوية فى الكثير من المناطق قتل وتدمير وهدم واليوم لم يتغير شىء ويبدو ان غدا لن يتغير شىء ايضا، ويبدو ان الادارة الاميركية التى اعطت المهل المتواصلة للاسرائيليين ليحققوا انجازات ميدانية لان مجلس الأمن لم يجتمع الا بعد مضى شهر على الحرب الاسرائيلية على لبنان وايضا هناك اصرار على الا يكون هناك وقف اطلاق نار شامل وبالتالي اليوم السبت هناك فرصة للعدو وغدا الأحد لتجتمع حكومة العدو وتعطى جوابا الاثنين حتى يتم التنسيق وحتى بعد إعلان وقف الأعمال الحربية هناك أيام أمام العدو بحجة انه لم يوقف إطلاق النار قبل ان يبدأ الجيش اللبنانى وقوات اليونيفيل بالانتشار فى الأماكن التي سينسحب منها العدو. هذه الالية وهذه الطريقة فى نهاية المطاف تعطى العدو الاسرائيلى بالحد الادنى عدة ايام لمواصلة عدوانه بأشكال مختلفة.
نحن يجب ان نكون يقظين جميعا فى لبنان والا نتصرف على قاعدة ان الحرب قد انتهت وبالتالي يؤخذ لبنان وشعبه وجيشه وبالدرجة الاولى المقاومة على حين غفلة وكانه يحق للعدو فى نهاية الحرب ان يقتل ويدمر ويوغل وان يفسد وان يفعل الافاعيل طالما ان الحرب خلال ايام ستضع اوزارها هذه شبهة كبيرة يجب الا نتورط بها ولذلك فى هذا السياق المقاومة اليوم مازالت تخوض مواجهات بطولية وسوف تبقى تخوض هذه البطولات وتوءدى واجبها الوطنى والجهادي والإيماني والإنساني والأخلاقي لمواجهة العدو الشرس والهمجي والمتوحش الذي لاحدود لاطماعه وعدوانه.. هذا فيما يتعلق بطريقة أدائنا بالأيام والمرحلة المقبلة.
اما فيما يتعلق بالقرار00 نحن لا نريد ان ندخل فى تقييم عام للقرار الان والى اى حد يتبنى المطالب اللبنانية فيما ذكر من نقاط سبع واجمع عليها اللبنانيون أو إلى أي حد يقارب هذه المطالب او يؤسس لمعالجة هذه المطالب على كل حال اعتقد ان المناقشة والوضع تجاوز هذا النوع من التقديرات والمناقشات ولكن بكلام مختصر وواضح اريد ان اقول مايلى:
اولا: فى بعض جوانب هذا القرار أننا نعتبره غير عادل وغير منصف عندما يحاول ان يحمل المسؤولية للمقاومة التي قامت بعملية عسكرية محدودة بالرغم من الأكاذيب التي سمعناها بالأمس في جلسة مجلس الأمن سواء من الوزيرة (رايس) او المندوب الاسرائيلى الذى حصل بالفعل هو انها عملية اسر لجنود إسرائيليين وانتهى الامر.
الإسرائيليون بدؤوا باستهداف الأبنية والمدن وقصفوا الضاحية الجنوبية وبدءوا من النهاية فى الحقيقة واعتدوا على المدنيين وبعدها قمنا نحن بقصف المستعمرات فى شمال فلسطين المحتلة القول الذي يتكرر على السنة الأميركيين والإسرائيليين وحتى للأسف بعض المسؤولين في الأمم المتحدة ويقدمون المسالة بأن حزب الله قام بأسر جنديين وإطلاق آلاف الصواريخ على الشمال هذا الكلام غير صحيح هذا كذب ودجل وافتراء واضح00 ان تلام المقاومة على عملية عسكرية محدودة الأفعال والنتائج والتداعيات ولكن فى نفس الوقت لاتلام إسرائيل ولا تدان ولا يذكر فى القرار الدولي أي شيء يتعلق بعدوانية إسرائيل وارتكابها للمجازر المهولة وقتلها لأكثر من ألف مدني فى لبنان وإقدامها على قتل النساء والأطفال في قانا والشياح وفى القاع وفى عكار وفى صريفا لاتعد ولا تحصى البلدات اللبنانية التي نفذت فيها مجازر في هذا العدوان وعن تدميرها للبنى التحتية وارتكابها لجرائم الحرب لايوءتى على ذكر ذلك بل يعتبر البعض ان هذا هو حق طبيعي لاسرائيل.
ان هذا امر غير منصف وغير عادل وظالم بكل تأكيد، فى كل الأحوال هذا جانب ونتوقف عنده لأسباب أخلاقية وإنسانية وسياسية، هناك بنود اخرى نحن نتحفظ عليها ولكن نؤجل الحديث عنها إلى بعد أيام والتوصل الجدي لوقف إطلاق النار لأننا نريد ان نكتشف او ان تظهر بالفعل نوايا العدو الإسرائيلي من خلال هذا التكتيك الذي اعتمد إسرائيليا وأميركيا فى توزيع الأمر الى مرحلتين. وقف الأعمال الحربية ولاحقا وقف إطلاق النار. وهناك بنود فى القرار نحن نعتبر انها شأن لبناني داخلي يجب أن تناقش فى إطار الحكومة اللبنانية وفى إطار هيئة الحوار الوطني اللبناني ونحن كلبنانيين وكقوى سياسية فى لبنان معنيون بمناقشتها وحسمها وسنقدم آراءنا وأفكارنا من خلال الحكومة ومشاركتنا فى الحكومة او من خلال مشاركتنا العامة فى الاطر السياسية الوطنية التي تناقش موضوعات من هذا النوع.
هذا الموقف المبدئي وهذه التحفظات سيعبر عنها وزراءنا في جلسة الحكومة التى ستنعقد اليوم لاتخاذ موقف معين رسمي من قبل الحكومة اللبنانية وبالتأكيد نحن نقدر كل الجهود التى بذلت على المستوى السياسي والرسمي والتي أعطت نتائج من نوع دفع ما هو افسد يعنى ان هناك امورا اسوأ، هناك امور سيئة عديدة كان يمكن ان يتضمنها القرار الدولى00 الجهود السياسية والدبلوماسية ساعدت وأمكنت بالاستفادة من الصمود واكرر على هذه النقطة00 بالاستفادة من الصمود الأسطوري للمقاومة وللشعب اللبناني من دفع ما هو اسوأ00 اليوم الحكومة اللبنانية هى تستطيع وبالتأكيد هى تتصرف بمسؤولية وطنية وتستطيع ان تتصرف بما تمليه عليها مسؤوليتها الوطنية ونحن لن نكون عائقا أمام اى قرار تراه الحكومة اللبنانية مناسبا ولكن وزراءنا سيسجلون تحفظاتنا على القرار وعلى بعض البنود وبعض المواد التمهيدية فى هذا القرار التي نعتبرها غير عادلة. وغير منصفة.
خلال المرحلة المقبلة بالتأكيد هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة اللبنانية وعلى عاتق الدولة اللبنانية عموما ترتبط بالجانب الأمني والجانب الاعماري والجانب الإنساني والسياسي هذا الأمر يوءكد كما أكدنا فى مرحلة الحرب وكما أعيد التأكيد فى هذه الأيام أننا اليوم مازلنا محتاجين الى التضامن الوطني والوحدة الوطنية وخلال المرحلة المقبلة أيضا بعد ان تضع الحرب أوزارها اؤكد على اهمية التضامن الوطني والوحدة الوطنية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة والقريبة جدا والتى هى على درجة عالية من الاهمية ومن الخطورة والحساسية لان العدو الاسرائيلى عندما سيشعر فى نهاية المطاف انه لم يتمكن من تحقيق اهدافه المعلنة او غير المعلنة من هذه الحرب هو لن يترك لبنان ولن يتخلى عن لبنان وهناك مخاطر معينة يجب ان نستعد لمواجهتها ولا نستطيع ان نواجهها الا بالتضامن والوعي واليقظة والوحدة الوطنية التي عبرت عن نفسها بأشكال مختلفة من خلال الأسابيع القليلة الماضية ويجب ان نحافظ عليها خلال المرحلة المقبلة.
الان بالتأكيد لن ادخل فى تقييمات للحرب ولنتائج الحرب لما يمكن ان يناقش الان فى كثير من السجالات الإعلامية والسياسية لأنني اعتبر اننا مازلنا فى مرحلة الحرب أولويتنا الحقيقية الان مازالت وقف العدوان ووقف إطلاق النار واستعادة أرضنا وتحقيق الاستقرار والأمن فى بلدنا وعودة المهجرين والنازحين وبعدها لكل حادث حديث.. نحن لانريد ان نستعجل الامور نحن ندعو الى ان نشعر اننا ما زلنا فى المواجهة وانه علينا ان نتصرف بنفس المشاعر والاحاسيس والمسؤولية التى تصرفنا بها جميعا منذ البداية.
الجهد السياسى يستمر الان والحكومة اللبنانية ستتخذ الموقف الذى تراه مناسبا المساعى ستستمر لتحديد وقت لوقف ما يسمى بالاعمال الحربية سنرى خلال الايام المقبلة كيف ستسير الامور وكيف سيكون اداء العدو بشكل حقيقى نحن فى هذا السياق قلت بالبداية اننا سنتعاطى بايجابية وواقعية مطلوبة خصوصا فى المجال الميدانى ولكن علينا ان نكون جميعا حذرين ويقظين واليوم العدو يواصل عملياته العسكرية وخصوصا البرية هناك يد مفتوحة للجيش الاسرائيلى فى التحرك يبدو ان من الاسباب الحقيقية لاستمرار العملية العسكرية خصوصا البرية لايام ان الامور ترتبط بقضايا داخلية تعنى الجيش الاسرائيلى نفسه والحكومة الاسرائيلية نفسها ومرحلة مابعد الحرب فى الكيان الاسرائيلى ولذلك اليوم لبنان وبعد ان تحدد الاطار السياسى الممكن لمعالجة الحرب من خلال القرار الدولى الاسرائيليون يكملون حربهم لاسباب داخلية عندهم..لاسباب ترتبط بصورة الجيش الاسرائيلى وبمحاولة لتقديم انجازات معينة او حفظ ماء وجه معين لكن فى كل الاحوال ايا تكن اهداف استمرار العدوان ولو البرى الميدانى نحن فى المقاومة اخوانكم وابناوءكم واحباؤكم الذين سطروا حتى الان اروع الملاحم لصور ومشاهد الرجولة والبطولة والشهامة والشموخ على ارض جنوب لبنان وهم يواصلون العمل والتصدى ويواصلون المواجهة وانا اعتقد ايا تكن الخطوات التى سيقدم عليها جيش الاحتلال وهو يحاول ان يتقدم فى سهم فى هذه المنطقة او تلك المنطقة ويحاول ان يلتف ويحاول ان يبذل جهدا كبيرا للوصول الى نهر الليطانى ولو فى اى نقطة من النقاط ليقول للداخل الاسرائيلى وللعالم اننى وصلت الى نهر الليطانى واننى اقوم باحتلال المنطقة، فى كل الاحوال ايا تكن الصورة التى يريد جيش الاحتلال الاسرائيلى ان يقدمها من خلال عملية استمراره فى العدوان انا أؤكد ان المقاومة موجودة وقوية وصلبة وشجاعة وتكبد العدو المزيد والمزيد من الخسائر فى ضباطه وجنوده ودباباته والياته وزوارقه البحرية وكما حصل بالأمس وكما حصل اليوم أيضا على مستوى مجزرة الدبابات التي ينفذها رجال المقاومة الوطنية الباسلة والبطلة في جنوب لبنان هؤلاء المجاهدون يواصلون العمل ونحن جميعا معهم على أمل ان نكون على نهاية قريبة جدا لهذه الحرب التي لن يخرج منها لبنان شعبا ومقاومة ودولة إلا عزيزا منتصرا شامخا أن شاء الله
إضافة تعليق جديد